الحمد لله رب العالمين القائل في محكم كتابه العزيز ( مِنْ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً (23) لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِنْ شَاءَ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً (24) وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيّاً عَزِيزاً )(25الاحزاب) ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله وبعد: في الذكرى السنوية للشهيد لهذا العام 1445للهجرة، نقف متأملين كيف كنا أيام سيدي ومولاي الشهيد/حسين بدرالدين الحوثي (رضوان الله عليه)، قلًّةً مستضعفين، وكيف كانت معاملة أهالينا ومجتمعاتنا لنا، فقد كانوا يتحاشون لقاءنا، ويتنصلون عنا، وبفضل الله تعالى، وفضل قيادتنا القرآنية ومشروعنا العظيم، وتضحيات الشهداء الميامين، ودمائهم الزكية وما صاحبها من التدخلات الربانية لإعلاء شأن هذه المسيرة القرآنية تحققت، ولله الحمد والمنة، نقلةُ عظيمة ُوأصبحنا قوةً لا يُستهان بها، بل ويحسبُ لها العالمُ ألف حساب، والحمد لله على هذه النعمة وهو القائل :(وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمْ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنْ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ )(26)الانفال . وهذه القفزة النوعية إنما هي نتاج لتضحيات الشهداء، يقول السيد القائد -يحفظه الله- :(الله سبحانه وتعالى يقابل عطاء الشهيد بعطاءٍ عظيم، عاجلٌ هنا وهناك، وآجل في الآخرة، عاجلٌ هنا في واقع الحياة، في واقع أمته، فعطاؤه وتضحياته واستبساله، وما قدَّمه في سبيل الله يثمر نصراً، ويبني أمةً قويةً عزيزةً، ويهب للأمة عزةً ورفعةً ومكانةً وقوةً، فيهابها الأعداء ويحسبون لها ألف حساب، وأثراً له هناك عند الله فيما صار إليه، فيما تحقق لنفسه، فهو لم يخسر مع الله أبداً). ومن خلال التأمل بين مستجدات الأحداث بين الماضي والحاضر، نجد أن هناك ولله الحمد نقلة كبيرة تستحق منا الشكر لله المنعم جل جلاله، فعلى مدى السنين الماضية ومنذ عشرين عاما تقريبا ً، حُورب المجاهدون من العدو الحقيقي أمريكا وإسرائيل كتيار للشر يحارب بأدوات متعددة وأساليب مختلفة، فقد أوعز إلى عملائه من السلطة الظالمة (آنذاك ) ضروة القضاء على المشروع وقيادته الربانية في المهد (يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلاَّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ) (32) التوبة . وليتحاشى العدو الأمريكي والإسرائيلي لفت النظر إلى هذا المشروع العظيم، بدأ بتحريك الأقرب فالأقرب، فكان أن بدأ بتحريك ببعض المشائخ الظلمة، ثم أذناب الدولة، وقياداتها العسكرية والسياسية، وصولاً إلى أعلى هرم السلطة، وكان السيد القائد -يحفظه الله- يحذر السلطة من مغبة خوض حرب جديدة، وأن خسارتها ستكون أكبر، ولكن دونما جدوى، وتحققت فيهم الخسائر، وتكشفت الحقائق، رغم أنهم في كل مرة يحاولون خوض خيارات أقوى ،علَّها أن تحقق لهم نصرا ً، وبفضل الله تعالى، لم يصمد فيهم أحد، فعبثا ً حرك العدوان العبرية السعودية مع السلطة ،وفشلت، ثم أقبل بتحالف قوى الشر العالمية، وهُزمت قوى الباطل بمختلف تياراتها ومشاريعها التكفيرية وأدواتها القذرة من السلفية والوهابية والمرتزقة، وداعش والقاعدة بانت للناس كصناعة أمريكية، مُجسدة للعالم أجمع مصداقية القيادة القرآنية، وانتصر المشروع القرآني، وقيادته الربانية، وشعب اليمن الميمون، واتضح وابتان العدو الحقيقي للأمة الإسلامية، المتمثل في أمريكا وإسرائيل، وانكشفت الأقنعة لتبرز المخالب النتنة المتمثلة في أمريكا وإسرائيل وأياديها القذرة من الأنظمة المطبعة. وها نحن اليوم – والحمد لله تعالى – في حرب مباشرة مع هؤلاء الأعداء، في تجلٍ واضحٍ لمبادئ شعار البراءة، وهتاف الحرية الذي صدع به سيدي ومولاي الشهيد القائد/حسين بدر الدين الحوثي (رضوان الله عليه) : “الله أكبر – الموت لأمريكا – الموت لإسرائيل – اللعنة على اليهود – النصر للإسلام”، وكما كان رسول الله صلى الله عليه وآله في غزواته يقدم أهل بيته هو، وكان أوائل الشهداء من أهل بيته في المعارك كان كذلك الشهيد القائد (رضوان الله عليه)، وعلى دربه واصل المشوار وقاد السفينة والمسيرة والمشروع سيدي ومولاي /السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله ويرعاه )، والذي نفديه بأرواحنا، أصبح بحق فخراً للأمة العربية والإسلامية، وقائداً عاماً لكل من ينتمي للإسلام، فقد تصدى لليهود ولقوى الكفر والإجرام بعد انحطاط قادة الدول العربية والإسلامية وبعد الخروج من مؤتمرهم ببيان مناشدة كلامية، وقالها وليسمعها كل العالم ،قالها حفيد المصطفى، وهو رجل القول والفعل، وفعلا ً فقد أضحى اليمن قوةً تُمثل الأنموذج والقدوة لمختلف الشعوب والدول، وبان لكل ذي عينين، وإن كان قد بان منذ عقدين، أن المشروع القرآني هو المواجه للمشروع اليهودي، وأنه لا خيار للأحرار، إلا الانضواء تحت مظلته والتسليم لقيادته الربانية . فيجب علينا جميعاً، التسليم المطلق، والامتثال الكامل للقيادة، والرفع من الجهوزية العالية للمواجهة والجهاد، ونصرة اخواننا في غزة، وفي كل بلاد، تحت قيادة سيدي ومولاي /عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله ويرعاه-، ولنقتدي بالشهداء الميامين الذين بذلوا دماءهم الزاكية النقية في سبيل الله، ونصرة المستضعفين، وعلى ضوء ما يسير عليه الأخوة المجاهدون المرابطون، وأن نحذو حذوهم ونقتفي أثرهم، ونشد من أزرهم ونقوي من عزيمتهم، متواصين بالحق والصبر. ومقدسين الاستشهاد في سبيل الله على طريق القدس لنمثل المشروع والقيادة حتى يمن الله علينا بالشهادة، قائلين لإخواننا بفلسطين ما أكدته قيادتنا : أنتم لستم وحدكم وهذا عهد قطعناه على أنفسنا إنا على نهجهم ماضون وعلى دربهم سائرون، وأن نتحلى بالمزيد من الوعي لنواصل المشوار في التصدي لهذا العدوان وأن نزداد عزما ً وثباتاً وصمودا ً. وفي هذا المقام لا يسعنا إلا أن نشيد بتلك العيون المرابطة، والراصدة في الداخل وفي الخارج، ونشكر القوة الصاروخية، والبحرية، والطيران المسير، على ما حققوه من انتصارات رائعة، وتقدم علمي وفني أذهل العالم، وأصبحت المسيرة بفضل الله والقيادة، وبجهود هؤلاء الأفذاذ، وبتكاتف الشعب والدولة أمةً وقوةً، يستبشرُ بها المستضعفون على مستوى العالم، ويتطلعون لنفس الرحمن القادم من يمن الإيمان والحكمة، كملاذ، فهنيئا لشعبنا العزيز ما ناله من عزة وكرامة، تحت راية قائده الحكيم، في ظل انحطاط غيره من الأنظمة . راجين أن نكون جميعا ً، كما قال السيد القائد، -يحفظه الله ويرعاه-، أوفياء مع المبادئ والقيم التي ضحى الشهداء من أجلها، فالشهداء قدَّموا أنفسهم في سبيل الله لأهدافٍ عظيمة، كي يتحقق العدل، كي يزول الظلم، كي ينعم الناس بالعزة، كي تتحقق لأمتهم الكرامة، كي يقوم دين الله، لأجل أن تعلو كلمة الله، القيم والمبادئ والأهداف التي قدَّم الشهداء أنفسهم في سبيل الله من أجلها، وضحوا من أجلها يجب أن نكون أوفياء معها، فأن تكون جهودنا جميعاً كمجتمع مؤمن، وكمجاهدين في سبيل الله سبحانه وتعالى قائمة على هذا الأساس، وأن نصون هذه المسيرة المقدسة العظيمة من أن تشوبها أي شائبة تسيء إلى قداستها، وإلى قداسة قضيتها، وإلى مستوى تضحياتها وعطائها وبذلها، السلام على الشهداء، وعلى أسر الشهداء وعلى الجرحى والأسرى، والنصر للمجاهدين في اليمن، وفي غزة وفلسطين، وفي كل مكان وكل حين، والموت لأمريكا وإسرائيل، والخزي والعار للعملاء، والمرتزقة، والقاعدين، ولا نامت أعين الجبناء. عضو مجلس الشورى