العدو الصهيوني يصعِّد إجرامه ويقصف المستشفيات ويواصل إبادة المدنيين.. عداد الشهداء إلى 2700

طوفان القدس في اليوم التاسع..العدوان الصهيوني على غزة يضع المنطقة على هاوية الحرب

 

 

العالم يستنفر ضد مخططات التهجير والقسام تقصف مدن الكيان وحزب الله يدمر دبابات ويقصف المستوطنات

وزير الخارجية الإيراني: استمرار حرب الإبادة على غزة ينذر بإشعال المنطقة

مصادر: حرب الإبادة على غزة تعرِّض قواعد أمريكا في المنطقة لحرب غير مسبوقة

الثورة / فلسطين
قصف ومجاعة وعطش وقلة حيلة؛ تتعدّد التهديدات وتتنوع الجبهات والموت قاسم مشترك، يُضاف إليها ظلام دامس يغطي غزة، لا أضواء تنيره إلا نيران الصواريخ الصهيونية المتساقطة من السماء، وعلى مدار الساعة تستهدف صواريخ العدو الصهيوني سكان قطاع غزة دون هوادة.
لليوم التاسع على التوالي يستمرّ العدو الصهيوني في شنّ غاراته على قطاع غزة، محدثا مزيدا من الدمار والدماء والشهداء، حيث تؤكد المصادر بأن عشرات العائلات في غزة أبيدت بكاملها نتيجة العدوان المتواصل لليوم التاسع على التوالي.

مرافق حيوية بغزة في مرمى صواريخ العدو.. ومخاوف من تفاقم الوضع الإنساني
لليوم التاسع على التوالي، استمر العدو الصهيوني في شنّ غاراته على قطاع غزة، فيما ارتفع عدد الشهداء بوتيرة عالية، حيث سجلت وزارة الصحة الفلسطينية أكثر من 2670 شهيدا مساء أمس الأحد، فيما يصل عدد الجرحى إلى عشرة آلاف معظمهم من النساء والأطفال، وأكّد مراسل الميادين أنّ الـ24 ساعة الماضية سجلت أعلى عدد من الشهداء تجاوز الـ 300، فيما لا تزال الغارات الإسرائيلية متواصلة على غزة.
وقال المتحدث باسم وزارة الصحة، أشرف القدرة، إنّ ما قتلته قوات العدو الإسرائيلي خلال 8 أيام من عدوانها الوحشي تجاوز ما قتلته في 51 يوماً خلال حرب 2014، ما يؤكد أن ما ترتكبه من جرائم بحق شعبنا “ترقى للتطهير العرقي”.

جرائم الإبادة مستمرة
وأكّد مراسل الميادين في غزة أنّ عشرات العائلات في غزة أبيدت بكاملها نتيجة عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، موضحاً أنّ العدو الاسرائيلي يواصل عمليات القتل الجماعي لمئات الفلسطينيين يومياً في غزة، وأشار إلى ارتفاع عدد الشهداء في قصف منزل آل زنون فجراً في حي الجنينة في رفح إلى 7، مؤكّداً أنّ عائلة آل زنون استشهدت بكاملها باستثناء ابنة واحدة بقيت على قيد الحياة.
كذلك، أوضح المراسل أنّ الاحتلال استهدف منزل حاتم زيدان بدير البلح في منطقة وادي الشيخ داوود وسط قطاع غزة على ساكنيه في القصف الأخير، مؤكّداً أنّه جرى انتشال جثامين 4 شهداء من المنزل.
وفي السياق نفسه، جرى استهداف عدّة شقق سكنية في برج مرتجى محيط ملعب فلسطين غرب مدينة غزة، وأفاد مراسل الميادين بوصول المزيد من الشهداء الى المستشفيات بينهم أطفال من جراء العدوان على دير البلح والزوايدة وسط مدينة غزة. ولم يكتفِ الاحتلال بذلك بل استهداف محيط مستشفى “شهداء الأقصى” في دير البلح، ونتيجة هذا القصف وصل المزيد من الشهداء والجرحى إلى المستشفى.
الجدير ذكره أنّ هناك أطفالاً مجهولي الهوية يقبعون في المستشفيات استُشهدوا، وأطفالاً آخرين أُبيدت عائلاتهم بأكملها.

الوضع في المستشفيات ينذر بكارثة صحية
إلى ذلك حذّر نقيب الممرضين ومشرف تمريض مستشفى شهداء الأقصى في قطاع غزة، خليل الدقران، أمس الأحد، من توقّف المستشفيات نتيجة نقص كميات الوقود ما يؤشر على كارثة صحية في قطاع غزّة، موضحا “كميات الوقود المتوفرة في مستشفيات غزة تكفي لساعاتٍ محدودة”، مشيراً إلى أنّ كل قطاع غزة يتعرّض لقصفِ قوات العدو وأعداد الشهداء والجرحى تفوق قُدرات المستشفيات.

إخلاء شمالي ووسط غزة مستحيل التنفيذ
وفي السياق، أكّدت منظمة العفو الدولية، أنّ طلب “جيش” العدو تهجير سكان شمالي القطاع ومدينة غزة “مستحيل التنفيذ”، وأضافت أنّ قرار “الجيش” “ليس تحذيراً، وقد يرقى لتهجير قسري، وهو انتهاك للقانون الدولي”، وعلى الرغم من إطلاق العدو الصهيوني التهديدات بشكلٍ مكثّف، لتهجير مناطق شمالي وادي غزة، أي محافظتي الشمال وغزة، إلّا أنّ سكان المدن المعنية صامدين في بيوتهم، بدورها، شجبت منظمة أطباء بلا حدود، الدعوة إلى الإخلاء، قائلة إنها “تشجب من دون أيّ لبس هذا العمل، وسفك الدماء المستمر والعشوائي والهجمات على الرعاية الصحية في غزة”، ولفتت إلى أنّ عملية الإخلاء “معقّدة”.
وارتفعت أمس الأحد، حصيلة حرب الإبادة الصهيونية التي يشنها كيان العدو على قطاع غزة المحاصر إلى أكثر من 2700 شهيد فلسطيني، وحوالي 10000 جريحاً، وواصل العدو الصهيوني القصف الشامل على قطاع غزة، مستهدفا الأطفال والمستشفيات والنازحين.
وفيما واصل العدو الصهيوني حرب الإبادة بالقصف الجوي والبحري والمدفعي على غزة لليوم التاسع على التوالي، تصاعدت مخاطر تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع نتيجة الاستهداف المستمر وفرض الصهاينة حصاراً خانقاً وقطع الماء والكهرباء والغذاء عن نحو مليوني نسمة في غزة.
وحتى وقت كتابة هذا التقرير كانت الطائرات الصهيونية تواصل قصفها الذي يستهدف المدنيين في قطاع غزة، ويوم أمس شن غارات على عدد من مستشفيات غزة، مهددا المستشفيات الأخرى بالقصف ما لم يتم مغادرتها من قبل الممرضين، أمر يعتبر الكثيرون إجهاز على الجرحى الذين يتم إسعافهم وإمعان في حرب الإبادة التي يرتكبها العدو الصهيوني.
وفي اليومين الأخيرين، تعرضت عدة مستشفيات في غزة إلى “إنذارات بالإخلاء” منها “مستشفى القدس” التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني و”مستشفى العودة” في جباليا شمالي القطاع.
قالت وزيرة الصحة الفلسطينية، مي الكلية، الأحد، إن 50 عائلة فلسطينية شطبت من السجل المدني بفعل القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة.
وأضافت الكيلة في تصريحات لوكالة الأناضول، أن الوضع في قطاع غزة “خطير وكارثي على المستويات كافة”.
وأشارت إلى أن “50 عائلة أبديت بشكل كامل بفعل القصف الإسرائيلي ومسحت من السجل المدني بشكل كامل”.
وقالت: “الحرب ما تزال مستمرة هذا يعني مزيدا من القتل والجرح والتدمير، والعالم اليوم مطالب بالعمل الجاد والسريع لوقفها”.
إلى ذلك واصلت فصائل المقاومة ردها على العدوان الصهيوني، ودوت صفارات الإنذار في مستوطنات “تل أبيب” و”غوش دان” و”هشفيلا”، بعد إطلاق صليات صاروخية كثيفة يوم أمس .
وأعلنت كتائب القسام، أمس الأحد، استهداف حشود عسكرية إسرائيلية شرق مستوطنة “مفلاسيم” في غلاف قطاع غزة برشقة صاروخية، واستهدفت الكتائب أيضاً حشداً لقوات الاحتلال قرب مستوطنتي “مفتاحيم” و”رعيم”، بالإضافة إلى استهداف مستوطنة “سديروت” برشقة صاروخية.
بالتوازي، أعلنت الكتائب قصف “تل أبيب”، وذلك رداً على المجازر الإسرائيلية بحق المدنيين في قطاع غزة، وأعلنت كتائب القسام استهداف جنود العدو ومواقعه العسكرية بالطائرات الانتحارية خلال المعركة.
وسلّطت وسائل إعلام إسرائيلية الضوء على “حجم الكارثة” التي ضربت المستوطنات الإسرائيلية المحيطة في قطاع غزة، من جرّاء استهداف المقاومة الفلسطينية لها منذ انطلاق معركة “طوفان الأقصى” السبت الفائت، ولفت الإعلام الإسرائيلي إلى وجود رعب مستمر عند المستوطنين، إذ أعلنت بلدية “سديروت”، أمس الأحد، أنّ أكثر من 90 % من (المستوطنين) سيغادرون المدينة حتى المساء.
وأمس الأول نشرت كتائب عز الدين القسّام، الجناح العسكري لحركة حماس، فيديو تحذيرياً لقوات الاحتلال، إذا شنّت عدواناً برياً على قطاع غزة، ليعقب ذلك إعلان صهيوني بالتراجع عن العملية، وأرفقت “القسام” الفيديو بالجملة التحذيرية: “هذا ما ينتظركم عند دخولكم غزة”. ويُظهر الفيديو سيناريو ما ينتظرُ قواتِ الاحتلال إذا تقدّمت براً.
من جهتها، أفادت “القناة 13” بوصول عدد القتلى الإسرائيليين إلى 1300، و3400 جريح و126 أسير على الأقل.
من جهتها، أعلنت سرايا القدس، الجناج العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، قصفها تحشّداً لقوات “الجيش” الإسرائيلي في “مفتاحيم” “موقع “صوفا” برشقةٍ صاروخية، كما نشرت السرايا، في عدّة بياناتٍ مُقتضبة، أنّها استهدفت التحشّيدات العسكرية الإسرائيلية في مستوطنات وتجمّعات “كفار سعد” و”علوميم” و”إيرز” و”دوغيت” و”نير عام” بالصواريخ وقذائف الهاون.
وأعلنت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ أغلبية سكان مستوطنة “سديروت” غادروها بعد أسبوعٍ من القصف المتواصل، مُشيرةً إلى أنّ سكان المستوطنة البالغ عددهم 30 ألف نسمة، غادروا بعد استهدافها بقصفٍ مُكثّف مِن فصائل المقاومة في قطاع غزة، وعنونت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، في حديثها عن إخلاء المستوطنين، “تحت وابلٍ من الصواريخ، غادر آخر سكان سديروت المدينة”.
في سياق متصل كثفت المقاومة الإسلامية في لبنان حزب الله من عملياته ضد العدو الصهيونية، حيث أعلن أمس حزب مهاجمة ثكنة و5 مواقع إسرائيلية عند الحدود مع لبنان، وقال إن المجاهدين هاجموا 5 مواقع صهيونية بالأسلحة المباشرة والرشاشات، وأوضح أن المواقع التي شن المجاهدون عمليات عليها هي “جل العلام، بركة ريشا، موقع راميا، موقع المنارة وموقع العباد”.
كما هاجمت المقاومة الإسلامية في لبنان ثكنة حانيتا بالصواريخ الموجهة” وذلك “ردا على قتل وجرح الصحافيين والمدنيين” في بلدتي علما الشعب وشبعا، ودمر دبابات صهيونية من نوع ميركافا وناقلة جند مجنزرة، مؤكدا سقوط عدد من القتلى والجرحى” في صفوف قوات العدو الصهيوني.
إلى ذلك توالت التحذيرات المنذرة باشتعال الحرب في المنطقة جراء استمرار العدو الصهيوني في حرب الإبادة على غزة، حيث أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان، أمس الأحد، بأنّه “إن لم ينجح وقف العدوان على غزة، فاتساع جبهات الحرب غير مُستبعد”، وأكد أن إيران لن تتفرج على الوضع في غزة، وقال في تصريحات لقناة الجزيرة إن الجمهورية الإسلامية أبلّغت الكيان الصهيوني عبر داعميه، بأنّه إذا لم تتوقف جرائمه في غزة فإن غدا سيكون متأخراً.
وأضاف: “نأمل أن تحول الجهود السياسية دون اتساع الحرب وإلا فلا أحد يعلم ماذا سيحدث الساعة المقبلة، لا يمكن لإيران أن تبقى متفرجة إزاء هذا الوضع”.
وأشار “عبداللهيان” إلى أنه اطلع خلال لقائه بالسيد حسن نصر الله في زيارته إلى لبنان، على أنّ جميع السيناريوهات طرحت على الطاولة، وأضاف أنّ “حزب الله حدّد كل مراحل الخطوط الحمراء وسيتخذ الإجراءات المناسبة في كل مرحلة”، مردفاً: “أقول للصهاينة إن أردتم الحرب فحاربوا العسكريين وليس النساء والأطفال”.
تحذيرات عبداللهيان تزامنت مع تحركات دولية وإقليمية، حيث حذرت الصين من ان الحرب على غزة ستشعل حربا أوسع في المنطقة، كما حذر الرئيس السيسي في لقائه بوزير الخارجية الأمريكي من مخاطر استمرار الحرب وكذلك حذر ملك الأردن الذي يقوم بجولة غربية لما أسماه السعي لوقف الحرب.
وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي، إنّ الأعمال الإسرائيلية في قطاع غزة تتجاوز “حدود الدفاع عن النفس” وأن “العقاب الجماعي” لسكّان غزة يجب أن ينتهي، وأوضح بيان صادر إدانة بكين للمجازر الصهيونية.
إلى ذلك حذرت مصادر ضليعة من أن استمرار المجازر الصهيونية في غزة ستشعل حربا كبرى في المنطقة، وأشارت إلى أن أطرافا مختلفة في المنطقة تضع خططا عملياتية لقصف واستهداف قواعد أمريكية في المنطقة، مؤكدة بأن الحرب لن تقتصر على جبهة واحدة بل ستصل إلى كافة مراكز الثقل العسكري الأمريكي، مشيرة إلى أن استمرار الحرب على غزة يضع العدو الصهيوني، والإدارة الأمريكية أمام حرب غير مسبوقة باتت وشيكة ونذرها تلوح في الأفق.

قد يعجبك ايضا