كعادتهم سنويا وفي كل مناسبة دينية سعّر الكارهون للحق في الداخل والخارج من حملتهم الإعلامية لصد اليمنيين عن إحياء ذكرى عيد الله الأكبر ورفعوا من مستوى صخبهم الإعلامي بوتيرة أعظم وأشد من كل الأعوام السابقة وعبر مختلف المنابر والوسائل الإعلامية لصد اليمنيين عن إحياء عيد الله الأكبر (يوم الولاية) وذكرى غدير خم، لدرجة أنهم اعتقدوا قطعا بنجاح حملتهم المسعورة وتفوق صخبهم الهيستيري وتوقعوا انخفاض عدد الحضور الشعبي يوم الذكرى إلى ادنى مستوياته في مختلف الساحات، الأمر الذي نتج عنه تلقيهم أعنف صدمة، فجهودهم راحت هباء وحملتهم كانت سرابا، وهم يشاهدون بأم أعينهم أن الزخم الشعبي لاحياء هذه المناسبة تضاعف عن العام السابق وأن عدد الساحات زاد بنسبة 250 % عما كانت عليه العام الماضي.
ولا غرابة في ذلك لأن هذا هو النتيجة الطبيعية التي تعكس مستوى إفلاس المرجفين أمام صلابة الهوية اليمانية ونمو الوعي الشعبي واتساعه المتزايد عام عن عام.
وهنا لن أخوض في تحليل الجانب الكمي لزخم المناسبة فثمة جوانب أخرى للمناسبة هي الأهم والأولى في الحديث عنها ولعل أهمها الرد على ما تضمنته حملة الكارهين للحق والمحاربين لأهله من تشويه للمناسبة وتضليل لحقيقتها وافتراءات كاذبة وباطلة أزهقها الوعي الإيماني والقرآني لشعبنا اليمني وصارت كرماد اشتدت به رياح الهوية اليمانية في يوم عصفها وهو ما نبينه كما يلي لعلهم يهتدون:
لقد اختلفتوا في حملتهم، فمنهم من أنكر فيها واقعة الغدير كليا وأصدر تعميما بمحاربة الخرافة -حد زعمه- من فنادق الرياض ومنهم من أنكر مضمونها ومنهم من شوه حقيقتها ومنهم من بدَّع إحياءها ومنهم من استغلها استغلالاً مذهبياً وطائفياً وعرقياً وسلالياً و….إلخ
فأقول لهم :
لقد أعماكم بغضكم للمناسبة وأضلكم نفاقكم وكشفكم خبثكم، ففضحتم أنفسكم من خلال حملتكم المسعورة من حيث لا تشعرون، من وزيركم إلى حقيركم وكلكم حقراء، فوزيركم الذي انكر واقعة الغدير ووصفها بالخرافة ودعا إلى محاربتها نسي أنه بوصفه لعيد الغدير بالخرافة قد وصف تحقيق الكثير من مشائخه الذين يجلهم بالخرافة من محققي حديث الغدير وقولهم انه حديث متواتر ومعلوم أن المتواتر أصح الاحاديث، ومن قال منكم ان إحياء هذه الذكرى والاحتفال بها بدعة فقد كذب على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لأنه أول من احياها في اكبر حشد إسلامي للامة اجتمع عصر الرسالة وهو أول من احتفل بها وكبر بكمال الدين وتمام النعمة ورضي الله بالإسلام دينا لأمته، فهو من أرجع السابق وانتظر المتأخر وبدأ الاحتفال عند اكتمال الجمع كما هو ثابت في كتبكم بمختلف أنواعها من كتب الحديث والسير وكتب التاريخ.
وأما من حاول منكم تشويهها بالطائفية والسلالية والعنصرية فقد اخطأ الاختيار لأن الإمام علي -عليه السلام- لم ولن يكون يوما لمذهب ولا لطائفة ولا لسلالة، بل هو مثال للإنسانية جمعاء وقد والاه وعشقه العظماء والمفكرون والسياسيون والأحرار من كل أنحاء العالم ومن مختلف النحل والملل وحتى الأمم المتحدة على حرب الإسلام أصدرت قراراً أقرت فيه وأكدت أن الإمام علي -عليه السلام- أعدل خليفة ظهر على سطح الأرض، واما من جحد منكم ولاية الإمام علي -عليه السلام- وانكرها فنقول له الإمام علي -عليه السلام- ليس بحاجة إلى إقرارك له بالولاية، بل أنت من تحتاج إلى الاقرار له بالولاية عليك واعلم ايها المبغض أن الولاية اشمل واعم من الخلافة وما خلافة امر الأمة إلا أدنى مهامها وقد كانت عند أمير المؤمنين لا تساوي شراك نعله، إلا أن يقيم بها حقا أو يدفع بها باطلا .
فكفاكم جحودا لحق لا يجحد ونورا لا يحجب ونعمة لا يكفر بها والسلام على من اتبع الهدى.