من وعي وقيم ومشروع السيد القائد في مناسبة أسبوع الشهيد..

عبدالفتاح حيدرة

 

أكد السيد القائد – عليه السلام – في كلمته أمس بمناسبة فعاليات أسبوع الشهيد، أن أهمية عطاء الشهداء في واقعهم وواقعنا اليوم من عزة وكرامة وكذلك الحديث عن قدسية الشهادة ومفهوم الشهادة، كما قدمها القرآن الكريم، وكذلك الحديث عن أهمية المسؤولية بأسر الشهداء على كافة المستويات، هذه المناسبات تزيدنا اهتماما وتلفت نظرنا أكثر، والشهداء أغنياء عن ذلك، ونحن من نستفيد أخلاقيا وتربويا وإيمانيا، ونجد في القرآن الكريم أن الله أثنى ثناءً عظيم الثناء على الشهداء، وهذه الأهمية مرتبطة بالروح الجهادية للأمة، وارتبط مجد وعز وكرامة وحرية ومنعة وقوة الأمة بفريضة الجهاد، والشر موجود في واقع البشر، والمجتمعات البشرية تسعى لكسب ما يدفع الأخطار عنها، أو تستغلها لاستهداف الآخرين، والإسلام ينظم ذلك وفق القيم الإلهية والضوابط الإلهية ويربطها بالمبادئ والقيم الإلهية، و التفريط بهذا الجانب خطير جدا، إذ يستغله الأشرار، وواقع المسلمين اليوم يترجم حالة الضعف الرهيب وما يترتب عليه من مآس وكوارث على واقع الأمة..
يبرز في مقدمة العوائق من عوائق الجهاد عائق الخوف من المجرمين، وخاصة أن المجرمين يستخدمون ممارسات الإجرام والقتل والطغيان، وكل أدوات الطغيان تمارس القتل بشكل عام للناس وللمدنيين بطريقة وحشية واستباحة كل الحرمات، ولذلك فإن الأمه بحاجة بروحية الشهادة، وإذا كان القتل وسيلة لتكبيل الشعوب، وهذا ما حصل كثيرا للمسلمين في مراحل تاريخية كثيرة، وفي وضعنا الراهن الأمة تقدم تضحيات كبيرة جدا في غير موضعها، ولهذا جعل الله القتل في موضع الجهاد ميزة كبيرة، ونعمة الله على الشهداء، استضافته سبحانه للشهداء، وهذا تحفيز كبير جدا، وهذا يعني إزالة أكبر عائق أمام الأمة، وفي إطار هذه الذكرى يحفز الإنسان للانطلاق الجاد لتحرير الإنسان والمجتمع، وكل من عليها فان، والكل سيرحل وما يميز حياة رحيل الشهداء أنهم في حالة فرح، وهذا تحفيز كبير لانطلاق الأمة للتحرك، والأمة بتخاذلها تخسر كل شيء وتضعف وتهون وتذل، وتكون في وضعية مشجعة ومطمعة للأعداء، وعندما تعيش الأمة بروح انهزامية يسيطر عليها أعداؤها، حتى وصل الحال في واقع أمتنا الإسلامية، حتى تمكن اليهود الذي ضرب الله عليهم الذلة والمسكنة أن يسيطروا على الأمة..
من الشواهد الواضحة اليوم للذل والهوان هو ما يحدث للشعب الفلسطيني، والواقع اليوم في معاناة الشعب الفلسطيني من همجية العدوان الإسرائيلي المدعوم غربيا وأمريكيا بالتحديد، فما هو دور وموقف المليار والنصف مسلم من هذه المظلومية، والعدو الإسرائيلي يتفنن بكل الأساليب الإجرامية بالقتل الجماعي لتدمير المساكن وقتل كل ما فيها، والقتل الجماعي بدم بارد في كل مكان بالمدارس والمستشفيات والجوامع، وممارسة القتل للناس بالطرقات وإعدامهم بدم بارد، يمارس العدو الصهيوني كل جرائم الإبادة بحق الشعب الفلسطيني، وأكثر الشهداء من الأطفال والنساء، وهناك مشاهد تدمي القلوب، وهي مشاهد تظهر الوحشية الصهيونية التي وصل بها الحال إلى سحق المدنيين بجنازر الدبابات، وكذلك التركيز على المستشفيات، ومنع حصول الجرحى على العلاج والدواء، ومن المهم جدا مشاهدة ما يحدث لإحياء الضمائر الميتة، وتوقظنا جميعا من سبات الغفلة، وكذلك استهداف المخابز والأفران وحصار خانق مشترك (إسرائيلي وعربي) والدول العربية المجاورة لفلسطين لا تسعى لإيصال المساعدات للفلسطينيين ولا تحرك جاد منها، وفي ظل تلك المأساة يطلب أبناء الشعب الفلسطيني المساعدة من أبناء هذه الأمة الذي يجب أن يتحركوا بمسؤولية أمام الله وبكل الاعتبارات..
من الواضح أن الأنظمة العربية بل أغلبها تفقد الجدية والإرادة لإنقاذ غزة، ومع القمة الأخيرة لـ 57 دولة لم تخرج بأي إجراء عملي، وهذا أمر محزن ومخز، وهي قمة طارئة تخرج ببيان بدون أي إجراءات عملية، هل هذه هي إمكانيات 57 بلداً عربياً وإسلامياً، يخرجوا ببيان يمكن أن يصدر من مدرسة ابتدائية، وإسرائيل أخذت الرسالة من القمة على أنها مراعاة لإسرائيل، ولم يرق موقف بعض الدول العربية لموقف أي دولة أخرى في العالم مثل موقف كامبوديا، وبعض الدول العربية متواطئة مع الأمريكي لاستهداف المجاهدين في غزة، ودور مسير في بيانها مناصر لإسرائيل، واحزننا واغصبنا ما قام بها السعودي من إعلان موسم الرياض، موسم الرقص والمجون، في ظل الهجوم على غزة، وتفتتحه مغنية يهودية تتهكم على الله بعبارات صريحة، بالتزامن مع ذلك اليهود الصهاينة يقتلون أبناء غزة، أي وحشية في هذا المشهد، والتنكر فيه حتى للقيم الإنسانية، والواقع الرسمي والعربي لم يتحرك بالشكل المطلوب، وكل العناوين الأخرى تلاشت، وفي مقابل ذلك تحرك الأمريكي، والأمريكي والإسرائيلي هما وجهان لعملة واحدة، هي عملة الطغيان والقتل والإجرام، وبادر الغرب لمساندة الإسرائيلي ويحرضون على المستشفيات، ويتخاذل العربي والإسلامي عن دعم أبناء فلسطين، هذه مقارنة خطيرة جدا وخلل كبير جدا..
ندرك أهمية مثل هذه المناسبات لإحياء الشعور بالجهاد في روحية الأمة، والأحداث نفسها هي لتذكير الأمة بمسؤولياتها تجاه إخواننا في فلسطين، ونحن في اليمن نقف الموقف الصحيح بانتمائنا للإسلام ومسؤوليتنا الدينية الجهادية المقدسة، ومنذ بداية الفصل الجديد من الجرائم في غزة، وموقف شعبنا موقف واضح ومشرف، واعلنا موقفنا بشكل كامل على كافة المستويات وبكل المجالات وبكل ما نستطيعه لنصرتهَم، وهو موقف رسمي وشعبي وتحرك فيه أبناء الشعب اليمني بمختلف فئاته، وشعبنا العزيز جسد هويته الإيمانية بالخروج للمظاهرات والمسيرات المساندة للشعب الفلسطيني، بصدق وإرادة جادة، ونقولها اليوم لو يتوفر لشعبنا العزيز منفذ لفلسطين لتحرك شعبنا كله إلى فلسطين لتحريرها بكل رغبة، ونتمنى ونطلب من الدول أن يوفروا لنا معبراً للعبور إلى فلسطين، وعلى مستوى التحرك العسكري لن نألو جهدا في المواجهة بواسطة الإخوة في القوات الصاروخية والمسيرات، وتخطيطنا للعمليات القادمة في فلسطين أو غير فلسطين لن نتوانى على ذلك..
إن عيوننا مفتوحة في البحر الأحمر و باب المندب والمياه الإقليمية اليمنية، والعدو الإسرائيلي يتهرب من باب المندب بإخفاء العلم الإسرائيلي وأجهزة التعارف في سفنه، وهذا يدل على تأثير اليمن في هذه الحرب، وسوف ننكل بهم ولن نتوانى عن استهداف العدو الصهيوني وليعرف به كل العالم، وقد وصلتنا رسائل تهديد من أمريكا، وقلنا لهم لسنا ممن يخضع لأوامركم، ونحن شعب مجاهد ورفعنا راية الجهاد وقدمنا التضحيات الكبيرة، ورفعنا فيه الصرخة، وهذا هو موقفنا المبدئي الدائم الذي ننطلق من خلاله بمبادئ إيمانية وقرآنية، وهو موقف صحيح ينسجم مع الأخلاق والقيم وهو موقفنا على كافة المستويات، سياسيا وعسكريا وإعلاميا واقتصاديا وشعبيا ورسميا، وكل هذه تحركات جاده ومستمرة، وعلى مستوى المقاطعة للمنتجات الإسرائيلية والأمريكية، ومن هنا أناشد كل الشعوب للمقاطعة وهو شيء مؤثر وفي متناول الجميع، ومن يسخر من موقف شعبنا، ومن يفعل أكثر من شعبنا مع الشعب الفلسطيني سوف نشكره ونثني عليه، و نطلب أبناء شعبنا أن يقفوا موقفاً واحداً متعاوناً، وموقفنا ليس لعرض العضلات أو المزايدة، وموقفنا موقف مسؤول وصادق بدافع إيماني وأخلاقي وإنساني خالص، وقد هددنا الأمريكي مباشرة بعودة الحرب وإعاقة المفاوضات وكل هذا لن يثنينا أبدا ولن يخنع شعبنا لأعدائه ولن يستعبده احد ولن يرده عن موقفه الأخلاقي والإنساني احد..
سوف تستمر الأنشطة والجهود اليمنية في كل الاتجاهات، ولهذا لا بد من التقييم فالأحداث توضح مبادئ الناس، ومن هم قادة العروبة، يتفضلوا يحملوا الراية باتجاه فلسطين، والأحداث شاهد كبير على حقيقة زيف المجتمعات الغربية المزيفة وحقوق الإنسان والطفل والمرأة في فلسطين، ولهذا يجب أن يكون هذا وعي راسخ، والأمم المتحدة أين موقفها، والتصنيفات التي يطلقونها على أمتنا، القاتل اليوم هو الإسرائيلي والمقتول هو المسلم، يجب أن نحمل الوعي تجاه ذلك، لأن أول من ينخدع بالأمريكي والغربي هم النخب، وبالرغم من حجم العدوان فإن الموقف البطولي للشعب الفلسطيني كبير وعظيم وثمرته بإذن الله هو النصر، والمظاهرات في الغرب مهمة جدا، وهناك إمكانية إذا استمر العدوان أن تتوسع الحرب في المنطقة، ولهذا يجب أن يكون حضورنا واعيا، وأقول لشعبنا العزيز، نحن في الإعداد للتغيير الجذري وعملنا مستمر، وعلى الإخوة أن يستمروا بالتفاعل الواسع في جميع الجهات..

قد يعجبك ايضا