شهادات مؤلمة لأسيرات فلسطينيات محررات ومشاهد مؤثرة للحظات لقائهن بعوائلهن
عشنا أوضاعاً سوداوية وألماً مضاعفاً في سجون الاحتلال وتعرضنا للقمع والضرب
الاحتلال تجاوز كل الخطوط الحمراء مع الأسيرات ووضع كاميرات للمراقبة حتى في المراحيض
الثورة / افتكار أحمد
في الوقت الذي تنتظر عشرات من عائلات الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال الإفراج عن فتياتها ونسائهم القابعات خلف قضبان المعتقلات الصهيونية بموجب صفقة التبادل للأسرى بين حركة حماس وكيان العدو.. عمت مظاهر الفرح والابتهاج الأسيرات المفرج عنهن وأسرهن وعائلاتهن وجميع الفلسطينيين.
وعبرت عدد من الأسيرات المفرج عنهن – في شهادات لوسائل الإعلام – عن سعادتهن وفرحتهن الكبيرتين وهن يتحررن من قيد الأسر والتعذيب والمعاملة اللاإنسانية داخل سجون الاحتلال، ويعدن إلى أسرهن وأهاليهن بعد أن قضين سنوات سوداوية متفاوتة في سجون العدو تعرضن خلالها لأنواع الإذلال والقمع والاعتداءات والتجويع وسجون انفرادية ومصادرة للحقوق الشخصية.
الأسيرة المفرج عنها «سارة عبد الله».. بمجرد وصولها إلى محيط منزلها في نابلس بالضفة الغربية، خرت ساجدة شكرا لله.. وقالت إنها كانت محكومة بالسجن 8 سنوات.
وأكدت أنها فخورة بحركة حماس، وقياداتها الذين وقفو معها ومع بقية الأسيرات .
شهادة أقدم أسيرة
روت أقدم أسيرة في سجون الاحتلال وهي ميسون الجبالي جزءا مما تعرضت له في سجن الاحتلال.
وقالت إن حراس السجن عاملوهن بقسوة، وغلظة، وإن بعض الأسيرات تعرضن للضرب، ولممارسات «لا توصف» في سجون الاحتلال، وإن كثيرا منهن أصبن بحالات مرضية.
الأسيرة المحررة شروق دويات، بدورها قالت، إن الأسيرات شهدن في الفترة الأخيرة مرحلة صعبة داخل السجون وأنهن تعرضن للقمع والتجويع وفرض اكتظاظ كبير داخل السجن .
وعبرت عن مخاوفها على الأسيرات الأخريات بسبب القمع الشديد، الذي تمارسه إدارة السجون بحقهن.
وأضافت أنها رأت داخل السجن أسيرات تقل أعمارهن عن 18 عاما، وأن أصغرهن كان عمرها 12 عاما.
من جانبها عبّرت الأسيرة المفرج عنها أسيل منير (23 عاما)، عن فرحتها الكبيرة بالإفراج عنها.. وقالت «نحن أقوى من الاحتلال الإسرائيلي».
وكشفت في حديثها «الجزيرة» أن الوضع داخل السجون الإسرائيلية سيئ جدا، وأن إدارة السجن منعت عنهن الأجهزة الكهربائية ومنعتهن من الخروج من الزنازين التي يقبعن فيها.
وأكدت أنها لم تتمكن من رؤية والدتها طوال فترة حبسها نتيجة الإجراءات التعسفية للاحتلال.
جريمة مركبة
الأسيرة المحررة إسراء جعابيص، التي أفرج عنها ليل السبت الماضي، ضمن 39 من النساء والأطفال الفلسطينيين الأسرى، في إطار الدفعة الثانية من صفقة تبادل الأسرى.
قالت إنها وغيرها من الأسيرات تعرضن للتنكيل والضرب في سجون الاحتلال.
وأكدت أن فتيات فلسطينيات صغيرات في السن تعرضن لممارسات لا توصف في سجون الاحتلال، داعية إلى العمل على تحرير جميع الأسرى الفلسطينيين.
وعن مشاعرها بعد الإفراج عنها، قالت «نخجل أن نفرح وفلسطين كلها جريحة».
وقضت إسراء – وهي من أقدم 10 أسيرات في سجون الاحتلال – 8 سنوات من 11 سنة حكم عليها، بتهمة محاولة قتل جندي صهيوني.
اعتقلت إسراء في 11 أكتوبر 2015 أثناء عودتها من مدينة أريحا إلى القدس، بالقرب من حاجز الزعيم بعد أن تعطلت سيارتها، فأطلقت قوات الاحتلال النيران على السيارة، ما أدى إلى انفجار أسطوانة غاز كانت فيها ونشوب حريق كبير فيها تعرضت خلالها إلى حروق تراوحت بين الدرجة الأولى والثالثة أصابت 50 % إلى 60 % من جسمها، وفقدت أصابع يديها كافة، وتشوه وجهها.
ومنعتها سلطات الاحتلال من تلقي العلاج الذي تحتاجه، وتعمدت إهمالها على الرغم من حاجتها لـ8 عمليات جراحية.
سنوات سوداوية وألم مضاعف
أماني الحشيم، وهي أم لطفلين، معتقلة منذ 13 ديسمبر/ 2016، بعد إطلاق النار عليها أثناء قيادتها سيارتها عند حاجز قلنديا العسكري شمالي القدس، وحكم عليها بالسجن 10 سنوات، تروي – بألم – ظروف اعتقال قاسية عاشتها أثناء فترة اعتقالها.
تقول إن شعورها بالإفراج لا يوصف، ولا تجد كلمات تترجم فيها لحظات الحرية، «أشعر وكأنني في حلم، أنا بين أحضان عائلتي وفي بيتي مع أولادي».
وتحدثت عن «ألم مضاعف ووجع طوال فترة الاعتقال»، وقالت «كنت أفكر بأولادي ودروسهم وماذا يعملون، كنت أراهم من وراء الزجاج في الزيارات يكبرون ولا أستطيع لمسهم، هذا ألم كبير».
وأشارت إلى أن الأطفال فوق الـ8 سنوات يحرمون من الزيارة المفتوحة لوالديهم ومدتها 10 دقائق، مضيفة «خلال الزيارات كنت أظهر الابتسامة لطفلي، وعندما تنتهي الزيارة كنت أختنق في السجن».
وقالت «أولادي لم ألمسهم منذ سنوات طويلة، لم أشم رائحتهم، كبروا بسرعة بينما الاحتلال يسرق منا في سنوات الأسر لحظات ومشاعر عائلية حلوة».
وتؤكد أن أكثر لحظات حزنها عندما كان يزورها ابنها آدم (3 سنوات) ويسألها من خلف الزجاج: شو اسمك يا ماما؟
وأشارت أماني إلى أنها علمت بموعد الصفقة صباح الجمعة، ونُقلت من سجن الدامون إلى سجن المسكوبية في القدس، حيث كان والدها في انتظارها..
تجاوز الخطوط الحمراء
من جهتها تقول الأسيرة المحررة مرح باكير – التي اعتقلت جريحة خلال عودتها من مدرسة بالقدس في 12 أكتوبر 2015 وكان عمرها 16 عاما، وحكمت بالسجن 8 سنوات ونصف وغرامة مالية – إن ظروف اعتقال الأسيرات «صعبة، وان إدارات السجون لا تتعامل بإنسانية مع الأسرى وخاصة الأطفال والنساء وكبار السن، وظلت تمارس الإذلال على السجينات».
وأكدت أن إدارة سجن الاحتلال تخطت وخلال الحرب على غزة كل الخطوط الحمراء، حيث تم الاعتداء على الأسيرات بالاعتداء والضرب / ورشهن بالغاز ومصادرة الأشياء الخاصة بهن.
وقالت إنها تعرضت في الفترة الأخيرة للعزل الانفرادي في سجن الجلمة، ووضعوا لها كاميرات في الغرفة تكشف حتى «المرحاض»، «يتدخلون في خصوصيتنا، ضربوني وحاولوا خلع حجابي وملابس الصلاة».
ويستقبل الفلسطينيون باحتفالات جماهيرية حاشدة الأسرى المحررين، من سجون الاحتلال، رغم الإجراءات الأمنية التي اتخذتها قوات الاحتلال لمنع مظاهر الاحتفال بالمحررين والمحررات.
وتطلق قوات الاحتلال النار وقنابل الغاز على مئات الفلسطينيين المحتشدين أمام سجن عوفر وهم ينتظرون الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين، ويتعرض البعض لإصابات بطلقات نارية، كما تعتدي قوات الاحتلال على الصحفيين وأهالي الأسرى.
ويصل الأسرى المحررون في أفواج إلى عدة مدن فلسطينية في الضفة الغربية والقدس وسط هُتافات تحيي أهالي غزة والمقاومة الفلسطينية، وذلك بالرغم من محاولات قوات الاحتلال منع أي مظاهر للاحتفال.