الثورة / تقرير / محمد الجبلي
ما كانت لتحدث هذه المذابح على هذا النحو لولا الاصطفاف الغربي وتقديم الدعم للعدو المتوحش، وما كان لهذا الاصطفاف العلني أن يتم لولا حالة الاطمئنان المعتمد على ضمان حالة الخذلان العربي الرسمي. اضافة إلى الدعم المقدم من عدة دول عربية لقادة الكيان المجرم، وهذا لم يعد خافيا.. فزعيم العصابة النازية بولندي الجنسية المدعو نتنياهو صرح في أكثر من مقام وهذا ما صرح به رئيس الشواذ الأمريكي بالقول بأن عملية طوفان الأقصى أتت لإيقاف مسار التطبيع مع دول المنطقة.
الإبادة الجماعية في غزة مكتملة الأركان.. الحصار مطبق والقصف على مدار الساعة والجرائم الوحشية تمحي في اليوم الواحد عشرات العائلات، قصفت المستشفيات والمدارس والمساجد والكنائس وكل منطقة يلجأ إليها السكان..
أيام قليلة ودخل العدوان شهره الثاني، من قصف جوي وبحري وبري، وحتى الآن بحسب الخبراء فإن أطنان السلاح التي اُلقيت على غزة تساوي أضعاف القنابل نووية التي القيت على اليابان، هذا السلاح الغربي قتل عشرة آلاف فلسطيني نصفهم من الأطفال كما وتسبب العدوان الوحشي في جرح عشرات الآلاف وهدم المنازل وإبادة احياء كاملة.
الغرب الكافر يبرر هذه المجازر بمسمى الدفاع عن النفس ويتفاخر بإرسال وسائل القتل إلى كيان العدو.
الأمم المتحدة لم تستطع فعل شيء وحتى ما يسمى بمجلس الأمن، فقد أخفق عدة مرات عن إتخاذ قرار يدعو لهدنة إنسانية، فالولايات المتحدة التي أعلنت عن هويتها اليهودية تقول بأنها شددت على رئيس الكيان المجرم أن يكون الرد قاسياً.
أمام هذه الإبادة كان لا بد من محور المقاومة أن ترد بما لديها من وسائل لمواجهة هذا الاصطفاف الوحشي ضد شعب يتعرض لأعنف عدوان خلال هذا القرن.
المقاومة الإسلامية في لبنان فتحت على العدو جبهة الشمال وأسفرت عملياتها حتى الآن عن مقتل وجرح أكثر من مائة وعشرين جندياً صهيونياً من خلال استهدافها لأكثر من مائة موقع عسكري على حدود فلسطين دمر خلالها تسع دبابات، كما نجحت المقاومة في حزب الله من استهداف ستين منظومة اتصال وأكثر من أربعين نظام تشويش ومنظومة استخباراتية للعدو منذ 8 أكتوبر، وأسفرت كل هذه العمليات عن إجبار العدو على إخلاء 28 مستوطنة يسكنها قرابة سبعين ألف صهيوني.
في ساحة المقاومة والجهاد تمكنت فصائل المحور من دك وضرب القواعد الأمريكية في سوريا والعراق، حيث أعترف البنتاغون عن تعرض قواته لـ 27 هجوماً في أقل من نصف شهر.
اليمن دخلت المعركة ونفذت ثلاث عمليات جوية بالصواريخ الباليستية والمجنحة والطائرات المسيّرة، يقول المتحدث بإسم جيش العدو بأن صنعاء تريد تشتيت انتباه قادة الحرب الدمويين عن المعركة في غزة وأن اليمن تمتلك قدرات ثم يتحدث عن اعتراض للصواريخ اليمنية وهو ما تنفيه التحليلات والشواهد من داخل كيان العدو..
ما بين الاصطفاف الغربي والخذلان العربي مذابح فضيعة وأرض محروقة وفي المقابل استبسال الأبطال والتنكيل بجنود العدو، فالصواريخ تضرب تل أبيب والمقاومة متماسكة وعلى العكس وعلى وقع المجازر والضغط النفسي والتدخل المباشر لمحور الجهاد والمقاومة يتضح أن الحلف متفكك والداخل الصهيوني مرتبك والأصوات تتصاعد بلغة الفشل والإنهاك.
الغرب الكافر نجح في قتل أكبر عدد من الأطفال والنساء والمدنيين في أبشع مجازر شهدها العصر، كما نجح في كشف وجهه الحقيقي أمام العالم، ففي أوكرانيا تدخل باسم الإنسانية وفتح حدوده أمام الاوكران، بينما تسابق الاصطفاف مع الكيان المتوحش الذي يذبح الاطفال على أنهم حيوانات بشرية.
فمن أمريكا إلى بريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وكندا شاهد العالم أدق تفاصيل الشعارات وبدى على قناعة بأن ما تسمى بالأمم المتحدة منحازة وأن بقاءها بمثابة مظلة لجرائم الغرب.
موقف المحور الجهادي نابعاً من مبدأ أخلاقي وثابت قيمي وتمتع بالتنسيق والإسناد وكان هو الموقف المشرف الذي فضخ الغرب والعرب معا.
موقف العار والشذوذ الغربي سيبقي في حاضر الأجيال، والمشاركة في المذابح تسوق هذا الجناح من العالم المظلم إلى الهاوية.
المقاومة صاحبة القضية والأرض والغرب والصهيونية قطيع متوحشة باتت غير مرحب بها ولا مكان يؤويها في الإقليم.
طوفان الأقصى فارقه وبداية لتحرير فلسطين كما قالها قائد الثورة في اليمن.