المحافظات المحتلة والغليان المتصاعد

عبدالفتاح البنوس

 

 

تتصاعد وتيرة الاحتجاجات والمظاهرات الشعبية في عدد من المحافظات اليمنية الجنوبية المحتلة وعلى وجه الخصوص في العاصمة الاقتصادية عدن وذلك على خلفية تردي الأوضاع المعيشية واستمرار تدهور قيمة العملة المحلية نتيجة السياسة النقدية الخاطئة والغير قانونية التي تنتهجها حكومة العملاء والتي أثرت بشكل رئيسي على المواطنين في تلكم المحافظات وأدت إلى استمرار الارتفاعات السعرية المجحفة في أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية وتدني الخدمات الأساسية وفي مقدمتها الكهرباء التي تشهد انقطاعات متواصلة تصل إلى أكثر من ثمان ساعات وهو ما يشكل ضررا بالغا على المواطنين وفي مقدمة ذلك المرضى وكبار السن والأطفال، في ظل تنصل حكومة المرتزقة عن القيام بمسؤولياتها، رغم توفر كافة الإمكانيات لديها والتي تذهب لحسابات هوامير الفساد ومسؤولي العمالة والخيانة والارتزاق .
حالة الغليان المتصاعدة في أوساط المواطنين في عدن والمحافظات المحتلة عكستها المظاهرات الاحتجاجية التي قام المتظاهرون خلالها بقطع بعض الشوارع وإحراق الإطارات للتعبير عن إدانتهم واستنكارهم ورفضهم للواقع المرير الذي عليه مدنهم ومحافظاتهم وعلى وجه الخصوص محافظة عدن، هذه المواقف الشعبية النابعة من الشعور بالجوع والخوف والألم قوبلت بحالة من الصلف والرعونة والإجرام والتوحش من قبل ما يسمى بقوات المجلس الانتقالي الجنوبي التي قامت بإطلاق الرصاص الحي على المتظاهرين المحتجين مما أدى إلى إصابة العشرات علاوة على شن حملة اعتقالات واسعة في صفوفهم، وإعلان حالة الاستنفار الأمني ونشر العديد من الأطقم والدوريات الأمنية بهدف قمع المحتجين، والعمل على تفريقهم، بالتزامن مع إعلان حالة الطوارئ ومنع التجول ليلا في المديريات الرئيسية بالمحافظة والتي تشهد احتجاجات ومظاهرات شعبية على خلفية تردي الأوضاع الأمنية والاقتصادية والمعيشية وتدني مستوى الخدمات الأساسية .
ما يعرف بقوى 16 فبراير بعدن استنكرت التعامل الوحشي من قبل مليشيات الانتقالي مع المواطنين المحتجين في المدينة وتوعدت ما يسمى بالمجلس الانتقالي بثورة شعبية عارمة في عدن، وهو ما ينذر المدينة وسكانها بحالة غليان وخصوصا في ظل اتساع رقعة الاحتجاجات والتي امتدت لبقية المحافظات اليمنية الجنوبية المحتلة، كل ذلك وقوى الاحتلال والغزو السعودي الإماراتي مشغولة بتنفيذ مشاريعها ومخططاتها الاستعمارية الاستغلالية الاستيطانية التي تصب في جانب تعزيز وتدعيم وتوسيع نفوذها ومصالحها غير مكترثة بالأوضاع الكارثية التي يعيشها سكان تلكم المحافظات التي قالوا بأنهم جاءوا من أجل تحريرها وتطويرها والأخذ بأيدي سكانها نحو الغد المشرق والمستقبل الأفضل، وإذا بهم يذهبون بهم نحو الهاوية في ظل غياب الأمن والاستقرار وارتفاع الأسعار وتدهور الخدمات والانهيار الاقتصادي الممنهج، والذي تهدف السعودية والإمارات من خلاله إلى إجبار الشباب في عدن والمحافظات المحتلة على الالتحاق في صفوف المليشيات الموالية لهما والقتال تحت رايتيهما مقابل الحصول على المال المدنس، وخصوصا بعد تراجع أعداد الملتحقين بالمعسكرات ومراكز التدريب التابعة لهما من قبل أبناء المحافظات اليمنية الجنوبية المحتلة بعد أن اكتشفوا طبيعة المخطط والمؤامرة التي تستهدفهم ومحافظاتهم وسقوط تلكم الشعارات والوعود الوردية التي أطلقتها السعودية والإمارات عقب شن عدوانهم الوحشي على بلادنا .
بالمختصر المفيد، حكومة العملاء هي من تقف خلف معاناة كل أبناء اليمن في شمال الوطن وجنوبه ومن شرقه إلى غربه، عائدات بيع النفط والغاز والمنافذ البرية والبحرية والجوية وبقية الموارد الرسمية في المحافظات الواقعة تحت سيطرتهم بأيديهم، ولكن فسادهم المقرف، وافتقارهم للأمانة وروح المسؤولية وغياب الضمير أوصل المحافظات المحتلة إلى ما هي عليه اليوم من أوضاع محزنة ومؤلمة، وفي ظل دعممة ولا مبالاة هذه العصابة تجاه معاناة المواطنين؛ يجب أن يتواصل الحراك الشعبي الغاضب بوتيرة عالية ليتحول إلى ثورة شعبية عارمة تسقط سلطة العمالة والخيانة والارتزاق وتطهر المنطقة من دنس الغزاة والمحتلين وأذنابهم من عملاء وخونة ومأجوري الداخل بقيادة الخائن رشاد العليمي والمرتزق معين عبدالملك والعميل سلطان البركاني ومن دار في فلكهم من خونة عملاء ومرتزقة الريال السعودي والدرهم الإماراتي .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله.

قد يعجبك ايضا