كارثة أن يستمر جريان السيول في بعض الوديان الزراعية من بداية موسم الأمطار إلى آخره، وهكذا دواليك تذهب هذه الثروة المائية إلى البحر، فيما لو تأملنا الوديان التي من هذه الثروة الهائلة لوجدنا على حوافها الكثير من المحاصيل الزراعية وأشجار الفاكهة تحتاج إلى ري وآبار زراعية تحتاج إلى تغذية ونحن نكتفي بالنظر إليه دون أدنى تدخل، وليس هذا فحسب، بل إن هذه السيول تجرف معها أخصب الوديان الزراعية بسبب تحول مجراها من وسط الوديان إلى جوانب هذه الوديان، عن وادي حباب بمديرية جبل الشرق محافظة ذمار أتحدت..
حزنت كثيرا اليوم وأنا في طريقي إلى مديرية جبل الشرق بمحافظة ذمار وذلك عندما وصلت إلى أسفل وادي حباب، حيث توقفت واطلعت على الدمار الذي خلفته الأمطار والسيول فمنذ بداية موسم الأمطار والى الآن والسيول تتدفق لدرجة أن أسفل الوادي عند الخط الرئيسي يصعب عبور السيارات والشاحنات الكبيرة منه.
وللأسف، هذه النعمة تذهب هباء للبحر، ليس هذا فحسب، بل إن هذه السيول تجرف معها أخصب الوديان الزراعية، وهكذا يذهب موسم ويأتي موسم جديد ويكاد الوادي يطمس ولم يتبق منه سوى الأحجار ومخلفات السيول.
السيول جرفت كثيراً من أشجار الفواكه والبن وغيرها من المحاصيل التي يشتهر بزراعتها الوادي.. التساؤل الذي يفرض نفسه هو: ألسنا بهذا نحول النعمة إلى نقمة ولا نستبعد غضب الله علينا حكومة ومجتمعا؟ لماذا لم نستفد من أخطائنا في المواسم السابقة فنحافظ على هذه النعم من المياه ونجنب أرضنا الانجراف؛ نسقي بها الزرع ونعمل الحواجز والسدود والكرفانات لتغذية الآبار والري؟ والكارثة أن الحال ليس فقط على مستوى هذا الوادي وإنما على مستوى وديان كثيرة في عموم اليمن وهو ما يتطلب منا وقفة جادة وتكاتف الجهود الشعبية والرسمية والقطاع الخاص لتبني مشروع زراعي واحد استراتيجي (سد عملاق، حاجز ضخم) في كل محافظة منطقة وواد، ونستفيد من مياه الأمطار والسيول التي تهدر وتجرف معها أخصب الأراضي الزراعية إلى البحر والصحارى.