قادة ومتدربون في محافظة ذمار لـ “الثورة “: التمكين الاقتصادي فرصة عظيمة للخروج من دائرة الفقر والبطالة إلى آفاق رحبة نحو العمل والإنتاج وتحقيق التنمية الاقتصادية لليمن
تأتي مشاريع التمكين الاقتصادي التي دشنتها الهيئة العامة للزكاة في عدد من المحافظات الحرة خلال الأسابيع الماضية ترجمة لتوجيهات قائد الثورة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي (يحفظه الله)، والقيادة السياسية في الاهتمام بشريحة الشباب وتأهيلهم وبنائهم وتمكينهم في مختلف المجالات وعلى رأسها الجانب الفني والمهني، ودعمهم اقتصاديا حتى يكونوا فاعلين في المجتمع بما يسهم في تحقيق النهوض الاقتصادي ورفع مستويات الناتج المحلي الوطني، وتحقيق الاكتفاء الذاتي لهم، وتحويلهم من مستحقين للزكاة إلى مزكين عبر مشاريع التمكين الاقتصادي في مختلف البرامج والمجالات وتحويل قدرات الشباب إلى سوق العمل والإنتاج بمشاريع مهنية وصناعية مدرة للدخل تكفل لهم الخروج من دائرة الفقر والتحول نحو مجتمع منتج وتنمية مستدامة.
«الثورة» التقت عددا من المعنيين والمدربين والمتدربين في مشاريع التمكين الاقتصادي بمحافظة ذمار، وهم على مشارف الانتهاء من المرحلة التدريبية، وكانت الحصيلة التالية :استطلاع / عبدالكريم النهاري – أمين النهمي
في البداية تحدث مدير عام مكتب الهيئة العامة للزكاة بمحافظة ذمار؛ إبراهيم عبدالرحمن المتوكل، بالقول: نحن اليوم على مشارف الانتهاء واختتام هذه الدورة التدريبية التي عمت الفقراء والمساكين الذين تم انتقائهم من قاعده البيانات ومن أوساط المديريات من العزل والقرى على أساس أن هؤلاء يستحقون أن يتعلموا حرف يديرونها بأيديهم، ويصبحوا منتجين في الميدان.
جانب يبني وجانب يحمي
وأضاف: الحمد لله نحن على مشارف الانتهاء من هذا التدريب وقد رأينا في البداية أنه عندما دخل هذا العدد الكبير كانوا لا يعرفون شيئا على الإطلاق، وها نحن اليوم نراهم يبدعون في تفكيك الآلات وإصلاحها و تركيبها وإرجاعها كما كانت، وهذا مما يدل على أنهم استفادوا الفائدة الكبيرة خلال الأربعين يوماً، وبإذن الله سيخرجون بعد الانتهاء إلى مرحلة الريادة التي سوف تستمر لمدة 15 يوما بإذن الله، وبعدها يقيمون دراسة الجدوى ثم يدخلون إلى سوق العمل، وهذا هو الأمل والطموح الذي نرجوه من هذه الأعمال، أعمال التمكين الاقتصادي التي بدأتها هيئة الزكاة، والتي تعتبر الخطوة الأولى، والمتمثلة في صناعة الفرد البشري بأن يكون منتجاً وعاملاً في الميدان.
شعب يأكل ويصنع من عرق جبينه
وأكد المتوكل أن هناك نقلة نوعية في المشاريع التي تقدمها الهيئة العامة للزكاة للزكاة، وهناك إياد مدربين ومعلمين جيدين رأيناهم يستحقون منا ألف شكر في إبداعهم وتميزهم، وتفانيهم في إيصال هذه المعلومة وكلما في جعبهم إلى أبنائنا المتدربين، لأننا نريد أن يخرج هذا الجيل مبدعين في الميدان، ويأكلو من عرق جبينهم، ومما صنعته أيديهم، وأن يصبحوا أيادي عاملة ترفد المجتمع وترفد الدولة والأمة بالجانب الاقتصادي و الجانب العملي، وتعزز من المستوى الاقتصادي وتجعل من شعبنا شعب يصنع ويأكل من عرق جبينه، ويكون هناك جانب يبني وجانب يحمي.
وتابع حديثه: الأمور مبشرة بخير؛ وها نحن بإذن الله من أرض الإيمان من أرض المجاهدين والشهداء والأبطال والمستبسلين، وبإذن الله سوف نصنع بأم أيدينا وبسواعدنا ما لم يصنعه الآخرون، وقد رأينا تلك الشعوب والأمم في الدول الأخرى في أنهم عندما اعتمدوا على ذاتهم وعلى أنفسهم، رأيناهم كيف بدأوا من المشاريع الصغيرة، وأصبحوا اليوم أمة مكتفيه ذاتيا، بل ويصدرون وأصبحنا نحن ننتظر منهم ما يصنعون بأيديهم.
نحقق أمل قائد الثورة
وقال: «نحن بدأنا بإذن الله من حيث انتهوا وبإذن الله سوف نصنع وسوف نصدّر لهم، ويأخذوا مما نصنعه بأيدينا، ونصبح أمة مكتفية ذاتيا لها عزيمتها، ولها مكانتها ولها رقمها في أوساط الأمم بإذن الله عز وجل، وهذا ما نأمله نحن في الهيئة العامة للزكاة، و ما يأمله كل أبناء الشعب اليمني، كذلك نحقق الرغبة ونحقق الأمل الذي يرجوه منا قائد الثورة السيد المولى عبد الملك بدر الدين الحوثي أن نصبح أمة مكتفية بذاتها تعتمد على نفسها، ويكون لها رقم في أوساط الأمم بإذن الله عز وجل، كذلك طموحات المجلس السياسي الأعلى في تلبية وإنتاج وإيضاح وإيصال الرؤية الوطنية إلى مختلف أبناء الشعب اليمني، كذلك لتطلعات رئيس الهيئة العامة للزكاة بأن تصبح مشاريع هيئة الزكاة تخرج المجتمع من حالة الفقر والعوز إلى حالة التمكين وحالة الإنتاج والتصنيع وهذا هو أمل الأمة.
رسالة للمتدربين
وختم المتوكل برسالة للمتدربين قائلا: الناس قد أولوا جهدهم كاملا، وتفانوا في أن يوصلوا إليهم كل ما يحتاجونه من المعلومات في الميدان العملي …الجميع بذل جهودا كبيرة في أن يصل هذه الحق وهذا الاستحقاق إلى المتدربين، ونتطلع منهم أن يكونوا أداة عاملة تخدم الوطن وتعزز من مستواه الاقتصادي، ونتطلع إلى أن يتحملوا المسؤولية في المهام المستقبلية الموكلة إليهم، وأن يعملوا بكل أمانة وإخلاص، وأن يكونوا كما كان ذو القرنين الذي جعله الله سببا لإنقاذ الأمة وأن يحملوا روحية الإحسان كما حملها أنبياء الله، فنرجو من المتدرين أن يحملوا روحية الأنبياء روحية الأمانة والإحسان والسخاء والجد والتفاني، وأن يجعلوا من أعمالهم جهادا في سبيل الله، لأن من أعظم الإحسان هو الجهاد في سبيل الله وسيلقون الخير والتأييد من الله العلي القدير.
مكافحة الفقر والحد من البطالة
وأوضح ضابط مشروع التمكين بالهيئة العامة للزكاة بذمار محمد قطران، أن هيئة الزكاة أولت مشاريع التمكين الاقتصادي جل اهتمامها لإيمانها المطلق بأهميتها في مكافحة الفقر والحد من البطالة والدفع بالفقراء ليكونوا عناصر إنتاجية وليست استهلاكية، وصولا إلى إخراج الفقراء والمساكين من دائرة الاحتياج إلى دائرة الإنتاجية ودفع الزكاة.
وبيّن قطران أن برامج التمكين الاقتصادي في محافظة ذمار استهدفت 525 متدربا ومتدربة من الفقراء والمساكين موزعين على 16 برنامجا تدريبيا تشمل نجارة الأثاث، وتنفيذ ديكور داخلي أسقف معلقة وميكانيك سيارات، وصيانة السيارات الحديثة، وكهرباء سيارات، وصيانة الهاتف النقال، وصيانة الآلات الكهربائية وصيانة الأجهزة المنزلية، والتمديدات الكهربائية، والتمديدات الصحية وتشكيل اللحام، وأساسيات الكهرباء والطاقة الشمسية، والخياطة والتفصيل نسائي، والرجالي، وتربية النحل وإنتاج العسل، وتربية الموشي.
التدريب التعاوني
ولفت إلى أن المشاركين سوف ينتقلون خلال الأيام القادمة إلى مرحلة التدريب التعاوني في الميدان من خلال التنسيق مع أرباب العمل للعمل في المحالّ والورش بما يسهم في إكسابهم خبرات عملية أكثر مما هو متاح في سوق العمل كالتواصل مع الزبائن والعملاء والتعرف على التجارب التي اكتسبها العاملون في تلك المنشآت، وبعد استكمالهم لعملية التدريب التعاوني التي تتراوح بين 10 – 15 يوما سوف ينتقلون إلى مرحلة ريادة الأعمال والتي تعد مرحلة حاسمة سيتم خلالها وضع دراسة الجدوى الاقتصادية للمشاريع من قبل المتدربين.
قياس الأثر
وقال: إن البرنامج سيعمل على قياس الأثر من تلك التدخلات من خلال عملية النزول الميداني إلى جميع المديريات للتعرف على أثر التدريب ومعرفة إنتاجية المتدربين ومدى نجاحهم في إدارة المشاريع التي فتحت من خلال الاستفادة من القروض البيضاء وتلك المشاريع الشخصية التي فتحها المتدربون من أنفسهم.
كفاءة ومهنية
وأكد قطران أن المتدربين خضعوا لعملية تدريب وتأهيل استمرت لمدة 40 يوما وكان البرنامج التدريبي مكثفا ومضغوطا، وكان المدربون على مستوى عال من الكفاءة والمهنية والخبرة وهو ما ظهر من خلال مستوى كفاءة المتدربين الذين حققوا تميزا كبيرا جدا وأصبحوا قادرين العمل في التخصصات التي تدربوا عليها، موضحا أن المرحلة القادمة من البرنامج سوف تركز على برامج تدريبية جديدة مثل صيانة الدراجات النارية وصناعة الحلويات والشبكات وتركيب الكاميرات، وفق ما يتطلبه سوق العمل.
مرحلة متقدمة في الخياطة والتفصيل
وقالت المتدربة أمة السلام علي حمود الكبسي: «تعلمت خلال البرنامج التدريبي معلومات متكاملة عن أجزاء ماكينة الخياطة والأعطال وإجراء الصيانة لماكينة الخياطة وتعلمت طريقة أخذ القياسات ثم مارسنا عملية التفصيل من خلال الجرائد كبداية ثم انتقلنا إلى عملية قص ملابس الفتيات وقص الأزياء من فساتين وبنطلونات وبجائم لكافة الأعمار، ووصلنا إلى مرحلة متقدمة في مجال التفصيل والخياطة ولم نكن نعرف في السابق شيئا عن الخياطة، واليوم امتلكت خبرات جيدة وأصبحت قادرة على خياطة وتفصيل موديلات متنوعة ولمختلف الأعمار».
حلم يتحقق
وأكدت حرصها على الاستمرار والتطوير للمعلومات والمهارات التي تتلقاها وصول إلى تبني مشروع خاص بها تتمكن من خلاله من تغطية احتياجات أسرتها وصولا إلى الاكتفاء الذاتي وتوفير احتياجات أسرتها من الملابس كأقل تقديرا.
وبينت أن تعلم واحتراف مهنة الخياطة والتفصيل كانت تمثل لها حلما منذ فترة طويلة وأن مشروع التمكين الاقتصادي حقق لها ما تتطلع إليه.
خطوات التدريب
واستعرضت المدربة سماح المحاقري، الخطوات التي قطعها برنامج التدريب والتأهيل للفتيات في مجال الخياطة والتفصيل بدا من صيانة ماكينات الخياطة وكيفية تشغيلها واستخدامها وصيانتها وطرق السلامة المهنية وأخذ القياسات الأساسية للأطفال والنساء والتعرف على الأدوات المستخدمة للقياس، ثم تطبيق التفصيل باستخدام الجرائد ثم القماش وتم تعليمهن تفصيل وخياطة البجائم والبنطلونات والفساتين البنات وتركيب القطع المختلفة وتفصيل وخياطة الموديلات وكيفية تنظيف الخياط وتركيب الورد وغيره وصولا إلى إنجاز فستان التخرج.
وأكدت أن المشاركات وصلن إلى مستوى متقدم وسوف يكن قادرات على إدارة أعمالهن بأنفسهن وسيتم متابعتهن بشكل مستمر لتقييم مستوى ما وصلن إليه من نجاحات والدفع بهن نحو المنافسة في سوق العمل.
ورش مزودة بالمعدات
فيما أشار عميد المعهد التقني الصناعي بذمار الدكتور فايز أحمد الهروجي، إلى أن التدريب تركز على 16 برنامجا في تخصصات مختلفة، وكانت برامج مخطط لها بشكل سليم وكانت المدخلات متميزة كون معاهد التعليم الفني والتدريب المهني تمتلك الورش المزودة بالمعدات ووسائل التدريب المختلفة؛ بالإضافة إلى الكادر التدريبي النوعي الذي يمتلك خبرات كبيرة وتم تجهيز القاعات التدريبية بشاشات العرض وبمتطلبات التدريب لضمان أن تكون طبيعة التدريب 30 ٪ نظري و 70 ٪ عملي، لضمان الحصول على مخرجات مؤهلة تمتلك مهارات ومعارف تمكنها من خوض غمار المنافسة في سوق العمل.
وبيّن أن المتدربين خضعوا لعملية تدريب في مجال التنمية المهنية والسلامة المهنية وبما يمكنهم من امتلاك أساسيات السلامة المهنية أثناء عملهم وتفاعلهم مع الأدوات والمعدات والآليات المختلفة.
وقال «نسعى جاهدين إلى تغيير نظرة المجتمع نحو المعاهد المهنية ونحرص على أن تكون مخرجات برنامج التمكين أداة تحفيز للمجتمع على الدفع بالشباب للالتحاق بالمعاهد المهنية واكتساب الحرف التي تمكنهم من الالتحاق بسوق العمل والحصول على فرص عمل تمكنهم من تجاوز البطالة والفقر.
فيما أشار المختص الفني بمشروع التمكين الاقتصادي بمكتب الهيئة العامة للزكاة بذمار عبد الملك محمد الخراشي إلى أن الهدف من هذا البرنامج هو انتشال شريحة مهمة من شرائح المجتمع من الفقر والبطالة وتمكينهم وتأهيلهم والدفع بهم ليكونوا أصحاب مهن أو حرف وأرباب عمل ومنتجين ومصدرين إن شاء الله.
وأكد أن المتدربين الذين تم اختيارهم من أوساط شريحة الفقراء والمساكين هم من قاموا باختيار تخصصاتهم حسب رغبتهم، مشيرا إلى أن هذا البرنامج يعد اللبنة الأولى وسيتم مستقبلا تغيير نوعية البرامج حسب حاجة سوق العمل.
تجهيزات نوعية وكادر تدريبي مؤهل
وأوضح مدير عام مكتب التعليم الفني والتدريب المهني بمحافظة ذمار محمد أحمد العزي، أن معاهد التعليم الفني والتدريب المهني بالمحافظة استقبلت 525 متدربا ومتدربة تم توزيعهم على أربعة معاهد حكومية المعهد التقني الصناعي بمدينة ذمار والمعهد التقني التجاري بذمار ومعهد وصابين للعلوم الطبية والمهنية ومعهد الشهيد الصماد بالسجن المركزي.
وأشار إلى أن الهيئة العامة للزكاة رفدت المعاهد بالعديد من التجهيزات النوعية بالإضافة إلى أعمال الصيانة لبعض الأقسام وإعادة تشغيل الأجزاء المعطلة وتوفير 19 شاشة عرض لجميع البرامج والسبورات الحديثة وتوفير مواد تدريبية وتوصيل الخدمات من كهرباء ومياه لجميع الأقسام، مبينا أن عملية التدريب كانت نوعية نتيجة لحرص قيادة المكتب على اختيار كادر تدريبي مؤهل، وقدم المكتب كل ما لديه من إمكانيات نظرا لأهمية هذه الشريحة التي سوف تمثل بلا شك رافدا هاما للاقتصاد الوطني.
تنسيق وتعاون مشترك
واستعرض مدير عام الخدمات التدريبية بوزارة التعليم الفني والتدريب المهني المهندس أحمد الزوعري مراحل التنسيق بين الهيئة العامة للزكاة ووزارة التعليم الفني والتدريب المهني والتي بدأت منذ عام ونصف بدءا من أمانة العاصمة من خلال تنفيذ المرحلة الأولى التي تم خلالها تدريب 635 شابا من الفقراء واستهدفت المرحلة الثانية محافظة الحديدة والآن يتم تنفيذ المرحلة الثانية في محافظة ذمار وتعز وكذلك في محافظة الحديدة التي أضيف إليها برامج التمكين المهني نظرا لطبيعة محافظة الحديدة وأهميتها.
طابع إنتاجي
وأشار إلى أهمية هذه البرامج في إكساب الشباب المهن والحرف التي تمكنهم من الحصول على فرص عمل بدل أن يكونوا عالة على المجتمع.
وبين أن البرامج التي تم تنفيذها في أمانة العاصمة شملت حوالي 21 مهنة أو حرفة منها ذات الطابع الإنتاجي مثل النجارة وفي برامج ذات طابع خدمي مثل صيانة الموبايل وصيانة الأجهزة الإلكترونية والسيارات والدراجات النارية وتركيب منظومات الطاقة الشمسية وهي كلها مهن ذات طابع خدمي ولها مردود وعوائد على المتدربين بحيث يتمكن المتدرب من إجادة مهارات الصيانة وينطلق إلى سوق العمل.
مهارات التخطيط وريادة الأعمال
وقال الزوعري «عملنا في الجانب الآخر مع الهيئة العامة للزكاة على برنامج التمكين الاقتصادي وهو جانب آخر يعزز جانب التمكين المهني حيث يتدرب المستهدفون على مهارات ريادة الأعمال والتخطيط للمشاريع تم تقوم الهيئة العامة للزكاة بتمويلهم بقروض بيضاء دون أرباح لفترات معينة قد تصل إلى ثلاث سنوات».
وأضاف «بعض الشباب تتبلور لديهم فكرة لإنشاء مشروع عقب عملية التدريب التي سوف يتلقونها في ريادة الأعمال والمهارات الحياتية، وتصبح لديهم أفكار لفتح معمل أو ورشة أو فتح محمل معين، وتقوم الهيئة العامة للزكاة بدراسة المشروع وتمويله بمبلغ معين، موضحاً أن برنامج التمكين الاقتصادي من البرامج المهمة جدا لمثل هذه الفئة من المجتمع كونها تمكن الشباب من الحصول على فرص عمل وتدفعهم لفتح مشاريع خاصة بهم بدلا مما كانوا عليه كمتلقين للزكاة، بعد فترة ربما أشهر أو سنة سيكون أولئك الشباب مساهمين في دفع للزكاة من خلال مشاريعهم، وهذا مشروع كبيرا جدا ومهم تشكر الهيئة العامة للزكاة على تبنيه، لافتاً إلى أهمية تعزيز التنسيق بين الهيئة العامة للزكاة ووزارة التعليم الفني والتدريب المهني وبما يسهم في إنجاح هذا البرنامج النوعي.
مهنية وجدوى وجدية
وأكد الزوعري على أن عددا من المنظمات نفذت برامج التدريب للشباب في الجوانب المهنية غير أن مشروع التمكين المهني والاقتصادي الذي تتبناه الهيئة العامة للزكاة بالتنسيق مع التعليم الفني والمهني يعد أكثر مهنية وأكثر جدوى ويتسم بالجدية والعمل دؤوب من الجميع من الأطراف.
ولفت إلى أن البرنامج يستهدف 5 آلاف متدرب خلال سنتين وسيتم خلال الفترة القادمة إدخال تخصصات جديدة كون سوق العمل يفرض تحديث وتطوير التخصصات بشكل مستمر وإضافة مهن جديدة يتطلبها سوق العمل.
فرص عمل بكل كفاءة ومهنية
وأوضح المدرب أحمد علي الشمج أن المتدربين تلقوا برامج تدريبية مكثفة في جوانب السلامة المهنية والتمديدات الكهربائية والدوائر الكهربائية البسيطة الأساسية ودائرة المفتاح المفرد والمصباح ثم تعليمهم كيفية تركيب مفتاحين وصولا إلى طرق توصل الكهرباء من ثلاثة مصادر ثم تركيب دائرة العوامة الكهربائية والخلية الضوئية وفائدتها وصولا إلى تدريبهم على تركيب «الانترفون» الذي يقوم بالتوصيل بين الداخل والخارج.
وأشار إلى أن المتدربين أصبحوا يمتلكون فرصا للعمل في سوق العمل بكل كفاءة ومهنية لتنفيذ التمديدات الكهربائية في كلة من المنازل والمصانع والورش والمزارع الكهربائية.
فيما تطرق مدرب التمديدات الكهربائية زيد علي صالح مثنى إلى أن برنامج التمكين الاقتصادي من البرامج النوعية التي تسهم في تأهيل الشباب وإكسابهم المهن والحرف التي تمكنهم من خدمة المجتمع وتوفير احتياجات أسرهم، ويسهم في الحد من البطالة ويخفف من حدة الفقر ويعزز دور الشباب في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في الوطن.
وقال «إن المدربين بذلوا جهودا كبيرة كون بعض المتدربين أميين لا يستطيعون القراءة والكتابة ما دفع المدربون لبذل جهوداً كبيرة لتأهيلهم وبناء قدراتهم ليتمكنوا من العمل واثبت نجاحا كبيرا خلال عملية التطبيق العمل الذي يقومون به داخل الورش المعهد وخارجه في المنازل والمباني؛ وبإمكان المتدربين اليوم فتح مشاريع خاصة بهم كونهم يمتلكون حاليا المهارات والخبرات التي تمكنهم من النجاح وكسب ثقة المجتمع».
تسمين مواش وتربية نحل
ويشير مدير معهد وصابين للعلوم الطبية والتقنية عبدالرحمن الشعيبي، إلى أن المعهد نفذ برامج تسمين مواش وتربية نحل وإنتاج العسل، واستفاد من البرنامج حوالي 70 متدربا من مديريات عتمة ووصابين العالي والسافل، وقامت الهيئة العامة للزكاة بالتنسيق مع وزارة التعليم الفني والتدريب المهني ومكتب التعليم الفني والتدريب المهني برفد المعهد بالمتطلبات والاحتياجات اللازمة لعملية التدريب وتوفير النواقص من الأجهزة وأجور المدربين والإداريين وتغذية الطلاب من قبل هيئة الزكاة ولم يقصروا بشيء، وكان هناك تفاعل إيجابي كبير من قبل المربين والمتدربين واستفاد الطلاب استفادة كبيرة واكتسبوا حرف سوف تسهم في خدمة حياتهم.
وأشار إلى أن المعهد يمتلك الخبرات والكفاءات من المدربين والمساعدين المؤهلين ممن يمتلكون خبره لعشرات السنين بالمجالات والبرامج التي تم التدريب فيها بالمعهد، وكان هناك ارتباط البرامج بالمجتمع ارتباطا وثيقا، حيث أن النحل والمواشي منتشرة بالريف وبحاجة إلى تطوير وتأهيل وبرامج يستفيد منها المواطن وخاصة العاطلين عن العمل.
وختم بالقول: نحتاج مستقبلا إلى عدد من البرامج في المجالات الصناعية والبيطرية والزراعية والتمديدات وصيانة الطاقة الشمسية والأجهزة المنزلية والخياطة والتفصيل وصيانة الدرجات النارية وصيانة الموبايل والإسعافات الأولية ورخصة الحاسوب والنجارة واللحام وتشكيل معادن وغيرها من البرامج التي تخدم الشباب وتؤهلهم وتكسبهم المهن والحرف والمهارات، وأخيرا الشكر لله وللسيد قائد الثورة يحفظه الله الذي وجه أن تكون عائدات الزكاة في مصارفها الحقيقية والتنموية.
صيانة الموبايل
المتدرب بسام أحمد علي، صيانة هواتف، تحدث للثورة قائلا: دخلنا الدورة ولم يكن لدينا أي معلومات حول صيانة الهواتف، وبدأنا بتعلم كيفية فتح الهاتف ومكوناته الداخلية والخارجية ومن ثم تعرفنا على الأعطال الشائعة للمكونات الخارجية من السماعات والميكرفون وإصلاحها وصيانتها والتعرف على الأعطال الداخلية للهاتف من الشاشة واللوحات الإلكترونية الداخلية والأعطال الشائعة وتعلمنا استخدام الكاوية وعملية تطبيق الشاشات والمكثفات والمقاومة.
وأضاف: نحن الآن قادرين على التعامل مع مختلف أجهزة الهاتف من أعمال الصيانة المادية والبرمجية مثل فك الشفرات، فرمته وتعريب، وضبط التغطية والإنترنت بمختلف الأنظمة، وإن شاء الله سوف نكون قادرين مستقبلا على فتح محلات صيانة للهواتف.
قادرون على الإنتاج
المتدرب محمد جمال علي الربوعي، متدرب في قسم نجارة الأثاث، تحدث للثورة قائلا: «الحمد لله تم اختيارنا ضمن المستفيدين من برنامج التمكين الاقتصادي الذي تنفذه الهيئة العامة للزكاة، وهذه هي فرصة عظيمة تنقلنا من مرحلة البطالة إلى آفاق رحبة نحو العمل والإنتاج، وخلال مرحلة التدريب تدربنا وتعاملنا على الأخشاب وأنواعها وطبيعتها (طبيعية ومصنعة)، وتعرفنا على مقاسات الأثاث وإنتاج غرف النوم، والدواليب والطاولات، وكراسي طاولة الطعام، وتسريحات غرف النوم والأثاث بشكل عام، زمن خلال التدريب انتقلنا نقلة نوعية حيث كنا في السابق لا نعرف شيئا بما في ذلك نوعية واستخدام الآلات الكهربائية المستخدمة في قسم النجارة، وتمكنا من الخروج بحصيلة طيبة من المهارات، وهذا الفضل يعود للمدربين الذين كرسوا جهودهم لتزويدنا بكم هائل من المعلومات والمهارات اللازمة التي تجعلنا قادرين على الإنتاج.
وتابع حديثه بالقول: بعد استكمال عملية التدريب سوف نكون مؤهلين للانطلاق نحو سوق العمل حيث وهي فرصه عظيمة أننا بدلا أن نكون عالة على أسرنا أو على المجتمع، سنكون منتجين وقادرين على أن نفتح بيوت ونعول أسرنا، ونقوم بأعمال مشرفة تخدم المجتمع، لدينا المرحلة القادمة هي الريادة وبعدها سوف ننطلق إلى سوق العمل لكي نتعرف على المهنة بطبيعتها وأجوائها وظروفها وتعقيداتها وأهميتها في سوق العمل وهي فرصة لنتعرف من خلال سوق العمل على ما سوف نواجهه في الميدان، ونطمح أن نكون أصحاب لمسة وبصمة تميز في العمل الذي نحترف فيه هذه المهنة، ولا نكتفي بما تلقيناه من معلومات ومهارات، بحيث نكون رائدين في أعمالنا، ونكون أشخاصاً يشار إليهم بالبنان وننتج أشياء مغايرة لما ينتجه الآخرون إن شاء الله.
ديكورات أسقف
وأوضح المتدرب عبد العزيز يحيى علي عبد الرزاق – قسم ديكورات أسقف معلقة، أنه تم التدريب على كيفية الأسقف المعلقة، وكيف تثبيتها، وإظهارها بمظهر جمالي للأماكن المختلفة مثل صالات الاجتماعات والمؤتمرات، وإن شاء الله نكون مستقبلا قادرين على العمل لإنجاز الديكورات الخارجية في كل من المنازل والصالات والمكاتب.
وأضاف: تلقينا معلومات وتدريب مكثف بشكل متميز ما جعلنا اليوم قادرين على العمل في الميدان، ومستوى المدربين كان متميزا وقدموا لنا معلومات ومهارات عملية نوعية وهو ما جعلنا نستفيد أكثر، كانت مواد التدريب متوفرة بشكل جيد، وتمكنا من التطبيق العملي وإن شاء الله مستقبلا سوف نتجه إلى سوق العمل وسوف نتمكن من العمل كوننا اكتسبنا حرفاً متميزة ومن خلالها سوف نجد فرص عمل وسوف نتمكن من الحصول على ما يغطي احتياجات الأسرة ونكون مشاريع مدرة للدخل، ونتطلع إلى توفير الدعم اللازم لنتمكن من إنشاء مشاريع خاصة.
المتدرب صديق مهدي حسن الوصابي – قسم تمديدات كهربائية، تحدث قائلاً: تعلمنا الكثير عن التمديدات الكهربائية ضمن برنامج التمكين الاقتصادي (دائرة الانتر فون والدوائر الكهربائية)، أنا الآن قادر على العمل في المنازل والمحلات التجارية، ولدينا كافة المهارات اللازمة للعمل.
صيانة السيارات الحديثة
فيما أشاد المتدرب نجيب احمد الكبسي – مكنيك سيارات، بجهود هيئة الزكاة في تنفيذ هذا البرنامج؛ لافتا إلى اكتسابه معلومات مختلفة على فك المحرك والديلكو ووزن الفضة والقابض الكلاتش والفرامل، وأصبح قادرا على العمل في السوق وصيانة السيارات بمختلف أنواعها، ولا يوجد أي عائق.
وأضاف: لم يكن لدينا في السابق أي معلومات عن هذا الجانب، والحمد لله أنا الآن قادر على إدارة المشروع، وإذا لم يتوفر الدعم سوف ننطلق، ونتعامل مع جميع السيارات القديمة والحديثة بفضل التدريب المكثف الذي تلقيناه.
تمديدات كهربائية
ويشير المتدرب عرفات أحمد قايد صلاح مديرية عتمة – تمديدات كهربائية، إلى أنه استفاد الكثر وتعرف على مخاطر الكهرباء وكيفية الوقاية من المخاطر وعمليات القياس للجهد الكهربائي والمقاومة والقدرة، والتعرف على أقطار الأسلاك والعلب والمفاتيح والطبلونات وتركيب الدوائر الكهربائية، ومعرفة التمديد في المنازل ومواقع العلب والمفاتيح وكيفية تركيبها، وبعد التخرج سوف نكون قادرين على خدمة المجتمع والعمل في تمديد الكهرباء في إطار المنازل المحلات التجارية وغيرها.
صيانة الأجهزة المنزلية
المتدرب محمد الشرفي – مديرية المدينة – صيانة أجهزة كهربائية منزلية، تحدث قائلا: عندما التحقنا في البرنامج لم نكن نعرف شيئا عن الكهرباء ولا عن قطعها.. لكن بفضل المدربين استطعنا أن نتعرف الكثير من المعلومات ومارسنا العديد من المهارات أجزاء الخلاط والغسالات المختلفة، أجهزة المكواة والمكانس الكهربائية والسخانات المائية وغيرها من الأجهزة المنزلية، وسوف نكون عند مستوى المسؤولية، ونحن قادرون اليوم على صيانة الأجهزة المنزلية المختلفة، ولدينا ورش عمل في الورش، وسوف نأخذ خبرة إضافية أكثر.