ناشطات سياسيات: الحفاظ على الوحدة مسئوولية كبيرة على عاتق الرجال والنساء


وحدة اليمن صمام أمان الحاضر وأساس بناء المستقبل

أيام قليلة وتحل على اليمن مناسبة وطنية هي الأعظم والأهم في تاريخه المعاصر.. إنها ذكرى إعادة تحقيق الوحدة اليمنية التي تصادف ال22 من مايو والتي أعادت الاعتبار لليمن أرضا وإنسانا والتي تأتي هذا العام والوطن يعيش في مرحلة استثنائية هامة وظروف معقدة على مختلف المجالات ما يفرض على جميع أبناء اليمن رجالا ونساء الاضطلاع بمسئولياتهم في الانتصار لليمن ووحدته واستقراره .
وتبقى المرأة اليمنية التي كانت شريكة في وضع الانجاز الوحدوي وحمايته معنية بالدرجة الأولى في الحفاظ عليه وصيانته من آية مخاطر تواجهه من خلال دورها كمدرسة خالدة لتربية النشء والأجيال على قيم الوحدة ومفاهيم الانتماء والولاء الوطني .

“الأسرة” التقت عدداٍ من النساء القياديات في العمل الوطني العام واستطلعت آراءهن حول الدور المأمول من النساء في الحفاظ على الانجاز الوحدوي وترسيخ قيمه ومبادئه في نفوس الصغار وبما يؤمن وجود جيل مدرك لأهمية الوحدة في مسيرة اليمن وتطوره ونهوضه الشامل .

الأم مدرسة
كثير من الشباب ممن لم يعيشوا مآسي الأوضاع التي كانت سائدة قبل الوحدة لا يدركون حجم وعظمة الانجاز الوحدوي .. تقول سلالة ناصر وهي معلمة بمدرسة سام بن نوح الأساسية بأمانة العاصمة بأن كل امرأة يمنية مسئولة أمام الله والوطن في تعريف الشاب والفتاة في صيانة هذا الانجاز العظيم .
وتضيف بأن النساء سواء كن موظفات أو ناشطات في الحياة العامة أو حتى ربات بيوت عليهن أن يكن عند مستوى هذه المسئولية الهامة والمتعلقة بالتربية والإعداد السليم لجيل المستقبل فهي مدرسة لتعليم الأخلاق والقيم الوطنية لأبنائها وبدون أداء هذه الرسالة العظيمة يكون الشباب والفتيات غير محصنين أمام دعوات الانحراف واستقطابات القوى الظلامية المتربصة بأمن الوطن ووحدته واستقراره.

دور كبير
قالت الناشطة نادية عبدالله الأخرس : للمرأة اليمنية دور كبير قديما وحديثا للحفاظ على الوحدة اليمنية وللمرأة التي تعمل في السياسة وفي منظمات المجتمع المدني فقضية الوحدة من أهم القضايا الوطنية والتاريخية لحافظ اليمنيون على الانجاز التاريخي .
وللمرأة دور كبير من ناحية توعية أبنائها بأهمية الوحدة وقيمتها التاريخية .. والمشكلة القائمة الآن حول الوحدة إنما هي بسبب من أدار الوحدة وبسبب الإدارة الفاسدة والوحدة نفسها هي انجاز تاريخي ولا يوجد فيها أي مشكلة ولكن المشكلة في الحكومة وفي المتنفذين وفيمن نهبوا ثروات البلاد .
وتضيف الأخرس: على النساء الناشطات والسياسيات والعاملات وفي منظمات المجتمع المدني ان يساعدن على عمل توعية للمجتمع بأهمية الوحدة وإقامة دورات متعددة وورش عمل بأهمية الوحدة وبسبب وصولنا إلى هذه المرحلة فالمرأة نصف المجتمع وتربي النصف الآخر ولا ننسى أن اليمن وحدة متماسكة وبلد واحد ودينه وثقافته واحدة وموروثه واحد فالتداخل الاجتماعي بين الشمال والجنوب من زوجات وأبناء لا يمكن لأحد أن يفكه أو يزعزع رباطه وهناك قبائل توجد في الجنوب وتعيش فيه وهي من أصول شمالية وكذلك العكس فلا يمكن التفريط في الوحدة ولا يمكن فصل شعب واحد فالكل مشتركون في الأرض والتاريخ بل إن هناك تطلعات لوحدة العرب جميعاٍ فالأوربيون توحدوا رغم اختلافهم وكونوا الاتحاد الأوروبي وأيضا وحدوا عملتهم فكيف بنا نحن العرب ولدينا تقريبا نفس الثقافة والدين . والمرحلة القادمة لاشك حافلة بالعديد من الاستحقاقات التي تؤسس لمستقبل اليمن والوحدة والتي يجب أن يضطلع المجتمع بكل قواه الحية والفاعلة بمسئولية كاملة في سبيل الوصول للدولة المدنية الحديثة وللحفاظ على وحدة اليمن واستقراره.
وكما كانت فئة الشباب صاحبة الدور الأكبر في صنع التحول الحضاري الذي تعيشه البلاد فإنهم في المرحلة القادمة سيكونون كذلك محط الأنظار ومن تتعلق عليهم الآمال في بناء الغد الأفضل جنبا إلى جنب مع المجتمع بكل فئاته ابتداء بالفرد والأسرة والمؤسسات الرسمية والمدنية ..

رمز للوحدة
وتقول الأستاذة إنصاف عبدالسلام مدرسة رياض الأطفال : المرأة اليمنية هي الرمز الأساسي للوحدة اليمنية فقد دعمت وشجعت وساهمت في توحد شطري اليمن وعانت قديما من نهب حقوقها ومصادرة حريتها ولم تعرف المرأة أيه تغييرات ايجابية لصالحها في هذا الجانب إلا بعد قيام الوحدة اليمنية 1990 غير ان هذا التطور ظل محدودا ودون مستوى الطموحات والآمال واليوم ومع مخاضات التحول الحضاري الذي تشهده البلاد باتجاه التأسيس لبناء الدولة المدنية الحديثة والتي تعتبر فيه النساء أحد أعمدتها الرئيسية واحد الشركاء الفاعلين في مسيرته فإن المرأة التي كان لها الدور البارز في ثورة الشباب الشعبية السلمية باتت تدرك تماما دورها المنتظر في صناعة هذا التحول والمضي قدما لإثبات قدرتها وكفاءتها في البناء التنموي وصناعة القرار الوطني جنبا إلى جنب مع أخيها الرجل .
و استطاعت شيئا فشيئا أن تسترد حقوقها وتحقق مكانتها وتصل إلى أعلى المراكز في الدولة والمرأة نصف الحياة ونصف المجتمع عليها ان تظل محافظة على الوحدة وتعرف أبناءها بقيمة هذه الوحدة الذي بذل إباؤهم وأجدادهم لأجلها الغالي والنفيس وعليها أيضا ترسيخ الوحدة في نفوسهم والوحدة اليمنية قد أتاحت للمرأة اليمنية آفاقاٍ كبيرة من الحرية والديمقراطية والتي حققت عن طريقها المرأة كل ما تطمح إليه ووصلت إلى أعلى درجات الوعي وأصبحت على مستوى عال من الوعي والثقافة.

تضحيات وطنية
ممثلة مكون المرأة في الحوار الدكتورة فائزة المتوكل قالت :لا شك أن المرأة اليمنية بذلت وقدمت العديد من التضحيات الوطنية والثورية سواء ثورة 26 سبتمبر وثورة 14 أكتوبر ودحر مكامن الظلم والجهل والمشاركة في ساحات القتال والمقاومة ودفع أبنائها وشبابها وزوجها لدحر الاستعمار وتوطيد جذور الأمن والاستقرار وإزالة الفوارق بين الشطرين وصولا إلى الوحدة الاندماجية عام 1990 م ومضت تقول : وها هي تمضي اليوم بمسيرتها النضالية الثورية انطلاقا من ثورة الشباب العظيمة التي أعادت للمرأة اليمنية كرامتها ومكانتها في الصدارة داخل المجتمع على كافة المستويات فمنذ اندلاع الثورة كان شباب الثورة ينادون بحقوق المرأة على كافة المستويات سواء في المجال السياسي والاقتصادي أو الثقافي و الاجتماعي .والمتأمل في مخرجات الحوار الوطني لمعظم فرق الحوار يجد ان مؤتمر الحوار قد أنصف المرأة اليمنية وأعاد لها مكانتها الريادية بكونها احد صانعي الوحدة , ولهذا حوت هذه المخرجات على محددات دستورية وتشريعات قانونية تكفل حقوق المرأة وتعتبرها شريكاٍ حقيقياٍ في التنمية . موضحة : إن إقرار نظام الكوتا النسائية سوف يعطي المرأة الفرصة في استيعابها في كل مؤسسات الدولة , فالكوتا وهذا التمييز الايجابي للمرأة ليس فضلاٍ من أحد بل هو استحقاق فرضته بنفسها من خلال المشاركة الفاعلة في بناء اليمن في الماضي والحاضر والمستقبل وبهذه الاستحقاقات التاريخية التي حصلت عليها المرأة في الحوار ستمكنها من الدفاع عن مقدرات البلد ووحدته واستقراره وسيادته.
فيما تقول الناشطة رندا عبد الفتاح : ناضلت المرأة اليمنية من اجل أن يبقى اليمن موحدا وكانت أول من تكبد خسائر فادحة في حرب 94 م ففجعت بأبنائها وزوجها ولا ينكر أحد ما كانت تقوم به النساء من إعداد أنواع الحلوى والأطعمة للجنود المدافعين عن وحدة البلاد وسيادتها وهاهي اليوم تسطر أروع التضحيات بأن رفعت واعتلت أصواتها في الحوار بأن تكون الوحدة هي مستقبل اليمن ولا مساومة فيها.

قد يعجبك ايضا