اليمن.. المعركة الوطنية ومعارك النفوذ والسيطرة

يكتبها اليوم / عبدالرحمن الاهنومي

 

منذ تسع سنوات يخوض الشعب اليمني معركة عادلة ومشروعة في مواجهة العدوان الإجرامي الغاشم، ولا أجد في الدنيا كلها معركة حق بهذا الوضوح ولا قضية عادلة لا شبهة ولا لبس فيها كما هي قضية الشعب اليمني، ومما لا شك فيه أن هذه المعركة لم تكن بهدف السلطة ولا حولها بل كانت وما زالت معركة للدفاع عن الشعب والأرض وهدفها الاستقلال ودفع الغزاة الذين جاءوا لاحتلال بلدنا ونهب ثرواتنا واستعبادنا.

لقد كان احتلال اليمن وعاصمته من أهم أهداف العدوان، ولكن بعون الله تمكن الشعب اليمني وقيادته الوطنية الحرة من حمايتها وهزيمة جيوش الغزو والاحتلال في أطرافها، وهو ما جعل هذه المناطق الحرة خاضعة لقرار وطني يمني مستقل وبإرادة وطنية يمنية خالصة، ومن جانب آخر هناك أجزاء من وطننا الحبيب خاضعة للاحتلال الأجنبي بات يسيطر عليها عبر ترسانة العملاء والمرتزقة فنشأت فيها مليشيات وجيوش مأجورة تحكمها وتسيطر عليها وتتقاتل في ما بينها على النفوذ والسيطرة لحسابات المشغلين من أطراف تحالف العدوان المتعددة.

لم يكن الشعب اليمني وقيادته الوطنية يخوض معركة سلطوية على السلطة والنفوذ بل تدافع عن اليمن أمام غزو واحتلال ولم تتجه الدولة الوطنية لفرض قرارها عنوة بالسلاح على المحافظات وتتصارع مع سلطات أخرى على النفوذ والسيطرة بل خاضت معركة دفاع عادلة ومشروعة في مواجهة احتلال أجنبي مدجج بترسانة عسكرية هائلة من المرتزقة اليمنيين، ولم تنشأ هذه السلطة في المناطق الحرة لأنها أرادت السيطرة والنفوذ والحكم على هذه المناطق بل لأنها سلطة وطنية يمنية تدير معركة الدفاع عن اليمن، هذه المعركة لن تكتمل إلا بتحرير كافة المناطق اليمنية من دنس الغزاة والمرتزقة.

هذه السلطة مسؤولة بالواجب المقدس سلما أو حربا أن تنجز لليمنيين نصرا كاملا بتحرير كافة أرجاء اليمن ومسؤولة عن إدارة المناطق الحرة، وهي بالتأكيد تختلف عن المليشيات العميلة التي تعبث بالمناطق المحتلة وتقاتل وتتجند للعدوان والاحتلال وتتصارع على النفوذ والسيطرة وتشيد سلطة أمر واقع بالسلاح الأجنبي والأموال والإمكانيات الأجنبية وتخضع لإرادة أجنبية كذلك.

لا التخلف سببه أن السلطة الوطنية على الأقل حافظت على الدولة وسيرت مهامها ولا المعاناة سببها ذلك أيضا.. بل أسباب ذلك هي الحرب العدوانية التي تشنها دول العدوان منذ تسعة أعوام بالقصف الغاشم والحصار والتجويع والتدمير والقتل والإفقار، وذلك لا يخفى على أحد.

معركة الشعب اليمني اليوم تقتضي توحيد الجهود باتجاه أهداف واحدة وموحدة.. تحرير الأرض من الغزاة وبسط السيادة اليمنية والقرار الوطني المستقل على كل شبر يمني في البر والبحر والسيادة على الأجواء، وتحرير الثروات من المحتلين ومرتزقتهم وإنجاز نصر كامل لليمن دون انتقاص.. وهذه الحرب تسمى حرب تحرير وطنية وليست حرباً سلطوية على السيطرة والنفوذ ولا تندرج ضمن ما يعرفه البعض بأنها سلطة أمر واقع تبحث عن مشروعية لها.. بل سلطة وطنية يمنية تستمد مشروعيتها من القضية العادلة -مواجهة العدوان والاحتلال- ومن إرادة الشعب اليمني الذي يعبر عنها في كل وقت وحين..

والله من وراء القصد.

 

 

 

 

 

 

قد يعجبك ايضا