القمة العربية الإسلامية تخرج ببيان يطالب بكسر الحصار وإدخال المساعدات إلى غزة

 

الرئيس الأسد: السلام الفاشل نتيجته الوحيدة أن كيان العدو الصهيوني ازداد عدوانية
الرئيس الإيراني: يجب تسليح الشعب الفلسطيني والمقاومة هي الحل وأمريكا هي الآمرة بالحرب

الثورة / متابعات

أعلن البيان الختامي للقمة العربية الإسلامية الطارئة التي انعقدت في السعودية أمس أن الدول المجتمعة قررت كسر الحصار على غزة وفرض إدخال قوافل المساعدات والغذاء والدواء والوقود إلى القطاع بشكل فوري ، ودعا البيان المنظمات الدولية إلى المشاركة في هذه العملية، وتأكيد ضرورة دخول هذه المنظمات إلى القطاع، وحماية طواقمها وتمكينها من القيام بدورها بشكل كامل، ودعم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
كما قررت القمة العربية الإسلامية دعم مصر في خطوات مواجهة تبعات العدوان الغاشم على غزة، وإسناد جهودها لإدخال المساعدات إلى القطاع بشكل فوري ومستدام وكاف ، وطالبت مجلس الأمن اتخاذ قرار حاسم ملزم يفرض وقف العدوان ويكبح جماح سلطة الاحتلال الاستعماري التي تنتهك القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني وقرارات الشرعية الدولية، وآخرها قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 10/25-AES بتاريخ 26 /10 / 2023، واعتبار التقاعس عن ذلك تواطؤا يتيح لتل أبيب الاستمرار في عدوانها الوحشي الذي يقتل الأبرياء، أطفالا وشيوخا ونساء ويحيل غزة خرابا.
ودعا البيان العربي والاسلامي مجلس الأمن لاتخاذ قرار فوري يدين تدمير الكيان الصهيوني الهمجي للمستشفيات في قطاع غزة ومنعه إدخال الدواء والغذاء والوقود إليه، وقطع الكهرباء والمياه والخدمات الأساسية فيه، بما فيها خدمات الاتصال والانترنت، باعتباره عقابا جماعيا يمثل جريمة حرب وفق القانون الدولي، وضرورة أن يفرض القرار على العدو الصهيوني بصفته محتلا يمارس الإجراءات الوحشية.
وكان نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي قد علّق أمس الجمعة على عقد القمة العربية، قائلاً إنّ عقدها بعد أكثر من شهر على العدوان «يعطينا إشارات إلى المخرجات المتوقعة» ، وأضاف: «لا نتوقع أكثر من بيان من القمة العربية التي ستعقد، ونحن في فلسطين لا نعلق أي أمل على مثل هذه اللقاءات التي خبرنا نتيجتها على مدار سنوات طويلة».
أما كلمات الرؤساء المشاركين فقد ركزت على الشق الإنساني المتعلق بالعدوان الصهيوأمريكي على غزة ، وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إنّ «شعبنا يتعرض لحرب إبادة لا مثيل لها على يد آلة الحرب الإسرائيلية التي تخطت كل الخطوط الحمر في قطاع غزة»، مشيراً إلى أنّ “الضفة الغربية والقدس تتعرضان أيضاً لجرائم قتل واعتداءات على يد قوات الاحتلال والمستوطنين”.
أما الملك الأردني فقد أشار إلى أنّ «العقلية الإسرائيلية هدفها تحويل غزة إلى مكان غير قابل للحياة»، معتبراً أن «حل الدولتين هو السبيل الوحيد للاستقرار والخروج من مشاهد القتل والعنف المستمرة منذ عقود»، وأنّ “العالم سيدفع ثمن فشل حل القضية الفلسطينية ومعالجتها من جذورها”.
وأكّد أنّه “لا يمكن السكوت عما يواجهه قطاع غزة من أوضاع كارثية تخنق الحياة، وعلى ضرورة أن تبقى الممرات الإنسانية مستدامة وآمنة”.
أمّا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، فقال إنّ «المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية العمل على الوقف الفوري والمستدام لإطلاق النار ومحاولة تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة»، معتبراً أنّ “التخاذل عن وقف الحرب في غزة ينذر بتوسع المواجهة العسكرية في المنطقة”.
ودعا السيسي إلى “صيغة لتسوية الصراع بناء على حل الدولتين وإجراء تحقيق دولي في ما جرى من انتهاكات للقانون الدولي”.
من جهته قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان: «نجتمع لنبعث برسالة تضامن واحدة مع فلسطين، بأننا سندعمها بخطوات عملية. إنّ “من يتشدقون بالقيم الإنسانية في الغرب لا يطالبون إسرائيل حتى بوقف إطلاق النار”.
وأكد إردوغان أنّ «من يسكت حيال الظلم في غزة شريك في الدم، ويتحمل المسؤولية ذاتها التي يتحملها القتلة»، مشيراً إلى أنّ “العالم الإسلامي أظهر هذه المرة موقفاً متحداً أكثر لإيقاف النار وإيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة”.
وطالب بالتحقيق في ما إذا كان هناك قنابل نووية في «إسرائيل»، ورأى أنّ «إسرائيل التي تتصرف كالولد المدلل في الغرب، يجب إلزامها بدفع تعويضات عن مظالمها بحق الشعب الفلسطيني”.
أما أمير قطر، فقال إنّ «المجتمع الدولي فشل في وضع حد للمجازر الإسرائيلية بحق أهالي غزة، والتي تشكّل خطراً على كل المستويات»، مستهجناً “كيف أصبح قصف المستشفيات من الأمور العادية؟ رؤية الجثث تنهشها الكلاب في غزة لا تؤثر فيهم”.
وأضاف: «لاحظنا قبل الحرب ارتفاع مناعة بعض الدول تجاه قتل المدنيين وقصف المستشفيات والملاجئ»، مطالباً “بفتح المعابر لوصول المساعدات إلى كل أنحاء قطاع غزة، وهذا أضعف الإيمان، وبتحقيق دولي لاستباحة إسرائيل قصف المستشفيات”.
وأكد «رفض استهداف المدنيين والمنشآت الصحية، وأمل التوصل إلى هدنة إنسانية في القريب العاجل»، وتساءل: “إلى متى سيسمح لإسرائيل بضرب القوانين الدولية بحربها الشعواء التي لا تنتهي على سكان البلاد الأصليين”.
•الرئيس الأسد: نتيجة السلام الفاشل مع العدو زيادة البؤس للفلسطينيين وتوحش الكيان
إلى ذلك أكد الرئيس السوري بشار الأسد، أنّ “السلام الفاشل نتيجته الوحيدة أن كيان العدو الصهيوني ازداد عدوانية، والوضع الفلسطيني ازداد بؤساً”.
وقال الرئيس الأسد في كلمته خلال القمة العربية الإسلامية المشتركة في الرياض أمس السبت: إنّ “الطارئ في قمتنا ليس القتل، وإنما تفوق الصهيونية على نفسها في الهمجية، ما يضعنا أمام مسؤوليات غير مسبوقة”.
وأضاف: إنّ «الحديث عن حل الدولتين وإطلاق عملية السلام وتفاصيل أخرى هو ليس الأولوية في هذه اللحظة الطارئة» ، وتابع قائلاً: إنّ “الحد الأدنى الذي نمتلكه هو الأدوات السياسية الفعلية لا البيانية وفي مقدمتها إيقاف أي مسار سياسي مع الكيان الصهيوني”.
وأشار الرئيس الأسد إلى أنّه «لا يمكن عزل الإجرام المستمر عن طريقة تعاطينا كدول عربية وإسلامية مع الأحداث المتكررة بشكل مجتزأ من القضية الفلسطينية» ، كما أكد أنّ “المزيد من الوداعة العربية تساوي المزيد من الشراسة الصهيونية والمجازر بحقنا”.
وقال الأسد: إنّ «الفلسطيني يحتاج الحماية مما هو مقبل من إبادة بحقه قبل الحاجة إلى المعونات الإنسانية» ، وأكد الرئيس السوري أيضاً أنّه “لا وجود اليوم لراع أو مرجعية أو قانون لدى الحديث عن عملية السلام”.
وعن المقاومة الفلسطينية قال الرئيس الأسد: إنّ «ما فرضته المقاومة الباسلة من واقع جديد في منطقتنا جعلنا نمتلك الأدوات السياسية التي تمكننا من تغيير المعادلات”.
رئيسي: يجب تسليح الشعب الفلسطيني والمقاومة هي الحل الوحيد
بدوره، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي واضعاً الكوفية الفلسطينية إنّ «كل مشكلاتنا تحل بالوحدة، ونريد أن نتخذ قراراً تاريخياً وحاسماً بشأن ما يحدث في الأراضي الفلسطينية»، مشيراً إلى أنّ “من شأن منظمة التعاون الإسلامي أداء دور صحيح يجسد معاني الوحدة والانسجام”.
وأضاف: «اليوم هو يوم انتصار الدم على السيف، والكيان الصهيوني ينتهك قواعد الحقوق الدولية بهجومه على غزة»، مشيراً إلى أنّ “أغلب الضحايا من النساء والأطفال، وأن قتل المدنيين وقصف المستشفيات من مظاهر جرائم إسرائيل”.
وأكّد الرئيس الايراني أنّ “الولايات المتحدة هي الآمرة والمتآمرة في هذه الحرب، وهي التي تشجع الكيان الصهيوني على إجرامه في غزة، وأنها دخلت الحرب إلى جانب إسرائيل، وفتحت لها المجال للبطش بسكان غزة، وأرسلت لها شحنات الأسلحة”.
وشدد على أنّ «كل المفاسد تأتي من الولايات المتحدة التي تلغي القوانين الدولية وتشعل الفتن في العالم، فيما يجب أن نمسك بزمام الأمور في ساحاتنا»، مضيفاً: “لولا مواجهة المقاومة في غزة ولبنان للاحتلال، لكانت إسرائيل نقلت الحرب إلى الدول العربية والإسلامية”.
وطالب رئيسي بوقف القصف الإسرائيلي على المدنيين والمستشفيات في غزة ورفع الحصار عن القطاع وفتح معبر رفح من دون قيد أو شرط ، وأكد وجوب تسليح الدول الإسلامية للشعب الفلسطيني لمواجهة الكيان الصهيوني، وأهمية مقاطعة التجارة والتعاون مع الكيان الصهيوني ومقاطعة البضائع الإسرائيلية.
أيضاً، قال إنّ «الحل المستدام هو إقامة دولة فلسطينية من البحر إلى النهر، وعلينا التصدي لإسرائيل والحل الوحيد هو المقاومة» ، وأكد رئيسي أنّ «المقاومة في غزة حققت مكاسب كبيرة»، مضيفاً: «إذا لم يسفر اجتماعنا اليوم عن اتخاذ خطوات، فسيؤدي ذلك إلى خيبة أمل لدى الشعوب الإسلامية»، داعياً الدول الإسلامية إلى تصنيف «الجيش» الإسرائيلي “منظمة إرهابية”.
إلى ذلك ، قال ولي العهد الكويتي مشعل الأحمد إنّ «جرائم إسرائيل في غزة تنذر بتداعيات سلبية على أمن المنطقة واستقرارها»، مؤكداً أنّها «تمارس عقاباً جماعياً لا يمكن تبريره بأي شكل من الأشكال بحق أهالي غزة» ، وأكّد أنّ «القضية الفلسطينية تتصدر أجندة سياسة الكويت»، مطالباً بـ”دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران 67 وعاصمتها القدس الشرقية”.
أما الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد أكد رفض سياسات الانتقام والعقاب الجماعي التي ينتهجها المحتل بحق الشعب الفلسطيني، داعياً المجتمع الدولي إلى التحرك الجاد لإدانة الانتهاكات الخطرة في قطاع غزة.

قد يعجبك ايضا