الطفولة في غزة .. اغتيال بشع بسواطير الإجرام والإرهاب الصهيوني الأمريكي
لماذا ينقش صغار فلسطين أسماءهم على أطرافهم؟
الثورة / زهور السعيدي.
صور مؤلمة تدمي القلب ومشاهد ومقاطع فيديو رهيبة تقشعر لها الأبدان عرضتها وتعرضها مواقع التّواصل الاجتماعي وبعض وسائل الإعلام الفضائي ،أبطالها أطفال فلسطينيون في عمر الزهور أزهقت أرواحهم وقطعت آلة القتل الصهيونية الأمريكية أجسادهم الطرية إلى أشلاء وعبثت بحياتهم بخبث وبلا رحمة وبدون أي ضوابط إنسانية وأخلاقية ودينية ومعايير دولية بل يرفع أصحابها شعارات الحرب الحضارية ضد ما يسمونه وحشية وإرهاب المقاومة الفلسطينية بقطاع غزة.
يمارس الكيان الصهيوني في عدوانه المجنون على قطاع غزة والمتواصل منذ اكثر من واحد عشرين يوما وبسلاح أمريكي وبدعم غربي أعمى وهو الذي أصمّ آذان الدنيا بشعارات المدنية وحقوق الإنسان والطفولة يمارس وحشيّة قتل الطفولة البريئة في فلسطين الجريحة على نطاق واسع وبدون أي قيود وبغير وجه حقّ، وانا فقط كما تؤكد على ذلك حقيقة الميدان وتصريحات في حكومة الاحتلال من باب الإمعان في التلذّذ بالقتل وتجريب أشكاله البشعة, وممارسة العقاب الجماعي الغاشم بأكثر ما يمكن من القسوة والإجرام وبما يزيد عمّا كُتب في التاريخ عن مجازر عصور الظلام البربرية.
قصص مؤلمة
على مدار الساعة ترتكب آلة القتل الصهيونية المزيد من المجازر التي يذهب ضحيتها الأطفال الفلسطينيون لكن دماء وأشلاء هؤلاء الضحايا ولا فزعهم واستغاثات الجرحى منهم لم تحرك ضمير الإنسانية المنحاز كليا إلى القاتل ولا تنفك تبحث عن الأعذار والمبررات له ولجرائمه المروعة التي تجاوزت كل الحدود.
وتتحدث الإحصائيات الرسمية الصادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية بغزة عن ارتكاب العدو عن نحو سبعمائة مجزرة حتى كتابة هذه القصة الصحفية خلفت قرابة ثلاثة آلاف شهيد من الأطفال والأجنة في بطون أمهاتهم فيما لا يزال نصف هذا العدد من مطمورين تحت انقاض منازلهم التي هُدمت على رؤوسهم ورؤوس عائلاتهم ويعجز المنقذون بسبب الغارات المتواصلة ووسائل الإنقاذ اليدوية البسيطة عن انتشال جثامينهم.
-كل مجزرة تخلف قصصا مأساوية تدمي الأفئدة والقلوب فهناك من الصغار من نجا بجروح مختلفة لكنه بقى وحيدا بعد استشهاد والديه وكل أفراد عائلته ولم يعد لديه بيت ولا أسرة ولا أهل ولا جيران فقد رحل الجميع وتركوه أسير دموعه وآلامه ليحكي بقصته الحزينة شيئا من وحشية وهمجية العدو وقسوة وإجرام هذا العالم الذي لا يكترث ولا يفكر إلا في مصالحه المادية على حساب دماء ودموع وآهات الطفولة المستباحة.
-أصبحت الطفولة في غزة وفي كل فلسطين المحتلة تُنحَر يوميا على أيدي الصهاينة القتلة وأضحت أشلاؤهم تُقطع بشتى أنواع الأسلحة المحرمة دوليا والقادمة من أمريكا ليثبت بنو صهيون ومن يدعمهم بهذه الجرائم النكراء حقيقة انهم ليسوا من البشر، على الرغم من مزاعمهم الدائمة انهم أحباب الله وشعبه المختار ليظهروا على حقيقتهم وهم يذبحون عباده ويقتلون أطفاله بكلّ تفاخرٍ وعنجهيّة واستعلاء وامتهان لحرمات الله وحدوده وتجاهل لحقوق الإنسان والطفولة البريئة وكل القيم الإنسانية والشرائع السماوية والقوانين والأعراف البشرية.
الاستعداد للموت المبكر
-المئات من أطفال غزة تطايرت وتناثرت أشلاؤهم ولم يتم التعرف على هويات الكثير منهم بعد انتشال أجزاء من أجسادهم من بين حطام المباني المستهدفة وهو ما دفع هؤلاء الضحايا كما توضحه المشاهد المتداولة في وسائل الإعلام العالمية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي وحتى لجثامين ممن قضوا منهم إلى نقش أسمائهم على أيديهم وأقدامهم في صورة اليمة أخرى تؤكد عزيمة وإرادة الإنسان الفلسطيني وانه لا يهاب الموت بل هو مستعد له على الدوام. لكن هذه المشاهد المؤلمة للأطفال وهم يكتبون وصيتهم التي تضمنت التعريف بهم على أيديهم حال استشهادهم لم تساهم في إيجاد نوع من التعاطف من قبل قادة الدول الغربية في الضغط على أمريكا لإيقاف مجازر الكيان الصهيوني في الأراضي المحتلة بل تسابقوا ويتسابقون إلى إعطاء القاتل الضوء الأخضر للإيغال في جرائمه واختلاق الأعذار والمبررات له لقتل أكبر عدد ممكن من أبناء الشعب الفلسطيني صغارا وكبارا.