حشود مليونية في صنعاء والمحافظات إحياء لذكرى عاشوراء وتنديداً بالإساءات إلى المصحف الشريف

 

ملايين اليمنيين احتشدوا في مظاهرات ضخمة بالعاصمة صنعاء وفي 32 ساحة بالمحافظات في ذكرى عاشوراء
«فوالله لن تمحو ذكرنا»
تأكيد على التمسك بمبادئ الحسين في مواجهة الطغاة وإحياء للفاجعة الصادمة واستلهام لدروسها ومعانيها

الثورة / صنعاء
أحيا الشعب اليمني يوم أمس الجمعة ذكرى العاشر من المحرم بمسيرات جماهيرية حاشدة شهدتها العاصمة صنعاء وعدد من محافظات الجمهورية اليمنية ، وتميزت مسيرات عاشوراء هذا العام بحضور جماهيري لافت وكبير وغير مسبوق في المناسبات السابقة.
واحتشد ملايين اليمنيين في 32 ساحة وميداناً، احتضنت المظاهرات التي شهدتها العاصمة صنعاء والمحافظات صباح وعصر أمس الجمعة العاشر من محرم ، وأكدت الحشود تمسكها بمدرسة الإمام الحسين عليه السلام في مواجهة طغاة العصر أمريكا وإسرائيل وعملائهم.
ونددوا بالإساءات بجرائم الغرب الذي يحركه اللوبي اليهودي ويدفعه إلى الإساءات إلى المصحف الشريف ، وأكدوا على ضرورة أن تتخذ شعوب الأمة مواقف جادة وحاسمة.
وفي المظاهرات التي شهدتها العاصمة صنعاء والمحافظات الحرة ، إحياءً لذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام “عاشوراء” وتنديداً بالإساءة للقرآن الكريم تحت شعار “هيهات منا الذلة” ، أكد بيان المظاهرات بأن إحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين عليه السلام هو تجسيد للولاء والارتباط بسيد الشهداء والمنهج الذي تحرك من أجله، ومسيرته ومواقفه وشجاعته في مقارعة الظلم والطغاة ونصرة الحق والمستضعفين.
وردد الحشود، هتافات الحرية وشعار الحسين “هيهات منا الذلة”، مؤكدين على مضي الشعب اليمني على نهج وموقف وتضحية سبط رسول الله وثورته ضد الطغاة والمستكبرين والظالمين ، وجددوا الولاء والعهد لأعلام الهدى ومنهم الإمام الحسين عليه السلام، والمضي على نهجهم في مواجهة طغاة العصر من قوى الاستكبار العالمي بقيادة أمريكا واللوبي الصهيوني وعملائهم حتى تحقيق النصر.
وأكدت الحشود التمسك بالقيم والمبادئ العظيمة التي ضحى من أجلها الإمام الحسين بن علي عليهما السلام ورفض الذل والخنوع، واستلهام معاني التضحية والفداء في مواجهة أعداء الأمة ونصرة القرآن الكريم والمقدسات الإسلامية.
وأشار المشاركون في المظاهرات ، إلى عظمة ذكرى عاشوراء وتحرك وتضحيات الإمام الحسين، وامتدادها وتأثيرها على واقع الأمة عبر الأجيال لتصحيح مسارها وصناعة مستقبلها ونصرها على أعداء الإسلام.
وأوضحوا ‌أن إحياء ذكرى عاشوراء، محطة لاستذكار ما حدث فيها من مأساة للإمام الحسين عليه السلام وأهل بيته على أيدي طغاة بني أمية وأتباعهم من المجرمين الطغاة، واستلهام الدروس والعبر منها.
وأكد بيان المظاهرات، إن إحياء هذه الذكرى هو واحدٌ من تعابير حُبّ وولاء وارتباط الشعب اليمني بسيد الشهداء الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم «حسينٌ مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسينًا، حسينٌ سبطٌ من الأسباط»، وتجسيد الارتباط بالمنهج والموقف والرؤية التي تَحرَّك على أساسها ومن خلالها الإمام الحسين عليه السلام، وهي رؤية القرآن الكريم، ومسلك رسول الله محمد صلى الله عليه وآله.
واعتبر إحياء عاشوراء تأكيداً على الموقف المبدئي الإيماني الديني ضد الظلم والظالمين في كل زمان ومكان، والتمسك بمبدأ الإمام الحسين عليه السلام الذي قال “ألا ترون أن الحق لا يُعمل به، وأن الباطل لا يُتناهى عنه، ليرغب المؤمن في لقاء الله محقًا، فإني لا أرى الموت إلا سعادة، ولا الحياة مع الظالمين إلا بَرَما».
وأكد البيان أن الشعب اليمني المعتز بهويته الإيمانية وارتباطه بسبط رسول الله، سيِّد الشهداء الإمام الحسين، حسم خياره وقراره في التمسك بالإسلام الذي يحرره من كل طاغية وطاغوت، مهما سعت قوى الطاغوت والاستكبار بقيادة أمريكا واللوبي الصهيوني وعملائها لإخضاعه وإذلاله والسيطرة عليه.
وأضاف البيان “سنتمسك بالإسلام في موقفه الذي أعلنه الإمام الحسين “عليه السلام” في مثل هذا اليوم (أَلَا وَإِنَّ الدَّعِي بن الدَّعِي قَد رَكَزَ بَينَ اثنَتِين: بَينَ السِّلَّةِ، وَبَينَ الذِّلَّة، وَهَيهَات مِنَّا الذِّلَّة)، وحينما قال (لَا وَاللهِ.. لَا أُعطِيهِم بِيَدِي إِعطَاءَ الذَّلِيل، وَلَا أُقِرُّ إِقرَارَ العَبِيد).
وجدد بيان المظاهرات العاشورائية التأكيد على موقف الشعب اليمني المبدئي تجاه قضايا الأمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، وموقفه المعادي للعدو الصهيوني وللغطرسة الأمريكية، والتضامن مع شعوب الأمة الإسلامية، باعتبار ذلك جزءًا أساسياً من التزامه الديني الذي لا يقبل المساومة.
واستنكر كل أشكال التطبيع والعلاقات مع العدو الصهيوني من قِبِل أنظمة العمالة والخيانة، باعتبارها من الولاء المحرَّم شرعاً، مؤكدا الوقوف المبدئي مع محور المقاومة والجهاد في مواجهة اليهود والصهاينة حتى يتم دحرهم، وتحرير المقدسات في فلسطين.
وأدان البيان بشدة الإساءات المتكررة إلى القرآن الكريم من قبل دولتي السويد والدنمارك، الذين يقومون بذلك استجابةً لتوجيهات اللوبي الصهيوني اليهودي.
ودعا البيان حكام وشعوب العالم العربي والإسلامي إلى اتخاذ المواقف الحازمة والجادة تجاه ذلك من خلال قطع العلاقات الدبلوماسية معهم، والمقاطعة الاقتصادية لمنتجاتهم، وغير ذلك من الوسائل الرادعة.
وتابع بيان المظاهرات “نقول لتحالف العدوان: “إنّ أيدينا ما زالت على الزناد، وما زلنا مستمرين في إعداد القوة لمواجهة عدوانكم وحصاركم وغطرستكم”، مؤكداً أنَّ موقف الشعب اليمني في التصدي للعدوان الأمريكي السعودي الإماراتي الصهيوني الغاشم على اليمن هو موقفٌ مبدئيٌ من منطلق الهوية الإيمانية وهو جهادٌ مقدس.
وأكد أن التصدي للعدوان الغاشم واجبٌ دينيٌ وإنسانيٌ ووطني، ومن يفرِّط بهذا الواجب، أو يخون هذا الموقف، فهو يخون هويته الإيمانية، ويفرِّط بها، وأن الشعب اليمني لن يألوا جهداً في التصدي لهذا العدوان مهما كان مستوى التحديات، وحجم التضحيات.
ولفت إلى أن التضحيات مهما بلغت لن تكون بمستوى خسائر الاستسلام والخنوع التي تخسر الأمة فيها كل شيء، حيث تخسر حريتها، واستقلالها، وكرامتها، وحاضرها، ومستقبلها، ودينها، ودنياها، ولا بمستوى خسارة التفريط الفادحة التي تمكِّن الأعداء من السيطرة على الأمة.
وأكد بيان المظاهرات، مواصلة السير على درب سيد الشهداء الإمام الحسين عليه السلام في الثبات على الحق، والنهوض بالمسؤولية، والاستجابة الصادقة والواعية لله تعالى.

قد يعجبك ايضا