وحشية العدوان الصهيوأمريكي على غزة.. دلالاتها وانعكاساتها

 

الثورة / تقرير / محمد الجبلي

مع تصاعد الوحشية الفضيعة لكيان العدو الإسرائيلي المجرم بحق قطاع غزة، والمذابح الجماعية التي وصل ضحاياها حتى الآن قرابة 7 آلاف شهيد منهم 3 آلاف طفل وقرابة ألفين امرأة، فيما بلغ أعداد المفقودين تحت الأنقاض في محافظات القطاع إلى 2000 شخص.
وبالإضافة إلى استمرار تدفق الأسلحة القاتلة والفتاكة من دول الغرب إلى كيان العدو والتدخل الأميركي المباشر في المعركة وإشرافه ومشاركته على جرائم الإبادة الجماعية في القطاع المحاصر. الذي يسكنه أكثر من مليوني إنسان وألقيت عليه حتى الآن أكثر من 12 ألف طن من القنابل بما فيها ذخائر محرمة دولياً.
حصيلة مروعة لثلاثة أسابيع من القتل الفضيع والتدمير والحصار والتعدي على كل مواثيق الأمم والأخلاق العرفية في الحروب، مع عوامل أخرى أيضاً.. كل هذا دفعت بمحور الجهاد والمقاومة إلى التدخل لإيقاف هذه المذبحة بحق شعب كامل أمام مرأى ومسمع العالم.
– جميع الدول المراقبة لما يجري في غزة والتي تقف على الحياد خرجت عن الصمت واعتبرت أن هذا العدوان الشامل تجاوز حد الدفاع عن النفس.. وهنا سقط مبرر استمرار العدوان.
باقي الدول ترى أن هذه الحرب والحصار إبادة جماعية ودعت إلى إدخال المساعدات الإنسانية ومنع قتل المدنيين.
الأمين العام للأمم المتحدة هو أيضاً اعتبر هذه الوحشية تجاوزت الحدود ويجب إيقافها وفك الحصار.
مندوب فلسطين في الأمم المتحدة قال في إحاطته بأن إسرائيل دمرت ما يزيد عن 40% من المنازل في غزة وشردت مليون ونصف المليون مواطن فلسطيني.
وزير الخارجية الإيراني أمير عبداللهيان حذّر من استمرار الوحشية وقال بأنه إذا استمرت عمليات الإبادة فإننا لن نقف متفرجين.
– حزب الله في جنوب لبنان يخوض معركة شرسة على طول الشريط الحدودي لشمال فلسطين المحتلة، وقد قدم في هذه المواجهة أكثر من 40 شهيداً على طريق القدس، المعركة التي يخوضها مجاهدو المقاومة في لبنان تزداد شراسه كلما أمعن الكيان المجرم في ارتكاب المجازر في غزة.
هذه المعركة، وإن كانت حدودها وسطية إلا أنها ليس كل ما لدى حزب الله، فحزب الله لديه الاستراتيجية في حال تمدد الحرب وتجاوز الخطوط الحمراء، ففتح هذه الجبهة ساهم من تضاءل قوة العدو على حدود غزة، وبلغ عدد افراده على الحدود مع لبنان قرابة 15 ألف، ما خفف الضغط على القطاع وساهم في إشغال العدو عن التركيز والتفكير في مآلات هذه الجبهات.
– تمكنت المقاومة في لبنان أيضاً من إجبار العدو الإسرائيلي على إخلاء مستوطنات الشمال وبلغ عدد الذين تم اخلاؤهم بحسب إعلام العدو اكثر من 125 ألفا حتى الآن.
– الرئيس الأمريكي يصرّح بكل وقاحة مراراً ويقول “سوف نضمن أن لدى إسرائيل ما تحتاجه من السلاح للدفاع عن نفسها”.
المعركة هي معركة أمريكا، فدبلوماسياً استخدمت أمريكا حق الفيتو لنقض قرار يدعو إلى هدنة إنسانية ووقف الوحشية.
تقدمت واشنطن بمشروع قرار لمجلس الأمن يُدين حركة حماس ويسمح لإسرائيل بمواصلة الإبادة الجماعية والتدمير تحت عنوان الدفاع عن النفس.
روسيا والصين أحبطتا هذا المشروع عبر استخدام حق الفيتو وقال المندوب الصيني بأن مشروع القرار الأمريكي لا يذكر أن فلسطين محتلة.
– التدخل الأمريكي العلني في هذه المعركة دفع بقوى الجهاد والمقاومة في العراق وسوريا واليمن إلى خيارات متدرجة لقصف وإشغال العدو الأمريكي داخل قواعده في المنطقة.
المقاومة الإسلامية في العراق أعلنت في بيان قالت فيه: استهدفنا قاعدة للاحتلال الأمريكي في «مطار أبو حجر خراب الجير» شمال شرق سوريا برشقة صاروخية أصابت أهدافها بشكل مباشر.. وقبل هذا استهدفت قواعد عين الأسد بالعراق .. والتنف في سوريا.. وأعلنت أمس عن استهدافها قاعدة الشدادي المحتلة في الحسكة بسوريا برشقة صواريخ أصابت الأهداف بشكل مباشر.
– ألوية الوعد الصادق قالت في بيان لها بأنها ستقصف القواعد الأمريكية في الكويت والجزيرة العربية ما دفع بسفارة واشنطن في الكويت إلى الخروج ببيان أكدت فيه بأنها استجابت للتهديدات وأعلنت تقليص أنشطتها في القواعد العسكرية الأمريكية.
– طائرات بدون طيار التابعة لكيان العدو القت منشورات ورقية تهدد ضباطاً من الجيش العربي السوري تطالبهم بوقف إطلاق الصواريخ التي تتبناها فصائل المقاومة من سوريا باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة.
– الخميس الماضي من هذا الشهر، أعلن البنتاغون بأن سفينة حربية تابعة لقواته اعترضت ثلاثة صواريخ كروز وعدد من الطائرات المسيرة شمال البحر الأحمر قبالة خليج العقبة، وقال إن مصدرها من اليمن وكانت متجهة لضرب أهداف داخل فلسطين المحتلة.
الصحافة العالمية أخذت وقتاً لتحليل وتقصي بيان البنتاغون وكل يوم تأتي بمعلومات جديدة حيث قدرت أن الهجوم يحمل أكثر من طن من المتفجرات ولولا هذا الاعتراض لحدث الدمار في إسرائيل وهذا بحسب الإعلام العبري طبعاً. – وسائل الضغط والاشتباك جعلت العدو الإسرائيلي يتراجع عن تصريحاته الدموية، أمس يصرح الوزير في حكومة الطوارئ بيني غانتس بالقول: نحن نخوض حرباً طويلة وتتطلب منا الحكمة ونتوقع أيام صعبة قادمة.
يضيف « جيشنا على الحدود الشمالية يدافع بقوة بعد أن أجلينا السكان». وهذا يعكس ضراوة المعركة التي يخوضها حزب الله ومجاهديه الأبطال.
– الهجوم الوحشي على غزة امتد إلى العدو نفسه، حيث قتل عدد كبير من أسراه لدى حركات المقاومة في غزة.
كتائب القسام أعلنت عن ارتفاع عدد الأسرى الصهاينة الذين قتلوا في قطاع غزة نتيجة القصف والمجازر الصهيونية إلى قرابة 50 قتيلاً.
– خطوات إرهابية
رئيس مجلس النواب الأمريكي الجديد مايك جونسون: قال بوضوح “إن أكبر حليف لبلادنا في الشرق الأوسط يتعرض للهجوم. مشروع القانون الأول الذي سأقدمه سيكون دعم صديقتنا العزيزة إسرائيل، وقد حان الوقت للقيام بذلك”.
وزير الداخلية الألماني أعلن عن قانون جديد بموجبه سيتم محاسبة المتعاطفين مع ما يحدث في غزة وقال: القانون الجديد ينص على أن أي شخص يدلي بتصريحات معادية للسامية لن يتمكن من الحصول على جواز سفر ألماني تحت أي ظرف من الظروف.
أخيراً قال مندوب كيان العدو بالأمم المتحدة: بأن أي دعوة لوقف إطلاق النار ليست دعوة للسلام بل محاولة لتقييد أيدينا «.
وهذا يعني بالنسبة لمحور الجهاد والمقاومة توسيع نطاق الحرب ورفع وتيرة العمليات في المنطقة بالكامل، سيكون المتضرر الأكبر من استمرار الوحشية هو الأمريكي وقواعده في المنطقة ومن ثم كيان العدو الذي يسوق النار إلى مخبئه سواء من اليمن أو من لبنان وغزة أو نيران المحور بضربات مركزة ورادعة.

قد يعجبك ايضا