إن إحياء المناسبات الدينية أو الوطنية أو الاجتماعية قد يكون مجرد إحياء واحتفاء عاطفي، أو قد يكون إحياء واحتفاء عملياً وهو الأهم، ونحن سنحتفي بعد أيام بعيد الولاية والسؤال: هل سيكون الإحياء والاحتفاء بهذه المناسبة عاطفياً أم عملياً؟
فإذا كان الاحتفاء لا يتجاوز ترديد الخطب والمحاضرات والفعاليات لإيراد وسرد النصوص التي تثبت واقعة “غدير خم”، وأن الله سبحانه وتعالى أمر رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بإعلان ولاية الإمام علي عليه السلام، فإن الأمر سينتهي بانتهاء الفعاليات المتعلقة بالمناسبة وكأن شيئاً لم يكن والفترة الزمنية المحددة لإقامتها.
فهو احتفال لا يتجاوز البعد العاطفي وليس له أي أثر في واقع الحياة، ولن يصلح الواقع ويغيره إلى الأفضل، وهنا يتساوى المؤمن به والمنافق المتلبس ولا يمكن التمييز بينهما.
وإن كان الإحياء والاحتفاء بهذه المناسبة احتفالاً عملياً يتجسد في الواقع العملي بإحياء وتطبيق القيم والمبادئ والأسس والمعايير التي أمر الله سبحانه وتعالى رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بإعلانها وذلك بإعلانه ولاية أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام فهنا يكون الفرق والفرقان، والفاروق بين الحق والباطل بين الإيمان والكفر.
فالولاء والبراء هما حجر الزاوية ومحور الارتكاز وجوهر الصراع بين الحق والباطل لذلك اقترن البراء بفريضة الحج وجعل الله الولاء إكمالاً للدين وإتماماً للنعمة.
فهل نحن في واقعنا تجاوزنا مرحلة العاطفة في إحياء مناسبة عيد الغدير الأغر إلى حمل ثقافة حديث الولاية وتجسيد قيمها ومبادئها وأسسها ومعاييرها التي أمر بها الله سبحانه وتعالى وأعلنها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم يوم رفع يد الإمام علي عليه السلام في غدير خم بعد حجة الوداع؟!!.
* وكيل محافظة شبوة