-صفعات متوالية يتلقاها العدو الإسرائيلي الذي لم يعد الكيان المرعب ولا جيشه ذلك الذي لا يُقهر كما حاولت آلة الدعاية الصهيونية تصويره وترسيخه في عقول وأذهان الأمة على مدى عقود.
– مناطق الضفة الغربية في الأراضي الفلسطينية المحتلة – بما فيها المقدسات في القدس الشريف وحرم السلطة ومقرات حكم الرئيس محمود عباس – هي دون استثناء بالنسبة لحكومة كيان الاحتلال وجيشها الإجرامي ولقطعان مستوطنيها المتطرفين، مناطق مستباحة يدنسونها في كل يوم تقريبا، ويدخلها جيش العدو متى شاء ويقتل ويعتقل من يريد من المدنيين العزّل، ويفجّر منزل من يشاء ويفعل ما يحلو له دون خوف أو قلق، مدعوما بآلياته ومدرعاته وبتواطؤ العالم ومساندة أمريكا الغارقة في الفحشاء والكذب وخداع العالم وهي تؤكد دائما حق المجرم في افتراس الضحية، وتسخّر كل إمكانياتها لخدمة المافيا السياسية والنازية الصهيونية.
-عدوان الأسبوع الماضي على مخيم جنين لم يكن يسيرا على جحافل العدو وآلياته المطهمة، ولم تكن عمليته الظالمة نزهة لعلوجه أو مصداقا لاسمها” البيت والحديقة”، وإنما كانت جحيما مستعرا وفوهة بركان بفعل “بأس جنين” التي لقن أبطال المقاومة خلالها العدو دروسا قاسية في التضحية والفداء والاستبسال وإجباره على الانسحاب منهزما بعد نحو يومين حفلتا بكل أشكال العجز والفشل الإسرائيلي وما كان من عدوانه إلا النكوص والتراجع محملا بالعار والخزي وإضافة المزيد إلى رصيده الأسود من جرائم قتل النساء والأطفال، وتدمير منشآت البنى التحتية من مدارس ومؤسسات صحية وخدمية وغيرها وبخسائر ثقيلة حاول جاهدا إخفاءها والتكتّم عليها لكنها تتكشف يوما بعد يوم من قبل الإعلام العبري.
– هزيمة كيان الاحتلال الإسرائيلي الأخيرة في مخيم جنين وفشله الفاضح رغم كل ما حشده من قوة وعتاد في تحقيق أي من أهدافه المعلنة، أكدت حقيقة بدأت تتشكل منذ سنوات خلت وهي علو كعب المقاومة وأن المستقبل ينحاز لصالح محور المقاومة والجهاد والمواجهة حيثما وُجدت، وعلى فشل وسقوط رهانات التطبيع والاستسلام والسلام المزعوم مع السلطة في الداخل أو مع المحيط المتماهي مع التوجهات الأمريكية لخدمة المشروع الصهيوني في المنطقة.
-“بأس جنين” وما سبقتها من ملاحم بطولية لمجاهدي المقاومة الفلسطينية الباسلة في مختلف مناطق غزّة والضفة الغربية على حد سواء، وما حملته وتحمله من دلائل على تنامي مسار المقاومة وعلى انتصار إرادة التحرر والاستقلال على قوى الاستعمار والغطرسة مهما بلغت إمكانياتها المادية، تضع مسؤولية مضاعفة على كاهل كل القوى الفلسطينية أولا وشعوب الأمة الإسلامية ثانيا نحو توحيد الكلمة ورص الصفوف في مواجهة التحديات الكبرى، وحسنا فعلت حركتا حماس والجهاد مؤخرا حين أكدتا على ضرورة اتفاق الفصائل الوطنية الفلسطينية على خطة وطنية شاملة لمواجهة التحديات والمخاطر التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة وللتصدّي للمشروع الصهيوني في أرض فلسطين الحبيبة.
وجع آخر.. الزميل الوهبي الرحيل المبكّر كان إنسانا رائعا ونموذجا يحتذى للموظف الملتزم وفي الكفاح والاجتهاد لمواجهة أعباء ورزايا الحياة، ولا تكاد الابتسامة تفارق شفتيه رغم كل ما يواجهه من مصاعب وتحديات .
الزميل محمد علي الوهبي أحد أكفأ وأجمل العاملين في إدارة المطابع في مؤسسة الثورة للصحافة والطباعة والنشر، فارق الحياة أمس الأول بصورة مفاجئة وهو في ريعان الشباب تاركا وجعا آخر وحزنا عميقا في قلب كل من عرفه.. نسأل الله عز وجل أن يتغمده بواسع الرحمة والمغفرة وأن يسكنه فسيح جناته وأن يلهم زوجته وأولاده وإخوانه جميل الصبر والسلوان، إنا لله وإنا إليه راجعون.