الثورة /حمدي دوبلة
على وقع هزيمته العسكرية المذلة وفشله الأمني والاستخباراتي المتزايد وسقوطه الأخلاقي الشامل راح جيش الكيان الصهيوني يسابق الزمن قبل دخول الهدنة المرتقبة سريانها في السابعة من صباح اليوم الجمعة لسفك دماء المزيد من المدنيين الأبرياء في قطاع غزة وكذلك ممارساته الإجرامية في الضفة الغربية
وكثفت قوات العدو الصهيوني من عدوانها الوحشي خلال الساعات الماضية على أنحاء متفرقة من قطاع غزة، مخلفة عشرات الضحايا في صفوف المدنيين بين شهيد وجريح
وأفادت وسائل إعلام فلسطينية، استشهاد 7 مدنيين إثر تدمير طائرات العدو لمنزل عائلة جمعة في حارة الشعوت في مدينة رفح
بوصول عدد من الجرحى إلى مستشفى شهداء الأقصى وسط القطاع، بعد استهداف منزل يعود لعائلة المصري بدير البلح.
وقصفت مدفعية جيش العدو مناطق متفرقة من حي الصبرة ما أوقع ضحايا مدنيين في منطقة بيارة الدهشان بينهم أطفال ونساء والزيتون جنوب مدينة غزة، وإطلاق نار متواصل من الطائرات المروحية في المناطق الغريبة.
كما استهدفت سلسلة من الغارات الصهيونية عدة مناطق في محافظة خانيونس جنوب القطاع.
وطيلة 47 يوما نفذ الكيان مجازر وحشية ضد المدنيين في غزة والقطاع وقتل منهم عشرات الآلاف معظمهم من النساء والأطفال دون أن يتمكن من تحقيق أي من أهدافه المعلنة ليرضخ تحت وطأة ضربات المقاومة لهدنة مدتها اربعة أيام قابلة للتمديد يتم خلالها تبادل الاسرى ودخول المساعدات الإنسانية للقطاع
ويرى مراقبون ومحللون سياسيون وخبراء عسكريون أن الكيان تعرض لهزيمة مذلة.. يقابله انتصار حاسم لحماس وكافة فصائل المقاومة الفلسطينية.
وفي هذا الإطار وصف ضابط المخابرات العسكرية الأمريكية السابق، سكوت ريتر، وقف إطلاق النار بين حركة “حماس” و”إسرائيل”، بمثابة النعمة للفلسطينيين والإسرائيليين، على حد سواء.
مشيرا إلى أن هذه الهدنة ستسمح بتبادل الأسرى وإدخال المساعدات الإنسانية وتهدئة الصراع.
مضيفا، بالقول: “وقف إطلاق النار، الذي تم التفاوض عليه بين إسرائيل وحماس بوساطة قطر، تم الاتفاق عليه بشكل متبادل بين الطرفين، ولا ينبغي لأحد أن ينخدع بالاعتقاد أن هذا كان أقل من مجرد انتصار لحماس، فقد اتخذت إسرائيل موقفا عدوانيا للغاية مفاده أنها، نظرًا لهدفها المعلن المتمثل في تدمير حماس كمنظمة، فإنها لن توافق على وقف إطلاق النار تحت أي ظرف من الظروف”، بحسب قوله.
وتابع ريتر، بالقول: “من ناحية أخرى، جعلت حماس أحد أهدافها الأساسية هو بدء الجولة الحالية من القتال مع إسرائيل، بإطلاق سراح السجناء الفلسطينيين، وخاصة النساء والأطفال، الذين تحتجزهم إسرائيل. وفي ضوء ذلك فإن وقف إطلاق النار يمثل نصرًا مهمًا لحماس، وهزيمة مذلة لإسرائيل”.
وأردف بالقول: “إن توقيع إسرائيل على وقف إطلاق النار يشكل الإشارة الأكيدة حتى الآن إلى أن الأمور ليست على ما يرام فيما يتعلق بهجومها على غزة”.
وأشار ريتر إلى أنه “لا ينبغي لهذه النتيجة أن تكون مفاجأة لأحد، فعندما شنت حماس هجومها على إسرائيل، في 7 أكتوبر الماضي، شرعت في تنفيذ خطة كانت في طور الإعداد منذ سنوات. إن الاهتمام الدقيق بالتفاصيل، الذي كان واضحًا في عملية حماس، أكد حقيقة أن الحركة كانت تدرس الاستخبارات الإسرائيلية والقوات العسكرية المصطفة ضدها، وتكشف عن نقاط الضعف التي تم استغلالها فيما بعد بينما عجز الاحتلال عن تحقيق أيّ انجاز حقيقي غير قتل عشرات الآلاف من الأبرياء.
الكيان الصهيوني يسابق الزمن لقتل أكبر عدد من المدنيين: