مشاهد من إسقاط الدفاعات الجوية لطائرة التجسس الأمريكية 9-MQ
إسقاط حاصدة المعلومات والأرواح.. ما طائرة «إم كيو 9 ريبر» الأمريكية التي أسقطتها الدفاعات الجوية في أجواء المياه الإقليمية لليمن؟
الثورة / صنعاء
تمكنت الدفاعات الجوية من إسقاط طائرة أمريكية MQ9 أثناء قيامها بأعمال عدائية ورصد وتجسس في أجواء المياه الإقليمية اليمنية، ضمن الدعم العسكري الأمريكي للكيان الإسرائيلي، وأوضحت القوات المسلحة في بيان صادر عنها أمس، أنه تم إسقاط الطائرة بالسلاح المناسب.. مؤكدة الحق المشروع في الدفاع عن البلاد والتصدي لكل التهديدات المعادية، كما أكدت أن التحركات المعادية لن تثني القوات المسلحة اليمنية عن الاستمرار في تنفيذ العمليات العسكرية ضد الكيان الإسرائيلي دعماً ونصرةً لمظلومية الشعب الفلسطيني.
قدرات يمنية متطورة
إسقاط الدفاعات الجوية لطائرة أمريكية في أجواء المياه الإقليمية تعد هي العملية الأولى من نوعها لناحية مسرح التنفيذ في المياه الإقليمية، والأولى من نوعها لناحية الظروف التي تمر بها اليمن منذ خفض التصعيد، والظروف التي تمر بها المنطقة منذ بدأت الحرب الصهيوأمريكية على غزة، وهي كذلك تؤشر إلى دلالات عديدة.
يقول مراقبون: إن إسقاط الدفاعات الجوية اليمنية طائرة أمريكية من هذا النوع المتطور في أجواء المياه الإقليمية، يعد سابقة هي الأولى في اليمن، إذ تعكس العملية المدى المتطور للقدرات الدفاعية الجوية التي امتلكتها القوات المسلحة اليمنية، وفي أبعاد مرتفعة وقدرتها على التنفيذ في إطار جغرافيا بحرية بعيدة، كما أنها تعكس قدرات متطورة في الرصد الراداري للقوات المسلحة.
وقد سبق للقوات المسلحة أن أسقطت عدداً من الطائرات الأمريكية نوع MQ9، في عدد من المناطق، لكنها العملية الأولى التي تنفذ بعد عامين من خفض التصعيد، والحادثة العسكرية الأولى منذ بدأت طوفان الأقصى في غزة التي يشارك فيها الأمريكيون بشكل فاعل وينشرون قواتهم في البحر الأحمر وشرق المتوسط، ويعتبر مراقبون أن مشاركة اليمن العسكرية في نصرة غزة جعلت الأمريكيين يستنفرون عسكرياً بشكل غير مسبوق، وأن تحليق الطائرة في المياه الإقليمية كان بهدف جمع المعلومات والرصد وأيضا بهدف منع اليمن من أي عمل عسكري يهدف لنصرة غزة.
وأضافوا أن إسقاط الطائرة كان بمثابة الرسالة القوية للأمريكيين، حيث أنها تدلل على الجهوزية العالية لدى القوات المسلحة اليمنية، وقدرتها في التصدي لأي محاولات أمريكية بتوجيه ضربات معادية على اليمن، وأكدوا بأن العملية تكرس معادلة حماية الأجواء اليمنية حتى في أعالي البحر.
صفعة يمنية للأمريكيين
يعيد إسقاط الدفاعات الجوية لطائرة أمريكية نوع MQ-9 Reaper، تسليط الضوء على هذه الطائرة التي أثير الحديث عن قدراتها الخارقة في مارس من العام الحالي، حينما أدى اصطدام طائرة مقاتلة روسية بطائرة أمريكية من طراز MQ-9 Reaper فوق البحر الأسود إلى أزمة جوية بين أمريكا وروسيا، الحادثة الوحيدة التي حصلت خلال العام لطائرة من هذا النوع، جعلت صحيفة واشنطن بوست تنشر تقريراً مطولاً حول المسيّرة، وقالت إن الطائرة من نوع “ريبر” (MQ-9 Reaper)، طائرة استطلاع مسيّرة، تستخدمها القوات الجوية الأميركية لجمع المعلومات الاستخباراتية وإجراء مهام المراقبة والبحث والإنقاذ والضربات الدقيقة على أهداف عالية القيمة وحساسة.
ولفتت إلى أن هذه الطائرات “قامت بمهام فوق العراق وأفغانستان وسوريا ودول أخرى، ويتم تشغيلها عن بعد بواسطة فريقين من قاعدتين من أصل 20 قاعدة في 17 ولاية، أحدهما يقود المهمة ويتحكم في الطائرة المسيّرة، بينما يشغل الآخر أجهزة الاستشعار ويوجه الأسلحة”.
ويمكن للطائرة حمل ثمانية صواريخ موجهة بالليزر و16 صاروخاً من طراز Hellfire وما يصل إلى 1300 باوند (590 ليتراً) من الوقود. وهذا يسمح لها بالتحليق في الهواء لمسافة 1150 ميلاً (1850 كيلومتراً) والطيران على ارتفاع يصل إلى 50000 قدم.
وتعاقدت القوات الجوية الأميركية مع شركة “جنرال أتوميكس” لصناعة أكثر من 360 ريبر منذ بدء البرنامج في عام 2007. وتبلغ تكلفة طائرة ريبر مسيّرة حوالي 30 مليون دولار ـ ويبلغ طول ريبر 36 قدماً (11 متراً) ويبلغ طول جناحيها 66 قدماً (20 متراً) وحمولتها 3750 باوند (1700 كيلوغرام)، وتحتوي على أجهزة استشعار وكاميرات تعمل بالأشعة تحت الحمراء، وجهاز يعمل بالليزر لتحديد الأهداف.
وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن إسقاط ريبر، التي تعتبر العمود الفقري لأسطول الاستطلاع الجوي للجيش الأميركي، أذهل الأمريكيين حينها، ونقلت عن مسؤول عسكري أمريكي قوله إن “الحادث أذهل المسؤولين العسكريين الأميركيين وهم يشاهدونه عبر فيديو من الطائرة المسيّرة إلى مركز عمليات في قاعدة رامشتاين الجوية في ألمانيا”،
وقال ديفيد أ. ديبتولا، وهو جنرال متقاعد من سلاح الجو، إنه ما لم يكن لدى MQ-9 جهاز استشعار فريد “لن تكون هناك خسارة كبيرة إذا استولى عليها الروس”، وأضاف في رسالة بالبريد الإلكتروني للصحيفة: “لقد فقدت MQ-9s فوق اليمن وليبيا وأفغانستان وسوريا، وبالتأكيد تم استغلال أو مشاركة أجزاء منها”.
وذكرت “نيويورك تايمز” أنه “يمكن أن تصل سرعة الطائرة المسيّرة ريبر إلى 275 ميلاً (442 كيلومتراً) في الساعة، وتم تصميمها لرحلات طويلة، مع بعض الطرز القادرة على الطيران لمدة تصل إلى 34 ساعة، وأشارت إلى أنه يمكن لريبر إسقاط القنابل وإطلاق الصواريخ.
وبالعودة إلى إسقاط الدفاعات الجوية اليمنية للطائرة المسيرة، فإن العملية تعد صفعة للأمريكيين للاعتبارات التي تتعلق بالطائرة نفسها، ولمكان إسقاطها كذلك، ومن ناحية تحليق طائرة أمريكية من هذا النوع في المياه اليمنية يسعى الأمريكيون من وراء ذلك إلى توجيه ضربات استباقية تحد من تنفيذ اليمن لمزيد من العمليات العسكرية على كيان العدو الصهيوني، غير أن إسقاط هذه الطائرة يضع الأمريكيين أمام معادلة صعبة.