الثورة نت|
شهدت العاصمة صنعاء اليوم، مسيرة جماهيرية كبرى غضبا وتنديدا بالمجزرة المروعة التي ارتكبها العدو الصهيوني باستهدافه مستشفى المعمداني في قطاع غزة وراح ضحيتها المئات من الشهداء والجرحى جلهم من الأطفال والنساء.
ورفعت الحشود في المسيرة الغاضبة، الأعلام الفلسطينية، والشعارات المنددة بجرائم العدو الصهيوني الأمريكي وما يقوم به من مجازر وحشية وحرب إبادة جماعية بحق الأطفال والنساء والمدنيين وتدمير المستشفيات والأحياء السكنية والبنية التحتية بقطاع غزة، وآخرها المجزرة الوحشية بالمستشفى المعمداني.
وأكدت الحشود، أن جريمة الاستهداف المباشر والمتعمد للمستشفى المعمداني، تعتبر جريمة حرب مكتملة الأركان، دليل جديد على وحشية ودموية الكيان الصهيوني واستخفافه بكل المواثيق والقوانين الدولية.
وأعلنت الحشود الجماهيرية، تفويض قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، في كل ما يتخذه من قرارات في دعم ومساندة الشعب الفلسطيني والمشاركة في المعركة المقدسة لتحرير كامل الأراضي والمقدسات الإسلامية.
ودعت الدول العربية والإسلامية وأحرار العالم، إلى الاستمرار في إقامة المسيرات والمظاهرات الغاضبة والمنددة بتواطؤ المجتمع الدولي والأنظمة العميلة مع الكيان الصهيوني، الذي يواصل ارتكاب جرائم الحرب والابادة بحق أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والأراضي المحتلة.
كما جددت التأكيد على استعداد شعب الإيمان والحكمة للجهاد المقدس مع الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، مطالبة بفتح الحدود أمام المجاهدين.
وخلال المسيرة ألقى عضو السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، كلمة نقل في مستهلها اعتذار فخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى للحاضرين والأخوة في فلسطين لعدم تمكنه من المشاركة في هذه المسيرة المباركة نتيجة زيارته لبعض المحافظات.
وأكد أن العدو الصهيوني لا يجرؤ اليوم على مواجهة أبطال المقاومة الفلسطينية في الميدان، الذين كان لهم شرف اقتحام خط الـ 48 في عملية “طوفان الأقصى”، ولا يستطيع أن يواجه هؤلاء الأبطال بجيشه وبعتاده وبقوته العسكرية وجها لوجه لذلك لجأ لقتل المدنيين، لكي يؤلم الجميع بذلك وهذا الموقف ليس غريبا عليه.
وأشار إلى الأكاذيب التي يروج لها من يتحدثون عن أن سبب العدوان الصهيوني هو استهداف المدنيين، من أجل التبرير لجرائم الكيان الصهيوني بحق أبناء فلسطين، ومن أجل أن يعطي بايدن والإدارة الأمريكية الضوء الأخضر لهؤلاء المجرمين من اليهود لقتل واستهداف المدنيين في غزة وغيرها من الأراضي المحتلة.
وأوضح محمد علي الحوثي أن وصول الرئيس الأمريكي إلى المنطقة هو من أجل دعم الكيان الصهيوني المحتل.. لافتا إلى أن الرئيس بايدن لا يزال يحمل النفسية اليهودية التي أعلن عنها منذ شبابه وها هو اليوم يأتي ليدعم هذا الكيان وهذه بحد ذاتها تمثل وصمة عار لكل رئيس أو نظام عربي أو إسلامي لا يوجد لديه موقف واضح مما يحدث في فلسطين.
ولفت إلى أن الفلسطينيين لا يطلبون من الأنظمة العربية إلا موقفا واضحا بإدانة العدو بعد أن يئسوا من هذه الأنظمة وأصبحوا لا يطلبون منها سوى أن يكون لها موقف واضح.. مؤكدا أن الرئيس بادين جاء ليعلن موقفه الواضح بالإضافة إلى دعم أمريكا العسكري للصهاينة سواء من خلال إرسال حاملات الطائرات أو ما تقدمه من دعم مستمر لهذا العدو.
واعتبر عضو السياسي الأعلى دعوة إسماعيل هنية للأنظمة العربية والإسلامية إلى إعلان موقف واضح، وصمة عار في جبين الحكام إذا لم يكن لديهم موقف واضح بعد هذه الجرائم وهذه الدعوة.
وقال “الحكام والأنظمة العربية اليوم يمثلون خط الدفاع الأول عن الكيان الغاصب، أما الشعوب فقد خرجت للتظاهر في مسيرات تدعو إلى الالتحام بالشعب الفلسطيني والقتال إلى جانبه، وإذا كان هؤلاء الحكام يمثلون هذا النهج الحر لشعوب الأمة العربية والإسلامية فعليهم أن يغيروا موقفهم تماما”.
وأضاف :” نقول لمن يقترحون نقل الفلسطينيين من غزة إلى صحراء النقب، إن صحراء النقب وكذلك سيناء هي للعذاب الإلهي لليهود ليتيهون فيها، وإذا أردتم أن يكون هناك منطقة أخرى لأبناء غزة فهي القدس، والتي سيذهب الشعب الفلسطيني إليها دون تأخير”.
وأوضح أن مزاعم رئيس حكومة الكيان الصهيوني بأن الحرب على الفلسطينيين هي من أجل ألا تمتد عمليات المقاومة إلى أوروبا، تؤكد أن اليهود سيعملون على تنفيذ تفجيرات داخل دول أوروبا وينسبوها إلى الفلسطينيين ليشوهوا تاريخهم النضالي في مواجهة الاحتلال الغاصب وعلى الأوروبيين أن يكونوا على حذر من اليهود وليس من الفلسطينيين.
وخاطب وزراء الخارجية المجتمعين في جدة قائلا” في ظل الجرائم التي ترتكب ضد الشعب الفلسطيني، يجب أن يكون لديكم مواقف واضحة، والخروج بقرار لتقديم الدعم العسكري للفلسطينيين والاستمرار في مواجهة هذا الكيان الغاصب حتى تحرير كل شبر في فلسطين، فلا بديل ولا حل إلا بإنهاء وجود هذا الكيان الغاصب من المنطقة”.
وأضاف” نحن نعلم أنكم لن تصلوا إلى هذا الموقف، لكن هناك درجات أقل، يمكن أن تمضوا فيها، أولها أن تقوم الأنظمة المطبعة بطرد سفراء إسرائيل وإغلاق سفاراتها، ومنع أي تحرك عسكري في المناطق التي تتواجد فيها القواعد الأمريكية لمنع أي دعم للكيان الغاصب.
ودعا محمد علي الحوثي الدول العربية والإسلامية المنتجة للنفط إلى تخفيض الإنتاج بنسبة 10 بالمائة كمرحلة أولى، وإذا استمر الكيان الغاصب في استهداف الفلسطينيين فعليها أن تستمر في التخفيض وهذا أقل ما يمكن القيام به.
وقال” على الرغم من الحصار والمعاناة التي يمر بها الشعب اليمني، أوجه إليكم دعوة قائد الثورة ورئيس المجلس السياسي الأعلى بدعم الشعب الفلسطيني بالمال، وسيعلن البنك المركزي حسابات خاصة بالتبرعات، ليتولى ممثلو الفصائل الفلسطينية استلامها”.
وفي كلمة العلماء أكد مستشار رئيس المجلس السياسي الأعلى العلامة محمد مفتاح، أن أحرار الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم اليوم أمام امتحان كبير، فإما أن يخضعوا للطاغوت الأمريكي والعدوان الصهيوني، أو أن يثوروا للكرامة الإنسانية ويغضبوا للكرامة الآدمية.
وأشار إلى أن شعب الإيمان والجهاد قرر ان يثور للكرامة الإنسانية وللدين والشرف والعزة، ولن يقبل أن تمر هذه الجرائم الدموية المهولة، بدون أن يكون للشعب اليمني مساهمة في تأديب ومقارعة المجرمين بكل ما هو متاح وممكن.
وقال العلامة مفتاح :” إن قلوب اليمنيين تتفتت حزنا على الجرائم الوحشية التي ترتكب بحق أبناء الشعب الفلسطيني في غزة، ولولا العائق الجغرافي والموانع التي صنعها الطغاة والمستبدون، لكان أبناء اليمن في مقدمة الصفوف، ولكانت دماؤهم وأرواحهم قبل دماء وأرواح الفلسطينيين”.
وأضاف “والله لن نبخل على أطفال غزة وفلسطين، لا بدم ولا بروح ولا بمال، ونحن صادقين فيما نقول، ولولا الموانع التي أوجدها الطغاة والمجرمون والعملاء لكان أبناء اليمن في مقدمة الصفوف”.
وأكد مستشار المجلس السياسي الأعلى، أن هذه الجموع الكبيرة في كل المحافظات والمدن اليمنية، وأن هذا الشعب المجاهد والحر والكريم الذي تصدى للعدوان الأمريكي والصهيوني والحصار والمعاناة، لا يزال مستعدا لأن يقدم الكثير من أجل صون الحرمات والمقدسات.
وعبر عن الشكر والتقدير لكل الأحرار في مختلف الدول والشعوب الذين خرجوا ليلة أمس للتنديد بالمجزرة الصهيونية المروعة في المستشفى المعمداني والتي تمثل وصمة عار في جبين كل مطبع وعميل وخائن، وعار في جبين السفاح الأمريكي وكل المتفرجين والمشاركين فيها.
وأشار إلى أن أمام المطبعين فرصة لتصحيح خطأهم التاريخي الفادح من خلال طرد السفراء والعملاء والمكاتب التجارية والبنوك من البلدان العربية، قبل ان تطردهم الشعوب.
وقال :” نقول لهؤلاء العملاء والخونة الذين يسمون أنفسهم قادة وحكام على الشعوب، بأن الشعوب حرة وكريمة وستثور كما ثار الشعب اليمني على الطغيان الأمريكي واسقطه وطرد المارينز من صنعاء، وكذلك ستفعل الشعوب التي تتسلطون عليها اليوم”.
وجدد العلامة مفتاح، التفويض الكامل لقائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، واستعداد أبناء الشعب اليمني لبذل دمائهم وأرواحهم وأموالهم وكل ما يملكون في سبيل الله.. داعيا قادة محور المقاومة للمضي قدما واتخاذ القرار وستكون الأمة من خلفهم للإجهاز على هذا العدو.
وأشار بيان مسيرة الغضب والتنديد بجرائم العدو الإسرائيلي والأمريكي في فلسطين، على أن العدو الصهيوني تمادى في عدوانه وإجرامه وطغيانه بحق الشعب الفلسطيني المسلم بارتكابه للجرائم والمجازر الوحشية والتي يندى لها جبين الإنسانية والتي كان آخرها ما حصل بالأمس من جريمة استهداف مستشفى المعمداني بغزة والتي راح ضحيتها مئات الشهداء والجرحى في جريمة أقل ما يمكن وصفها بأنها جريمة إبادة جماعية وجريمة حرب ضد الإنسانية.
ولفت البيان الذي ألقاه وزير الصحة بحكومة تصريف الأعمال الدكتور طه المتوكل، إلى أن الشعب اليمني الحر الثائر الغيور في عموم المحافظات اليمنية هب انتصارا للشعب الفلسطيني ووفاء لدماء شهدائه الأبرار ونصرة للمقاومة.
وأدان البيان واستنكر بشدة المجزرة الإسرائيلية الأمريكية الوحشية في المستشفى المعمداني بغزة والتي راح ضحيتها المئات من الشهداء والجرحى، واعتبرها جريمة حرب ضد الإنسانية وإبادة جماعية تكشف الوجه الإجرامي لهذا العدو الصهيوني.
وأكد أن أمريكا تتحمل المسؤولية كاملة تجاه ما ترتكبه ربيبتها اللقيطة إسرائيل من مجازر وحشية بحق الشعب الفلسطيني.
وأعلن البيان حالة النفير الشعبي الجهادي العام وجاهزية الشعب اليمني للمشاركة الفعلية في القتال في فلسطين والاستعداد الكامل لتنفيذ أي خيارات تراها القيادة الثورية في نصرة الشعب الفلسطيني.
ودعا شعوب الأمة العربية والإسلامية قاطبة إلى التحرك الفاعل والمؤثر وأن تصنع طوفانا إسلاميا رافدا لطوفان الأقصى حتى يتم اجتثاث الكيان الصهيوني من جسد الأمة.
وحيا البيان حركات الجهاد والمقاومة الفلسطينية على عملياتها البطولية في مواجهة العدوان الإسرائيلي.. مشيدا بعمليات المقاومة الإسلامية في لبنان والتي شكلت إسنادا للمقاومة في غزة، ورادعا قويا للعدو الصهيوني.
تخللت المسيرة قصيدة للشاعر حمزة المغربي، وإحراق العلمين الأمريكي والصهيوني.