عيد ويبقى التطلع

عائشة الطويلي –

* إلى 22 مايو:

واليوم نسأل العيد الذي شغلنا به لسنوات, وارتبط حالنا بحاله زمنا طويلا, نسأله ماذا ترى ¿
هل تغير الموعد, تغيرت الأغاريد, تغير الشعور, تغيرت الأرض, تغيرت المفاهيم, تغير اللقب, تغيرت الطريق المؤدية إليك ..¿
هل تغير الوطن, أم ظل ملتصقا بذكراك, يغرد كلما داهمته نسائمك رغم الجراح الممزقة, المشتعلة في كل زواياه .
بماذا نتلقى تهانيك ¿ وقد أضنانا نزيف من دم الشهداء, وقد أرغمنا على الصمت هاجس الموت القلق ..!
اعذرنا اليوم, كنا نغني معك في كل يوم, نشدو بلحنك الذي ظل يهبنا القوة لسنوات وسنوات, ومع كل المضايق كنت دوما تضيء لنا دروب الأمل ممتشقا رغم التحديات عاليا بروح الأب الحاني, تسكب في قلوبنا السكينة وتقتل فينا الهزيمة وتغدو كما يغدو العبير المنتظر, نشتم منك رائحة السلام, فتنزل على منازلنا ضيفا وطيفا لا نمله أو نتجاهله .
نقول لك اليوم رغم صغر حجم الفرح, أننا معك قلبا وقالبا, وأننا لن نملك يوم سنحتفي بك رغم الجراح المريرة, ونشعلك بدمانا الزكية حتى يبقى ضوئك ويتبقى أنت أملا يذكرنا جميعا, بأننا لن نفترق لن يربح الحاقدون, لن ينجحوا في تفريقنا وتشتيتنا حتى لو ذبحنا فردا فردا فلن يصلوا لغايتهم .
وأرواح الشهداء بجميع صورهم ورتبهم وألوانهم, لن تشفع لهم ولن نخذلها وسنبقى أوفياء لها وللوطن الذي ظل يأمل منا ذلك, وينتظر منا المزيد من العزم والبقاء .
لكننا لا نزال متطلعين في غد مشرق تشرق معه حشود الحرية والسلام والوحدة, منتظرين التغيير القادم الذي سيضمن لنا قدرا كافيا من السلام وقدرا آخر من الرزق والتنامي, وثالثا من الحكم الرشيد ورابعا وخامسا … وكم هي المطالب والحقوق التي لا تزال في غروب مستطيل, فقد زادت الضغوط وانتشر الوباء وفقد الناس الثقة في كل ما يمر حولهم ويرقد على قلوبهم, نحلت أجسادهم واضطربت عقولهم وتمزقت جيوبهم, كل ذلك لا زال ينتظر من العيد أن يحمل أوجاعهم وينهي معاناتهم, علهم في الذكرى القادمة يشكرون العيد ويهنيؤن أنفسهم بقدر ما لقوه في معيته وبحجم ما نالته أيامهم من وفاء .
نقول لك : كل عام وأنت المفترق الأوحد لنا جميعا, كل عام وأنت المبتغى لنا جميعا, كل عام وأنت باق في قلوبنا تشرق فتشعل فينا الأمل, تضيء فيرتعب منك الحاقدون, كل عام ونحن في ظلك متحدون موحدون مجتمعون.

قد يعجبك ايضا