تعز مدينة منكوبة تتنازعها العصابات الإرهابية، واللصوص والمفصعون والفاسدون الذين باعوا كرامتهم وتآمروا على سكان المدينة. تعز مدينة تنازلت عن مدنيتها، وضاع فيها الأمن والأمان، وصودرت فيها حقوق الناس. وكل يوم نسمع عن نثرة جديدة في تلك المدينة. عصابات منفلتة تنتشر في كل شارع وحارة في المدينة. التجار يغلقون متاجرهم منذ الخامسة مساء، خوفا من النهب. الناس يبيتون إلى منازلهم مبكرين. النساء لا يجرأن على الخروج من بيوتهن لشراء احتياجاتهن خوفا من الاختطاف. وإن خرجت امرأة فهي مطربلة من الرأس حتى القدم. وضع تعز يشبه كابول أفغانستان، وربما أسوأ. مدينة مرعوبة فقدت كل عوامل الأمن والاستقرار تجوبها الجريمة في كل ساعة. تعطلت فيها القوانين والمحاكم والقضاء بعد أن صار القضاة هدفا لبطش المفصعين. مدينة كانت مضرب المثل في الأمن والمدنية والسلم الاجتماعي.
اليوم صارت مثلا للخوف ومرتعاً للجريمة والمجرمين والمخدرات. في يوم الخميس الماضي مات فواز البريهي في مشفى الثورة العام والذي استهدفته عصابة في حي عمد بالضرب، وأطلقت عليه الرصاص، ورمته في الشارع. مات كغيره من ضحايا العصابات التي تحتل المدينة،وترتكب كل الجرائم دون خوف، أو خشية من الله. وبمناسبة عيد الأضحى أقام مكتب الثقافة في المدينة حفلا ترفيهيا ،تخلله تكريم الفنان محمد محسن عطروش. وقيل إن المنظمين للحفل وبعض الجماهير رفعوا صور المرتزق ( تارك عفاش ) فأغاضت تلك الصور مرتزقة السعودية من مفصعي الإخوان وحلفائهم. الذين ارسلوا بلاطجتهم لإفشال الحفل وترويع المحتفلين. اطلقوا النار على الجماهير فقتلوا شخصا وأصابوا آخرين، وهربت النساء والأطفال، وتدافع الناس بشكل هستيري مما تسبب بإصابات أخرى وهلع رهيب بين النسوة والأطفال ومن حضر.وكانت فرصة للصوص والبلاطجة بسرقة تلفونات وشنط وجزم الهاربين والهاربات. أما الفنان عطروش الذي استدعوه للتكريم فقد خلعوا كوته وتفيدوا من جيبه أربعة آلاف ريال سعودي. وخرج من الاحتفال بالفنلة الداخلية هاربا ومن دون حذاء.مثل هذه الجريمة والفوضى تتكرر في كل حفل وفي كل عيد.
قبل أربع سنوات قتل شخص وأصيب أخرون في احتفال ترفيهي اقيم في قلعة القاهرة. جماعة الإرهابي المعتوه عبدالله العديني التي تحرم الفنون والاحتفالات والاختلاط، سلطت أحد ارهابييها بإسقاط صخرة على المحتفلين فتسببت بالقتل والجرح والهلع. وحينها قال عبدالله العديني إن الشياطين هم من اسقطوا الصخرة على الحفل. وقال بعضهم إن عنزة أمرها الله هي التي أسقطت الصخرة أثناء رعيها في القلعة !!من ارتكبوا جريمة القتل والجرح بإطلاق النار على المحتفلين هذه المرة قيل إنهم يتبعون إحدى مليشيات تجمع الإخوان ولا زالوا فارين من وجه العدالة، وترفض المليشيات المسيطرة على المدينة تسليمهم، بل تقول بعض الأخبار الواردة من المدينة المنكوبة إن مجرمين مسجونين في السجن المركزي في الضباب هم من تم اخراجهم لتنفيذ تلك الجريمة، وإعادتهم إلى السجن. الصراع في تعز على أشده بين مرتزق الإمارات الممثلين ( بتارك عفاش ) وبين مرتزقة السعودية الممثلين بحزب مسعدة وشراذم أحزاب الخردة من بقايا ما كان يسمى بالمشترك؛ زبائن الهالك عفاش. والمدينة على مدى تسع سنوات تدفع الثمن.