مساحتها 45 كيلو متراً طولاً و12 كيلو متراً عرضاً يقطنها 2.5 مليون إنسان، يعيشون تحت الحصار منذ 18 عاما وتحت الاحتلال منذ عام1967م، عند قيام كيان الاحتلال عام 1948م نزح إليها الكثير من أبناء فلسطين هربا من مذابح العصابات الصهيونية، أتحدث عن (قطاع غزة) هذا القطاع الذي يواجه اليوم أعتى الإمبراطوريات الاستعمارية، على خلفية إقدام مجموعة من (الفدائيين الابطال) باقتحام السياج العازل بين القطاع وبقية أراضي فلسطين وتمكنوا من اختراق الدفاعات الصهيونية وصولا الي المغتصبات، وفعلا تمكن مجموعة من الابطال المقاومين ليس من الوصول الى المغتصبات وكسر خطوط دفاعات العدو المحتل، بل استطاعوا أن يهينوا كيان الاحتلال ويسقطوا هيبته وكل الأساطير التي تحكي عن تفوقه العسكري والامني والاستخباري بكل ما لديه من تقنيات وتجهيزات إلكترونية، غير أن كل هذه الاساطير سقطت تحت أقدام المقاومين الفلسطينيين، فكيف كان رد الفعل واخلاقيات الفاعلين وهمجيتهم وانحطاطهم وتجردهم من أبسط الاخلاقيات والمشاعر الانسانية، وإذا اعتبرنا أن رد فعل الكيان الصهيوني ليس غريبا ولا جديدا، غير أن المثير والمستغرب هو هذه الهرولة التضامنية الوقحة والهمجية للأسف التي جاءت من رؤساء أمريكا وفرنسا وبريطانيا والمانيا وكل زعماء المنظومة الغربية الذين بادروا لزيارة الكيان والتعبير عن تضامنهم ووقوفهم إلي جانبه، ثم الاعلان عن تقديم كل اشكال الدعم المالي والعسكري والاعلامي، وإعلان الحصار المشدد علي قطاع غزة وسكانه، ويعلن (بايدن) عن جسر جوي لنقل ذخائر ومعدات قتل حديثة وفتاكة و14مليار دولار مساعدات عاجلة ومثله تحذو بقية الدول الغربية، وتحريك حاملات طائرات أمريكية وبريطانية الى شواطئ فلسطين المحتلة لحماية الكيان، وتهديد الدول العربية والإسلامية من مغبة التدخل لنصرة أشقائهم في غزة الذين منع عنهم كل شيء واغلقت أمامهم المعابر فلا وقود ولا مواد اغاثية ولا أدوية وحتى وسائل التواصل تم قطعها عن القطاع ليطلق جيش الكيان آلته العسكرية لتهدم بيوت القطاع على رؤوس سكانها في سلسلة من جرائم حرب لم يعرفها التاريخ ولم يرتكبها أحد قبل مجرمي الحرب الصهاينة وأمريكا وزعماء الغرب شركاء أساسيون في هذه الجرائم التي تمارس بحق شعب أعزل تحميه مقاومة لديها أسلحة بدائية من صناعتها، وبدون خجل تقف إمبراطورية غزة في مواجهة العالم بأسره، وليس جيش الاحتلال، الذي يستعرض فعالية أسلحته علي أجساد الاطفال والنساء والشيوخ، في حرب تخجل منها كل جيوش العالم ويدينها كل صاحب ضمير، حرب همجية يشنها همج وبرعاية منظومة دولية أكثر همجية، والمؤسف أن الغرب وأمريكا الذين اصطفوا في كل المحافل والميادين الى جانب جيش الاحتلال، فيما أبطال غزة وأهلها لا معين لهم ولا نصير غير الله بعد أن تخلى عنهم الجميع خوفا من أمريكا وخضوعا لتهديداتها حتى أن العرب عجزوا عن إدخال المياه والدواء والغذاء لغزة، خوفا من أمريكا والصهاينة، فيما هناك من يراهن على الدم الفلسطيني ليحقق الانتصار مؤمنا أن كلما كانت المجازر أكثر بشاعة بحق سكان القطاع وأطفاله بعد سقوط قرابة عشرة آلاف طفل وثلاثة آلاف أمرأة وألفي مسن، وأن المزيد من المجازر كفيلة بتحريك الضمير الإنساني، ( اللعنة) علي هكذا بشر يفكرون..؟!
أي زمن عربي (منحط) هذا الذي نعيشه؟ وأي أنظمة (عهر وارتهان وامتهان وذل) تحكم وتتحكم بسيادة العرب وكرامتهم؟!
منطقيا إذا ممنوع على العرب التدخل لنصرة أشقائهم، فممنوع على أمريكا والغرب التدخل الى جانب العدو وهو المدجج بالسلاح وهو يسمى دولة فيما من يواجهه مجموعة مقاومين!
مؤتمر(السلام) في القاهرة فشل في إصدار بيان ختامي مع ان التمثيل العربي كان على مستوى أصحاب الجلالة والفخامة والسمو، فيما الآخرون كانوا على مستوى السفراء ونجح هؤلاء السفراء في إفشال المؤتمر وتوجيه إهانة للعرب في عقر دارهم..!!
وبعد أكثر من ثلاثة أسابيع على المجازر الصهيونية تم ادخال) الاكفان وأوراق الحمامات!
وطيلة أيام العدوان والحديث يدور عن الرهائن الصهاينة ورعايا أمريكا والغرب، لم يتحدث أحدهم أن من يموتون في القطاع بشر وهم أصحاب الحق والارض ولم يأتوا من أصقاع الأرض كغرباء ليحتلوا أرض الآخرين..!
إن ما يجري في فلسطين يخرج الاموات من القبور، لكنه لم يحرك مشاعر حكام خونة وعملاء ومرتهنين، حكام لا يساووا مجتمعين حذاء طفل فلسطيني استشهد بمجازر الصهاينة وبرعاية عتاولة مجرمي الحرب في العالم..!
ثمة سؤال هنا يجب طرحه، وهو ماذا لو قبل هذا الفلسطيني بالوطن البديل؟ أو قبل بسيناء لتكون وطنا له؟ هل سيجرؤ أي من هؤلاء العلوج على الاعتراض؟!
أتحداهم، لكن العربي الفلسطيني الأصيل لم يقبل بهذا منذ زمن وقبل أن يضحي ويتمسك بتراب وطنه فلسطين.. إن الصمت الدولي طبيعي طالما هناك صمت بل وتواطؤ عربي رسمي مذل.
إن الدفاع عن النفس الآن فكرة مشروعة للجميع، ومن حق كل عربي وكل مسلم أن يستهدفوا مصالح امريكا والغرب في بلدانهم وهو حق الدفاع عن النفس انطلاقا من قوله تعالى “إنما المؤمنون أخوة.”
ومع ذلك ستنتصر إمبراطورية غزة على كل الاوغاد والخونة والمجرمين، وإن غدا لناظره قريب.