تنظيم القاعدة يتسبب بعملية نزوح لعشرات الآلاف من “عزان”

في كل مرة تفتح عناصر القاعدة النار على الدولة تهجر مئات الآلاف من السكان المحليين إلى مناطق أخرى.
حياة البؤس التي يتسببها هذا التنظيم الذي يسعى إلى إشعال الحرائق في مدن جنوبية كثيرة تظل الرفيق الدائم للنازحين على مدى سنوات قادمة.
هذه السنوات تختصر من حياة الأطفال والمكان الذي تدمره المواجهات.. في عزان بشبوة بدأت قوافل النزوح قبل خمسة أيام هروبا من المواجهات الدائرة بين القوات الحكومية وتنظيم القاعدة الذي اتخذ قبل ثلاث سنوات من أبين إمارة إسلامية وأحال المحافظة إلى أنقاض وحقول ألغام تنفجر بكل من يمر عليها.
حتى هذه اللحظة التي نمر بها لا يد حانية تمسح على قلوب النازحين من “عزان/ شبوة الذين راحوا يبحثون عن موطن مؤقت ريثما تنتهي المواجهات.
على الدوام يدفع الأطفال والنساء ثمن الحروب التي تشنها عناصر التنظيم والعناصر المسلحة في شمال الشمال التصريحات الرسمية تتحدث عن مليون نازح يرفضون العودة إلى مدنهم الأصلية خوفا من الألغام التي زرعتها عناصر القاعدة في أبين رغم مرور سنتين على بدء تطهير الألغام من المدن في أبين وفي صعدة وحجة يتكرر الأمر.. مئات الآلاف يعيشون أوضاعا صعبة في مخيمات النزوح المدارس والكثير منهم في منازل الإيجار.
تنضم إلى هذه الإحصائيات الرسمية أعداد جديدة من النازحين إلى عذاب الحاضر ومجهول المستقبل.. لن تكون عملية النزوح من عزان إلى عدن أو غيرها لحظية سيكون هؤلاء النازحون بحاجة إلى سنوات قادمة لكي يعودوا إلى مناطقهم بسلام.
فور انتهاء المعارك في أبين في منتصف العام 2013م ودعت السلطات المحلية النازحين في عدن ولحج إلى العودة إلى مدنهم وقراهم الأصلية وفور العودة لـ عشرة آلاف نازح تعرض الكثير منهم للقتل والإصابة بقذائف مخلفات الحرب والألغام الأرضية التي زرعها تنظيم القاعدة هناك حتى هذا الشهر والضحايا يتساقطون جراء تلك الحرب التي فرضها تنظيم القاعدة على الدولة والناس هناك.. سنوات تمر والضحايا يتساقطون بفعل إجرام تنظيم القاعدة وكل فرق مسلحة تشعل حرائق الحرب في هذا البلد المثخن بجراح مئات الآلاف من المعاقين وعشرات الآلاف من الموجوعين على فقدان آبائهم وإخوانهم وهذا الحروب الطاحنة للناس والمساكن حتى اليوم لا تزال آلاف المساكن مدمرة ويحلم أصحابها لو يعود النصف منها لمواراة أجسادهم النحيلة التي عانت من الجوع والخوف في مخيمات النزوح.. ربما تأتي المنظمات الدولية الداعمة للنازحين وعلى رأسها مفوضية شؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة وتلبي جزءا من احتياجاتهم لكنها في لحظة انتهاء المواجهات ستتفق مع السلطات المحلية على إعادة النازحين إلى مساكنهم الأصلية وسيعود البعض ويتعرض الكثير منهم للموت والإصابة بمخلفات الحرب والألغام كما حدث للنازحين الذين عادوا من عدن إلى زنجبار قبل سنتين من الآن.
اليوم ذهب نازحو شبوة يتحسسون مكانا يوارى خوفهم.. يتحسسون القليل من الطعام لكي يعيش أطفالهم بعيدا عن الحرائق التي كان تنظيم القاعدة سببا في اشتعالها.. أي تنظيم أو فئة تخوض حربا مع الدولة تتسبب في قتل الناس وتهجيرهم من مدنهم وقراهم وتتسبب في إصابة الكثير من السكان بإعاقات على مدى الحياة.
تنظيم القاعدة لا يقتل الناس فقط في الأماكن التي يخوض فيها حربا مع الدولة كلا إنه يقتل الحياة.. يقتل كل ما يوصلنا إلى المستقبل بسلام.. إنه تنظيم يعيش على دماء الأبرياء.

قد يعجبك ايضا