تحية لمحور المقاومة

عبدالله الأحمدي

 

 

كانت أمريكا ومعها الغرب الامبريالي، وعصابات الكيان الصهيوني، وصهاينة الأعراب؛ يعتقدون أنهم قد أخمدوا الثورات العربية، وحركات تحرر الشعوب العربية، لاسيما بعد غزو العراق واليمن وليبيا وسوريا، ومحاصرة بقية الشعوب، لكن العدوان على غزة، وثبات وصمود المقاومة الفلسطينية، وهبة محور المقاومة في لبنان واليمن والعراق أفزع دول العدوان.
لم تكن دول العدوان تتوقع تلك الجُرأة في مهاجمة الكيان في ٧ أكتوبر الماضي. كان الكيان وأمريكا ودول حلف الناتو العدواني وصهاينة الأعراب، ومن طبّعوا، يعتقدون أنهم سوف يستفردون بغزة؛ يبيدون السكان، ويهجرون البقية إلى سيناء، كما حلمت دولة الكيان الصهيوني، لكن خاب أملهم، فالمقاومة صمدت، ومحور المقاومة دخل مباشرة في المعركة لضرب الكيان من جنوب لبنان ومن اليمن، كما ضرب الحشد الشعبي في العراق القواعد الأمريكية في العراق وسوريا. وانقلبت الموازين على كل الأعداء.
سقطث أحلام رئيس وزراء الكيان في تحرير الأسرى الصهاينة دون شروط، وخضع للمفاوضات مع حماس في الهدنة، وإطلاق أسرى مقابل أرقام مضاعفة من الأسرى الفلسطينيين في السجون الصهيونية.
ورغم جرائم الإبادة التي ارتكبها الكيان الصهيوني في حق أطفال ونساء غزة، والدمار الذي أوقعه جيش الكيان في مدن غزة، إلا إن غزة انتصرت، وفرضت شروطها على الكيان، وعلى امريكا التي تقف وراء جرائم الكيان. واعترف الغرب الذي كان يعتقد أن جيش الكيان لا يُهزم، رغم أنه هزم في ٢٠٠٦م في جنوب لبنان على يد مجاهدي حزب الله. اعترف الغرب بالهزيمة.
قال أحد المحللين: إن ثلاثة عوامل في الميدان أرغمت العدو الصهيوني على التفاوض مع حماس بعد ( ٤٦ ) يوما من العدوان على غزة. هذه العوامل هي : الصمود الأسطوري الذي أبداه المقاومون في غزة والخسائر التي مني بها جيش العدو الصهيوني على المستوي المادي والبشري. والعامل الثاني للانتصار هو الصواريخ والمسيرات اليمنية التي وصلت إلى إيلات، وأكثر من ذلك إغلاق باب المندب في وجه السفن الصهيونية، واحتجاز سفينة صهيونية مع بحاريها من الإرهابيين الصهاينة. وزادت الجزائر احتجاز سفينة ألمانية محملة بالصواريخ كانت في طريقها إلى الكيان لقتل شعب فلسطين. أما العامل الثالث فكان الرأي العام العالمي الذي تعاطف مع الشعب الفلسطيني، وخرج في مسيرات ومظاهرات ووقفات، ضاغطاً على الكيان النازي، ثم الرأي العام في الكيان الذي خرج مطالباً بالهدنة والتفاوض على إطلاق الأسرى سلماً بعد يقينه بفشل العملية العسكرية لجيش الاحتلال.
انتصرت غزة والأعراب الصهاينة والمطبّعون مع الكيان يتفرجون على المذابح والدمار دون أن ينطقون بكلمة. وكانوا يودون ألا تنتصر. كثيرون هم الحكام العرب الذين طلبوا من صهاينة الاحتلال، ومن أمريكا القضاء على حماس والمقاومة التي تزعجهم. كانوا ينتظرون لحظة سقوط غزة ليحتفلوا، بل إن بعضهم كانوا قد بدأوا يشربون أنخاب النصر ويحتفلون.
من أمثال الوغد المتصهين محمد بن سلمان الذي كان يرقص هو وعبداللطيف آل الشيخ في مهرجان الرياض على موسيقى ذبح أطفال غزة.
في الأخير.. لا يسعنا إلا أن نحيّي المقاومة الإسلامية في لبنان والسيد حسن نصرالله، كما هي التحية لأنصار الله في اليمن والقائد الثوري عبد الملك الحوثي، ولكل شرفاء الأمة الذين وقفوا مع غزة بكل الوسائل.
وليخسأ المنافقون والذين في قلوبهم مرض. وما النصر إلا من عند الله.

قد يعجبك ايضا