الاف المرضى والجرحى على حافة الموت وعمليات جراحية دون تخدير وأطباء يلجأون «للخل» كمرهم لتعقيم الحروق
استهداف مباشر وتهديدات بالقصف وأوامر بالإخلاء ..لنغدو أمام سياسة إجرامية يمارسها العدو الصهيوني ضد المستشفيات والمرافق الصحية بصورة وحشية غير مسبوقة وسط تحذيرات عن انهيار تام تشهده المستشفيات جراء نقص الوقود وغياب أبسط الخدمات والمستلزمات الصحية الضرورية.
عمد العدو الصهيوني منذ الوهلة الاولى لعدوانه على غزة إلى استهداف الكوادر الطبية والمرافق الصحية ليصعد وحشيته الى قصف القطاع الصحي والمستشفيات كان أبرزها جريمة مستشفى المعمداني الأهلي بغزة في واحدة من ابشع المجازر الوحشية التي وصفتها منظمات دولية يجريمة حرب وجريمة إبادة جماعية ياتي ذلك وفي الوقت الذي خرجت فيه العديد من المستشفيات في قطاع غزة عن الخدمة، وأخلي بعض منها من المرضى، بالمقابل تنتظر مستشفيات أخرى مصيرا مجهولا في ظل تهديدات العدو الصهيوني ونقص المستلزمات الطبية والأدوية والوقود المشغل للمولدات في ظل انقطاع الكهرباء.قضايا وناس / مصطفى المنتصر
57 مستشفى ومركز رعاية صحية خرجوا عن الخدمة في قطاع ، جراء الاستهداف المباشر والأضرار التي تعرضت لها من الغارات الإسرائيلية ضد المدنيين في قطاع غزة والى جانب المستشفيات التي اضطرت إلى إغلاق أبوابها بسبب الأضرار التي لحقت بها من الهجمات الصاروخية الإسرائيلية، فقد أغلقت 6 مستشفيات في مختلف أنحاء قطاع غزة أبوابها بسبب نقص الوقود .
وزارة الصحة الفلسطينية غزة فان حذرت من انهيار تام للقطاع الصحي في حال استمرار منع وصول الوقود إلى القطاع والاحتياجات الطبية الضرورية للمستشفيات والمرافق الصحية كون العدوان الصهيوني يتعمد تعطيل المنظومة الصحية في القطاع.
وذكرت أن الاحتلال الصهيوني يتحكم بآلية إدخال المساعدات ويستثني الاحتياجات الضرورية، موضحا أن المساعدات الشحيحة التي تدخل القطاع تهدف لخداع العالم لافتة إلى أن الاحتلال الصهيوني زاد من وتيرة ارتكابه للمجازر في القطاع، وأن غالبية الضحايا الذين سقطوا في الساعات الأخيرة كانوا من الأطفال والنساء .
إخلاء المستشفيات يهدد المرضى والمصابين
منظمة الصحة العالمية تحدثت عن 25 مستشفى في قطاع غزة صدر لها أوامر إخلاء، تخدم نحو مليونين ونصف شخص، مستشفى الشفاء من بين المرافق التي تنتظر إمدادات منظمة الصحة العالمية والوقود شمالي القطاع، حيث تقترب نسبة إشغال الأَسرة من 150%.
وقالت المنظمة أن المستشفى الإندونيسي اضطر إلى إيقاف بعض الخدمات الحيوية بسبب نقص الوقود، ويعمل الآن بشكل محدود في الوقت الذي مازال مستشفى الصداقة التركي وهو مستشفى الأورام الوحيد في قطاع غزة يعمل بشكل جزئي بسبب نقص الوقود، ما يعرض حوالي 2000 مريض بالسرطان للخطر ،محذرة من أن عدم تسليم الوقود الحيوي والإمدادات الصحية الإضافية بشكل عاجل إلى غزة، فإن آلاف المرضى الضعفاء سيكونون معرضين لخطر الموت أو حدوث مضاعفات طبية مع توقف الخدمات الحيوية بسبب نقص الكهرباء.
وأكدت الصحة العالمية أن من بين هؤلاء، 1100 مريض يعتمدون على غسيل الكلى، و130 طفلا حديثي الولادة يحتاج إلى الرعاية، ومرضى في العناية المركزة أو يحتاجون إلى جراحة ويحتاجون إلى إمدادات مستقرة وغير منقطعة من الكهرباء للبقاء على قيد الحياة.
وتسبب غياب المواد التشغيلية للمستشفيات في قطاع غزة من وقوع كارثة صحية وإنسانية وخيمة، ستلحق أعدادا كبيرة من الجرحى بقافلة الشهداء، وتهدد حياة 140 جريحا ومريضا حياتهم مرتبطة بأجهزة التنفس الصناعي.
استهداف مباشر
وفي إحصائية عن وزارة المصحة الفلسطينية فإن قوات الاحتلال الصهيوني قد نفذت أكثر من 115 استهداف على المرافق الصحية في القطاع منذ بدء عدوانها على غزة مبينة أن 26 مستشفى و مرفقاً صحي تضرروا جراء غارات العدوان الاسرائيلي الذي استهدف القطاع الصحي بشكل مباشر .
واكدت الوزارة والهلال الأحمر الفلسطيني استشهاد 57 شخص وإصابة أكثر من 100 من افراد وكوادر الطواقم الطبية في غزة وتعرضاً أكثر 25 من سيارات الإسعاف للتدمير في الوقت الذي تعاني فيه المستشفيات والمرافق الصحية من شحة الامكانيات وافتقارها لأبسط الخدمات.
عمليات جراحية دون تخدير
وضع صعب ومأساوي يشهده القطاع الصحي والمرضى والمصابون في غزة جراء استمرار العدوان الصهيوني الظالم ضد الأبرياء والمدنيين الأمر الذي فاقم من حدة التحديات التي يواجهها القطاع الصحي واستهدافه بطريقة مباشرة من قبل غارات العدوان .
مصادر طبية أكدت أن المستشفيات في غزة تعاني من نقص شديد في الضمادات ومواد التخدير والمستهلكات الطبية مشيرة إلى أن العمليات الجراحية تجرى للمصابين والجرحى بدون مواد تخديرية مبينة ان أغلب الإصابات عبارة عن حروق بسبب نوعية الذخائر الأمريكية المستخدمة في القصف الصهيوني على غزة .
واشارت المصادر الى نفاذ مخزون مستشفى الشفاء من المراهم وضمادات الحروق، وشاش البرافين، المستخدم في علاج حالات الحروق،
تجاوز الطاقة الاستيعابية و أن المطهرات حتى المستخدمة في علاج حالات الحروق نفد مخزونها بالكامل، ما دفعهم لاستخدام «الخل» في تطهير حروق الجرحى.
ورغم كل تلك المخاطر والتحديات التي يشهدها القطاع الصحي وتجاوز مستشفيات غزة طاقتها الإستيعابية حيث ان الطاقة الاستيعابية السريرية قرابة 2500 سرير فيما عدد المصابين تجاوز 18000 مصابا، الأمر الذي يضاعف من حدة التحديات التي تواجه القطاع الصحي المنهار في غزة .