مدير عام مكتب التربية والتعليم بمحافظة البيضاء: توجه أكثر من 190 ألف طالب وطالبة أساسي وثانوي إلى 595 مدرسة في 21 مديرية بالمحافظة

 

طلاب وطالبات البيضاء يتدافعون إلى المدارس بهمة عالية
بدأنا العام الدراسي مبكرا مع شركائنا في وسائل الإعلام وخطباء المساجد
البيت أو الأسرة هو المكان الأول لتربية الأطفال
لن نعاني من عجز في الكتاب المدرسي نهائياً ويجب أن يكون المعلم قدوة

مع بداية العام الدراسي الجديد ومع استمرار العدوان السعودي الأمريكي الغاشم على بلادنا منذ تسعة أعوام، يستمر الصمود اليمني بكل عزيمة على مواصلة التعليم رغم استمرار الحصار وقطع المرتبات ورغم ما لحق بالمنشآت التعليمية من قصف وتدمير في رسالة واضحة للعدوان مفادها (مسلحون بالعلم، مسلحون بالإرادة، مسلحون بالكرامة التي لن تقبل الإذلال والإهانة).
مع بداية حملة العودة إلى المدرسة وانطلاق العام الدراسي الجديد، نزلت «الثورة» إلى الميدان التربوي والتعليمي بمحافظة البيضاء ورافقت فعاليات تدشين العام الدراسي الجديد للعام 1445هجرية 2024/2023م.. ولمعرفة المزيد عن الوضع التعليمي والإقبال المتزايد من الطلاب وتواجد الكادر التعليمي في المدارس في الأيام الأولى لانطلاق العام الدراسي الجديد، التقت «الثورة» بمدير عام مكتب التربية والتعليم بمحافظة البيضاء في السطور التالية:

الثورة /البيضاء/ محمد صالح المشخر

بداية أوضح الأخ / سرحان صالح سواد – مدير التربية والتعليم بمحافظة البيضاء استعداد مكتب التربية والمناطق التعليمية بالمديريات لبدء العام الدراسي الجديد لهذا العام، وقال : بعد ان قامت قيادة وزارة التربية والتعليم ممثلة بالسيد العلامة يحيى بدر الدين الحوثي – وزير التربية والتعليم ببذل أقصى الجهود لتطوير وتحسين العملية التعليمية والتربوية رغم كل الصعوبات، إلا أنها نجحت في الدفع بالعملية التعليمية والتربوية وما نجاح الاختبارات العامة إلا أكبر شاهد ودليل..وإن شاء الله سوف تشهد العملية التعليمية التربوية هذا العام نقلة نوعية في جميع مجالاتها بهدف الارتقاء بالعملية التعليمية ورفع مستوى التعليم في محافظة البيضاء.
استعداد مبكر
وقال مدير التربية عن خطة المكتب بمحافظة البيضاء: مع بداية العام الدراسي الجديد 1445هجرية استعددنا للعام الدراسي مبكرا وفقا للتقويم المدرسي الذي صدر من وزارة التربية والتعليم.. وبدأنا حملة العودة إلى المدرسة من خلال الإعلام وخطباء الجمعة الذين تناولوا هذا الموضوع بشكل جيد في جميع مساجد المحافظة.. كما تضمنت حملة إعادة الطلاب لكتبهم حتى يستفيد الطلاب الآخرون منها في هذا العام، لعدم تمكن الوزارة من طباعة الكتب سواء خمسين في المائة نتيجة استمرار العدوان والحصار على بلادنا.
وحيث توجه السبت الماضي أكثر من 190 ألف طالب وطالبة أساسي وثانوي إلى مدارسهم في مختلف مديريات محافظة البيضاء لبدء العام الدراسي الجديد موزعين على أكثر من 595 مدرسة ومنتشرة في إحدى وعشرين مديرية بالمحافظة.. ويتضح نجاح تكاملية العملية التعليمية بين المدرسة والمجتمع التي تتطلب تضافر جهود الجميع.. كما يبين ذلك التعاون والتفاهم صمود وثبات الكادر التربوي والتعليمي بمحافظة البيضاء خلال تسعة أعوام من العدوان الغاشم والحصار.
بنسبة تجاوزت 90 %
ويقيم مدير التربية الانضباط الوظيفي للكادر التربوي في المدارس بالجيد حيث تجاوزت نسبة الحضور 90 %..حيث سبقنا ذلك بتعميم لجميع المديريات بعقد اللقاء بالكوادر التوجيهية والرقابية والإدارية ومن ثم النزول إلى كل مدرسة من مدارس المحافظة للوقوف على مدى الانضباط الوظيفي خاصة في الأسبوع الأول من بداية العام الدراسي.. ومن المشاكل التي واجهناها عدم وجود نفقات تشغيلية وهذا أيضا بسبب استمرار الحصار والعدوان السعودي الأمريكي.. لكن الصمود الأسطوري للتربويين والمعلمين كان له الأثر الإيجابي في جعل العملية التعليمية مستمرة.
36 مدرسة أهلية
وأوضح مدير مكتب التربية أن عدد المدارس الأهلية أكثر من 36 مدرسة موزعة على سبع مديريات في المحافظة وتم تكليف إدارة التعليم الأهلي والخاص في مكتب التربية والتعليم بمحافظة البيضاء بمتابعة أدائها والرقابة عليها، وقد تم عمل تعميم عطفاً على تعميم الوزارة بعدم زيادة الرسوم الدراسية عما هو محدد في آخر قرار تجديد للترخيص، وإلزام جميع المدارس الأهلية بإشهار لوحة الشفافية والدليل التعريفي للطالب وولي الأمر.، وفي حال المخالفة سيتم اتخاذ الإجراءات المحددة في لائحة التعليم الأهلي والخاص الصادرة من وزارة التربية والتعليم..
المشاركة المجتمعية
وبخصوص المشاركة المجتمعية ودورها في إنجاح العملية التعليمية، يجيب الأخ مدير سرحان سواد قائلا: تم تفعيل دور المشاركة المجتمعية في جميع مدارس المحافظة؛ بهدف دعم المعلم والعملية التعليمية، وتشكيل مجالس آباء جديدة في المدارس التي لم تفعل المشاركة المجتمعية في جميع مدارس محافظة البيضاء، حيث تعد أساس إنجاح واستمرار العملية التعليمية التربوية نظرا لتوقف صرف الرواتب الشهرية للمعلمين بسبب نقل العدوان البنك المركزي من صنعاء إلى عدن..
وأضاف: إن خسائر التربية والتعليم في المحافظة جراء العدوان كانت كبيرة جدا في المنشآت التعليمية ولا يمكن حصرها بسهولة إلا أن الله سبحانه وتعالى أعاننا على تجاوز المشكلة والحمد لله رب العالمين..
غياب المرتبات
وعن المشاكل والصعوبات التي تواجه العملية التعليمية يفيد الأخ المدير بأنها كبيرة وكثيرة خصوصاً في ظل هذا الوضع الاستثنائي التي تمر به بلادنا الحبيبة ومن أهم المشاكل والصعوبات عدم صرف المرتبات وكذا صعوبة توفير الكتاب المدرسي والتجهيزات المدرسية من كراس ووسائل تعليمية وغيرها.. وكذلك واجهنا بعض الإشكاليات الناتجة عن الحرب الناعمة والأفكار الهدامة والثقافات المغلوطة والعقائد الباطلة التي تصل إلينا من الثقافات الغربية عن طريق الإعلام وعن طريق القنوات الفضائية الخارجية.. وبرغم المعوقات التي تقف أمام العملية التعليمية، والصعوبات الجمة التي تسببت قوى العدوان السعودي الأمريكي في خلقها ووضعها عائقا أمام التعليم في الجمهورية اليمنية بغرض إفشاله، وتجهيل الجيل والنشء، إلا أنه بفضل الله وتأييده، وبجهود الشرفاء المخلصين من المعلمين والمعلمات تم تذليل الكثير من تلك المعوقات والصعوبات، واستمرت العملية التعليمية خلال الأعوام السابقة رغم انقطاع مرتبات المعلمين والتي يحاول العدوان من خلالها تحقيق أهدافه كمحاولة بائسة بعد فشله العسكري في تحقيق ما يصبو إليه.
صندوق دعم التعليم
وعن الداعمين للعملية التعليمية بالمحافظة يشيد مدير التربية بجهود معالي وزير التربية والتعليم الذي بذل ويبذل جهوداً جبارة في دعم وإنجاح العملية التعليمية في المحافظة كغيرها من المحافظات، وكذا كافة قيادات الوزارة- والذين يبذلون جهودا جبارة في تسهيل الصعاب التي تواجهنا العملية التعليمية بمدارس المحافظة خلال الفترة الماضية، فقد عقدوا لقاءات متعددة مع الجهات الحكومية والمنظمات الدولية لتخفيف معاناة المعلم، وإيجاد بدائل وموارد مالية لتحقيق ذلك، وقد نتج عن ذلك اعتماد الحوافز النقدية للمعلمين من قبل منظمة اليونيسف للطفولة وصندوق دعم التعليم والصندوق الاجتماعي للتنمية خلال الأعوام الماضية، والتي نتمنى أن تستمر خلال هذا العام..
مضيفاً أن الوزارة ممثلة بمعالي الأخ الوزير، استطاعت إنشاء (مشروع دعم صندوق التعليم) في اليمن والذي نعتبره المشروع الناجح والأمثل الذي سيعمل حقيقه على تفعيل العملية التعليمية وضمان استمراريتها ويمثل دعماً لهذه الجهود التي بذلتها و تبذلها الوزارة، كذلك الشكر موصول للأخوة في السلطة المحلية وعلى رأسهم قيادة المحافظة ممثلة بمحافظ المحافظة الأستاذ المجاهد عبدالله علي حسين إدريس، والأخ مشرف عام المحافظة الشيخ سام علي الملاحي والأخوة وكلاء المحافظة وكذلك مجالس الآباء والأمهات وجميع أولياء الأمور والذين أسهموا إسهاما كبيرا في إنجاح العملية التعليمية واستمراريتها رغم الظروف التي تمر بها البلاد وانقطاع رواتب المعلمين والوضع الاقتصادي الذي يمر به أولياء الأمور، إلا أنهم تغلبوا على كل تلك الظروف وساهموا في إنجاح التعليم كل في موقعه..
الولاء الوطني لدى النشء
وبخصوص الجانب التوعوي للطلاب الخاص بحب الوطن والولاء الوطني يقول سواد: قبل أن نكون معلمين نحن مربوُن .. لدينا قبل الحصة الأولى «الطابور المدرسي» وهو يعتبر ثقافة وحصة حول تجسيد الولاء الوطني وحب الأبناء للوطن، كما أن فترة وجود الطالب داخل المدرسة لا تتجاوز الخمس إلى ست ساعات ووجوده خارج المدرسة ثمان عشرة ساعة، فالبيت أو الأسرة هي المكان الأول للتربية، والمرءُ يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه، ونحن كمدرسة مرتبطون وملتزمون التزاماً وثيقاً وارتباطاً وثيقاً بمناهج التربية والتعليم.
فائض من الكتب
ويضيف مدير التربية: نرسي قواعد أساسية، مثلا يكون آخر الخارجين من المدرسة هو الأستاذ وأن يخرج طلابه في طوابير منظمة، بما من شأنه الحفاظ على الأثاث المدرسي من العبث من قبل الطلاب والطالبات.. وستستمر حملة العودة إلى المدرسة والتبرع أيضا والاتيان بالكتب التي في المنازل وأؤكد لك من أن لدينا فائضاً من الكتب في كل منزل من منازل الجمهورية اليمنية وإذا ما أسهم كل ولي أمر بإعادة الكتب المدرسية لأعوام مضت صدقني لن نعاني من عجز في الكتاب المدرسي نهائيا هذه حقيقة، يجب أن يكون مدرسونا قدوة وإدارتنا المدرسية ومدير المدرسة إذا لم يكن على رأس الحضور في مدرسته مبكرا فكأنه لم يأت إلى المدرسة.
تسعة أعوام من العدوان وسفك دماء الأبرياء وجيل يظهر وينمو مع شلالات الدماء ومع قيود الطغيان التي تنزل البلاء يوما تلو آخر على الشعب اليمني.. فما هي رسالتكم لقوى العدوان؟
– رسالتي لقوى العدوان.. خسرتم شعبا بأكمله خسرتم سبعة وعشرين مليون يمني هؤلاء كان اتجاههم دائما لبناء مملكة الشر كانوا أكثر إخلاصا كانوا أكثر جالية تؤدي بالفعل عملها كما لو كانت تؤديه في موطنها الأول وليس في موطنها الثاني الآن تربى اليمنيون ليس على الحقد على السعودية فحسب وإنما لديهم دافع الانتفاع باليمني لا يترك حقه بل سيثأر كل يمني لدم أبنائه ولدم شهدائه وستدفع السعودية الثمن غالياً.
– ورسالتي إلى الإخوة خريجي الجامعات اليمنية بمختلف تخصصاتهم أن ينخرطوا في العملية التعليمية ويشاركوا إخوانهم المعلمين الثابتين في إنجاحها، وأن يستغلوا حالة الفراغ التي تحيط بهم، وأن ينتهزوها فرصة دينية ووطنية لبناء جيل الغد والمستقبل المشرق، وليكن لهم في ذلك الباع الأطول، والأثر الأجمل.
كما أننا ندعو أبناءنا الطلاب والطالبات إلى بذل الجهود المضنية للتحصيل العلمي الأمثل والأرقى، واستغلال الوقت والجهد، وأن يقابلوا تضحيات معلميهم الرابطين على بطونهم بما يماثلها من تضحيات وإحسان، وأن يحذرو من اللامبالاة، ورفقاء السوء، والحرب الناعمة التي تسعى قوى العدوان من خلالها للانحراف بهم عن المبادئ والقيم والأخلاق.
كلمة أخيرة في ختام هذا اللقاء؟
– نشكر صحيفة «الثورة» على ما تقوم به من جهود ودور عظيم من خلال النزول إلى الميدان وتلمس احتياجات واهتمامات كل المجالات وخاصة المجال التربوي في محافظة البيضاء، ونشكر كل من ساهم في رفع معنويات المعلمين والمعلمات، ونرسل من هذا الصرح العلمي الشامخ لكل معلم ومعلمة الشكر والتقدير ونثمن جهودهم وأعمالهم المشرفة والقيمة التي نعتز بها ويعتز بها كل مواطن يمني.. كما أدعو من خلالكم أبناءنا الطلاب والطالبات إلى التعاون من أجل إنجاح العملية التعليمية التربوية في محافظة البيضاء لتحقيق مزيد من التحصيل العلمي لأبنائنا وبناتنا خلال العام الدراسي الجديد 1445هجرية..

قد يعجبك ايضا