اليمن تحتفل باليوم العالمي للسكان بصنعاء

رئيس الوزراء: مطالبون بالسير نحو المستقبل بخطط تنموية واضحة ومعالجة كافة التحديات التي تقف أمام تحسين حياة المواطنين

اليمن أمام مسؤولية كبيرة لاستيعاب الأعداد المتزايدة من السكان واستثمارها من خلال التعليم والتأهيل والتدريب

الثورة / زكريا حسان

أكد رئيس الوزراء عبدالعزيز بن حبتور، أن الدولة والمجتمع مطالبون بالسير نحو المستقبل بخطط تنموية واضحة ومعالجة كافة التحديات التي تقف أمام التحسين من حياة المواطنين في اليمن.
وأشار رئيس الوزراء في الفعالية الاحتفالية باليوم العالمي للسكان 2023م التي أقامها المجلس الوطني للسكان بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان أمس بصنعاء إلى أن العدوان ما يزال يؤثر على خطط الدولة التنموية الراهنة والمستقبلية ويجب على دول العدوان بأن ترفع يدها عن اليمن، مشدداً على ضرورة التكامل بين كافة الجهات والوقوف بجدية لمعالجة التحديات السكانية باعتبارها أكبر معضلة تواجه البلد وتمس كل مواطن.
وقال رئيس الوزراء، أن المشكلات لا تحل من تلقاء نفسها، بل عبر الاقتراب منها وقراءتها وتفكيكها والعمل على معالجتها وصولا إلى حلول ناجعة وممكنة لها وإذا لم يبادر السياسيون جميعا في أن يتعاملوا مع الكتلة السكانية وبشكل مسؤول سنظل ندور حول ذاتنا وأنفسنا دون أي تقدم، مضيفا أن التنمية قضية تراكمية سواء في الجوانب النظرية أو الفكرية أو التطبيقية وما زالت الدولة تتشبث بالأمل في إنقاذ الشعب والانطلاق نحو آفاق المستقبل لخدمة مواطنينا.
وفي الفعالية التي حضرها رئيس مجلس الشورى محمد العيدروس وزراء الشؤون الاجتماعية عبيد بن ضبيع والزراعة المهندس عبدالملك الثور والإرشاد نجيب العجي، أوضح وزير التخطيط والتنمية عبدالعزيز الكميم، أن اليمن أمام مسؤولية كبيرة لاستيعاب الأعداد المتزايدة من السكان واستثمارها من خلال التعليم والتأهيل والتدريب لتكون عناصر فعالة في التنمية، حيث يعد المورد البشري أهم مورد وثروة أساسية يُعتمد عليها في إتمام عملية التنمية.
وقال الكميم: القضية السكانية وبرامج العمل السكاني عنصر أساسي ومحوري في عملية التخطيط السليم نحو الوصول إلى الهدف المنشود بتحقيق التنمية المستدامة والتقدم والازدهار في جميع المجالات، والوضع الراهن في اليمن يتطلب زيادة الدعم الفني والمادي بما يمكنه من اللحاق بركب دول العالم وتنفيذ الالتزامات المتعلقة بالعمل السكاني، مشيرا إلى أن السياسة الوطنية للسكان تمثل خطوة أولى من خطوات التخطيط والبرمجة التنموية الشاملة الهادفة إلى تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية في البلاد.
من جانبه أشار نائب وزير الصحة الدكتور مطهر المروني إلى أن اليمن يحتفي باليوم العالمي للسكان وهو ما يزال يتعرض لعدوان وحصار منذ أكثر من ثماني سنوات.. موضحاً أن التقديرات والاسقاطات السكانية تشير إلى أن عدد سكان اليمن أصبح 32 مليون نسمة أكثر من نصفهم شباب وأطفال.
وأكد المروني أن ثلثي سكان اليمن أمهات وأطفال وهم الفئة الأكثر عرضة للمراضة والوفيات وأن هناك 500 حالة وفاة لكل مائة ألف حالة ولادة، و28 وفاة في المواليد لكل ألف حالة و14 أم تتوفى يوميا نتيجة مضاعفات الولادة، فيما وصلت نسبة التقزم بين أطفال اليمن 46 %.ونسبة فقر الدم بين الحوامل 78 %.
وطالب نائب وزير الصحة، أحرار العالم بالوقوف في وجه السياسات والأهداف التي تسعى إلى تدمير الشعوب وتفكيك الأسر ونشر الرذيلة والتي تعمل أمريكا بكل امكانياتها وتشريعاتها لفرضها على العالم.
إلى ذلك استعرض الأمين العام المساعد للمجلس الوطني للسكان مطهر زبارة، انجازات المجلس وخططه المستقبلية الهادفة إلى وضع معالجات للقضايا السكانية بالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان، والسعي مع بلدان العالم إلى التخطيط الاستراتيجي السليم لتحقيق التطور في جميع مجالات التنمية وفق الأولويات والإمكانات وتحسين حياة السكان على الرغم من الصعوبات التي تواجه اليمن في تنفيذ الأنشطة السكانية منذ أكثر من ثماني سنوات نتيجة العدوان والحصار.
وأوضح زبارة أن المجلس الوطني للسكان وبالتعاون مع صندوق الأمم المتحدة للسكان يحرصان على إحياء هذه المناسبة سنويا للتذكير بقضايا السكان والتنمية وتركيز الاهتمام عليها ورفع الوعي حولها وكيفية التعامل مع مختلف التحديات الحالية والمستقبلية، لافتاً إلى أنه تم تحديث السياسية الوطنية للسكان لتستوعب المستجدات والمتغيرات المحلية وتتوافق مع الأهداف السكانية للرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة وأهداف التنمية المستدامة حتى 2030م.
من جانبها أشارت الممثل المقيم لصندوق الأمم المتحدة للسكان انشراح أحمد، إلى أهمية هذه المناسبة لتقييم العمل المشترك، والتذكير بالجهود المطلوبة لمعالجة القضايا السكانية.
وأوضحت أن تداعيات الحرب والنزوح الداخلي والكوارث الطبيعية تسببت بتغيرات ديموغرافية، كان لها آثار باهظة على السكان في اليمن، وخاصة على النساء والفتيات واوجدت ما يقدر بـ 21.6 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات إنسانية أغلبهم من النساء والفتيات.
وذكرت أن احتياجات النساء والفتيات للخدمات المنقذة للحياة لازالت كبيرة، في مجال خدمات الحماية والرعاية الصحية الإنجابية حيث أن أكثر من سبعة ملايين امرأة وفتاة بحاجة إلى خدمات الحماية، فيما تعاني حوالي خمسة ملايين ونصف من النساء والفتيات في سن الإنجاب من الوصول المحدود لخدمات الصحة الإنجابية المنقذة للحياة كالولادات الآمنة، وخدمات رعاية الحوامل والمواليد.
وفي ختام الفعالية التي حضرها عدد من أعضاء مجلسي النواب والشورى ونائب وزير الأشغال المهندس محمد الذاري وأمين عام المجلس الوطني للسكان أحمد بورجي، تم تكريم منسقة أنشطة برامج السكان بصندوق الأمم المتحدة ايناس طاهر.
تصوير/فؤاد الحرازي

قد يعجبك ايضا