تمتاز اليمن بموقع استراتيجي يطل على البحرين الأحمر والعربي وتتحكم بمضيق باب المندب، هذا جعلها عرضة للأطماع الخارجية منذ قرون عديدة.
موقع اليمن الفريد وامتلاكها شريطا ساحليا طوله 2500 كيلومتر ويتواجد في المياه الإقليمية اليمنية قرابة 200 جزيرة بحرية، وأهمها جزيرة سقطرى في المحيط الهندي، ونيون قرب باب المندب، وكمران ولحنيش وعبد الكوري وغيرها من الجزر البحرية المهمة، والتي تسعى دول العدوان وعلي رأسها أمريكا للسيطرة على الجزر البحرية والسواحل اليمنية.
منذ بداية العدوان على اليمن قبل تسع سنوات والأهداف الحقيقية لهذا العدوان وأطماع دول التحالف تتكشف يوما بعد يوم، فمن السيطرة على منابع النفط والغاز وبقية المعادن، إلى تعطيل ميناء عدن والسيطرة على الموانئ والسواحل اليمنية، واحتلال الجزر البحرية وإقامة القواعد العسكرية فيها، إلى احتلال المياه الإقليمية.
فالإمارات تحتل جزيرة سقطرى وحولتها إلى قاعدة عسكرية لها، وإقامة منظومة تجسسية إسرائيلية فيها، وتدمير بيئتها الطبيعية ونهب وقلع أشجارها النادرة، إلى تحويلها إلى إمارة ثامنة تتبع دويلة أبو ظبي وهذا بات واضحا من خلال ربط الاتصالات فيها بالمفتاح الدولي لأبو ظبي، وغيرها، كذلك سيطرتها على جزيرة ميون وإقامة قاعدة عسكرية إسرائيلية، وتهجير سكانها وسكان بعض الجزر، ممارسات لا أخلاقية ولا إنسانية تقوم بها الإمارات في الجزر التي تحتلها.
ولم تتوقف الأطماع عند الإمارات فقط والتي تعد الذراع الأيمن لبريطانيا وتنفذ مخططاتها وتسعى لتحقيق أحلامها في اليمن، بل أن أمريكا لم تكتف بما تقوم به الإمارات والسعودية من أعمال في اليمن وما تعبث بها وبمقدراتها وهن أداة منفذة من أدواتها، بل إنها تقوم حاليا بإرسال قوات بحرية إلى المياه الإقليمية اليمنية في البحر الأحمر وترسل القطع البحرية بذريعة حماية الملاحة البحرية من الهجمات الإرهابية، هذا التهديد قوبل برد قوي وواضح من قبل المجلس السياسي الأعلى وقواتها المسلحة عندما كسف المشير الركن مهدي المشاط أن القوات البحرية ستجري تجارب على أسلحة بحرية متطورة إلى بعض الحزر اليمنية، وكذلك ما اعلن عنه وزير الدفاع العاطفي من أن القوات المسلحة اليمنية لديها القدرة الكافية لتأمين وحماية واستقرار مسار الملاحة البحرية، من جانبه نائب وزير الخارجية حسين العزي قال إن المعركة البحرية هي المعركة الأطول والأكثر كلفة في تاريخ البشرية، ردا على إرسال أمريكا قوات إلى البحر الأحمر.
ما بين إرسال أمريكا لمزيد من القوات والقطع البحرية، وتوعد صنعاء بالرد القاسي والمؤلم، والتغيرات الحاصلة في المنطقة والعالم بأكمله، ومنها أحداث النيجر في القارة السمراء، تبقى كلمة الفصل لمن سينتصر ويتحكم بالبحر الأحمر ومضيق باب المندب، فاليمن لم يعد معها ما تخسره بعد تسع سنوات من الحرب والعدوان والحصار بل أنها باتت تمتلك قوة عسكرية لا يستهان بها، وإن معركتها البحرية هي معركة حياة أو موت، وأمريكا لا تملك الشجاعة للمجازفة والدخول في حرب عسكرية مباشرة مع اليمن إلى جانب معركتها في أوكرانيا، خاصة بعد أن فقدت حكم القطب الواحد وظهور عدة أقطاب كروسيا والصين واللتين لن تسمحا لأمريكا من الانفراد بالسيطرة على البحر الأحمر والخليج العربي.