السعودية في الخندق الإسرائيلي لسحق غزة
بن سلمان يتباهى في مهرجانات الرقص والغناء ومسابقة الكلاب وغزة تحت القصف الصهيوني…!
الثورة / هاشم الاهنومي(متابعات)
كشفت عملية طوفان الأقصى بأن السعودية في الخندق الإسرائيلي الإجرامي الذي ينفذه الكيان من أجل سحق غزة وإبادة الأهالي والمقدسات في فلسطين، وتؤكد الحقائق والشواهد على الأرض اصطفاف ولي العهد محمد بن سلمان في الخندق الإسرائيلي في ظل الحرب الإجرامية المتواصلة على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر الماضي.
ويرى مراقبون أن مواقف محمد بن سلمان المشينة تسيطر على الحالة السياسية السعودية ليس فقط في الأزمة الحالية لكن منذ صعود ولي العهد إلى السلطة منذ سنوات.
فالسعودية عرفت نفسها خلال العقود الماضية بأنها مركز للقرار العربي ومركز ثقل في السياسات الخارجية الإقليمية والدولية.
وكانت السعودية هي المقر “المصطنع” لمبادرات السلام والإسلام والقمم الإقليمية العربية والإسلامية وتندد بشكل علني وتسمح بهامش حرية للمجال العام بالحديث عن فلسطين وهي نافذة الحرية الوحيدة لدى السعوديين في التعبير عن غضبهم وسخطهم.
حقائق مخزية للسعودية
اليوم نحن في عالم آخر، بعد يوم ٧ أكتوبر بدأت معظم شعوب العالم بإعلان التضامن ثم لحقتها عدد من الدول في تنديد العدوان الصهيوني على غزة، وبدأت صفحة جديدة من التطهير العرقي المباشر.
كانت حكومة محمد بن سلمان في تجاهل تام لما يحدث، ففي أول أسبوع من هذه الحرب الإجرامية حضر حفل مهرجان للألعاب الإلكترونية.
ثم توالت المهرجانات الغنائية والمسرحية التي قوبلت باستهجان محلي وإقليمي حتى أن الممثل المصري محمد سلام رفض الذهاب والرقص والضحك في الوقت الذي تباد فيه غزة.
كانت وزارة الخارجية السعودية تتحرك بإصدار بيانات أقل ما يقال أنها لم تكن على مستوى الحدث.
وكان واضحاً أن محمد بن سلمان يصطف في الخندق الإسرائيلي، حيث استضاف مؤتمر الاستثمار الأخير (الأسبوع الثاني من المجزرة) اليهودي جاريد كوشنر.
بعد هذا اللقاء ظهر الإعلام الرسمي والمحسوب على محمد بن سلمان بحملة تضامن مع الصهاينة وإدانة لأصحاب الأرض من أهل غزة هذه الحملات الإسفافية لم تتوقف حتى الآن.
العالم أجمع بكل شعوبه وألوانه وأعراقه في إدانة المحتل وعلى رأسهم الشتات اليهودي في أمريكا وغيرها في إدانة المحتل ويختتمها محمد بن سلمان بإعلان مهرجان للكلاب هذه ليست مزحة لكنها حقيقة موجعة.
السعودية النكبة الكبرى
في كل يوم يزداد البون الشاسع من خطابات الكراهية التي يصدرها الإعلام المحسوب على محمد بن سلمان نحو العرب والقضية الفلسطينية. هذه الخطابات ليست حالة عابرة، بل هي حاله متجذرة في الأنظمة التسلطية.
فالفوقية التي تتحدث بها السلطات السعودية في كل مناسبة هي جزء من هذه الخطابات. فمحمد بن سلمان يبدأ خطاباته العربية والإقليمية أن السعودية دعمت بمبلغ وكذا كذا. والأمثلة على هذا لا تعد ولا تحصى، فهو يتصور أن مصدر القوة هو المال فقط. صحيح أن القوة النفطية السعودية لها ميزانها في النزاعات الإقليمية.
وأكبر هزائم محمد بن سلمان ليست اليمن فحسب، بل انتصار غزة وتغير كفة موازين القوى في فلسطين المحتل، وهو ما أفشل مشروع التطبيع. والذي قد كان قاب قوسين أو أدنى، حيث التطبيع السعودي مع المحتل الصهيوني.
حيث كان يتأمل محمد بن سلمان من إجراء تطبيع عاجل قبل انتهاء مدة بايدن لأجل الحصول على مكاسب من الولايات المتحدة، وهي: الحماية الأمنية الأمريكية للسعودية، المشروع النووي السعودي بإشراف أمريكي.
ويفكر محمد بن سلمان في مصالحه الشخصية فقط دون المصالح الوطنية والإقليمية، حتى التعاطف هو يستكثره على الناس. والشواهد كثيرة، فاعتقالات حدثت في الحرمين بسبب الدعاء لفلسطين ولبس الكوفية الفلسطينية.
وبحسب مراقبين فإن السعودية اليوم في نكبة كبرى، نكبة أخلاقية أكثر من سياسية، فالسياسة تقوم على المناورة، لكن الأخلاق تقوم على المروة والإحساس بالكرامة والإنسانية نحو القضايا السائدة في المنطقة وخصوصا التي تتقاطع مع الهويات الدينية والقومية.
يستطيع محمد بن سلمان أن يتجاهل قيم العروبة والإسلام والإرث السياسي المحلي الذي سار عليه ملوك السعودية خلال العقود الماضية في الموازنة وشيء من الحصافة في التعامل مع القضية الفلسطينية لكن إلى أين؟ ولمصلحة من؟.
ويؤكد المراقبون أن العقيدة الإسرائيلية تأخذ ولا تعطي، ولا يعقل أن يكون هناك قرار استراتيجي بالتحالف مع دولة محتلة منبوذة إقليمياً، ودولياً مصنفة بأنها دولة فصل عنصري وملطخة بانتهاكات لا تعد ولا تحصى للقانون الدولي. لكن هذه هي النكبة أن يتجاهل صانع القرار كل هذه المؤشرات ويسير في طريق النكبة.