أسر الشهداء تعيش فرحة العيد في ظل اهتمام حكومي وشعبي

 

مؤسسة الشهداء:
نفذنا مشاريع بثلاثة مليارات و600 مليون ريال ونعتذر عن تأخر نصف الراتب
أسر الشهداء:
نثمن اهتمام القيادة السياسية والثورية الذي يزداد يوماً بعد يوم

تعيش أسر الشهداء العظماء فرحة عيد الأضحى المبارك كغيرها من فئات المجتمع في ظل اهتمام حكومي وشعبي بقدر الممكن والذي يرضي الله سبحانه وتعالى، إزاء ما قدمه الشهداء من دماء رخيصة في سبيل الله والوطن ليعيش غيرهم في أمن وحرية وكرامة، بينما يعيش أبناؤهم وذويهم بيننا لتكون المسؤولية أمام الله على عاتق المجتمع والدولة للاهتمام بهم ورعايتهم وتقديم ولو الجزء البسيط تقديراً لما قدمه ذووهم الشهداء من عطاء وتضحيات لا يمكن تعويضها، ولكن من الممكن رد الوفاء بالوفاء، وتلمس احتياجاتهم وإشراكهم في المجتمع بالصورة التي تليق بهم، وتجعلهم واثقي الخطى على منهجية الشهداء الأبرار، والدرب التي ساروا عليها، وهذا واجب إنساني ديني مقدس.
“الثورة” التقت عدداً من أسر الشهداء واستعرضت الخدمات المقدمة لها عبر الجهة المسؤولة “مؤسسة الشهداء”:

استطلاع / أحمد السعيدي

بعد أن تاجر إعلام العدوان بقضيتهم وتأخير نصف الراتب الخاص بهم قبل عيد الأضحى المبارك، خرجت مؤسسة الشهداء ببيان اعتذار عن تأخر صرف رواتب أسر الشهداء والمفقودين المستحقة تزامنا مع عيد الأضحى، حيث يعود سبب ذلك إلى تأخر التعزيز المالي من قبل الجهة الممولة، وتعذر إكمال الإجراءات المالية مع الجهات ذات العلاقة.. وأكدت مؤسسة الشهداء أنها تعمل جاهدة على توفير كل ما يلزم للمساعدة في تخفيف معاناة أسر وأبناء الشهداء والمفقودين وتقديم الرعاية الكاملة والدعم المادي اللازم لهم، وبينت الهيئة أنه سيتم البدء في صرف الرواتب بعد إجازة عيد الأضحى المبارك، فيما دشنت قبل أيام مشاريع عيد الأضحى لجميع أسر الشهداء بإجمالي ثلاثة مليارات و٦٠٠مليون ريال وتشمل مشروع الإعاشة الربعية ومشروع الكفالة ومشروع العيدية.
اهتمام حكومي واسع
ولم يقتصر الاهتمام الحكومي على مؤسسة الشهداء فحسب، فهناك جهات حكومية أخرى وباهتمام مباشر من رئيس الوزراء د. عبدالعزيز بن حبتور الذي ثمن قبل أيام من عيد الأضحى دور مؤسسة الشهداء في رعاية أسر الشهداء وكل من يقف إلى جانبها بالدعم والمساندة، باعتبار المرحلة حاسمة في الصراع مع تحالف العدوان الذي فشل في تركيع أبناء شعبنا، حيث خاطب أسر الشهداء بأن الدولة تؤازرهم بعد أن تحملوا فقدان أغلى ما لديهم من آباء وأبناء وإخوان، وهذا الاهتمام له بُعد أخلاقي ومعنوي ومادي، وأكد أن الحكومة بالتآزر مع باقي المؤسسات تعمل على القيام بواجبها تنفيذا لتوجيهات قائد الثورة ورئيس المجلس السياسي الأعلى وهو من أرقى الأعمال التي نؤديها في حياتنا لخدمة هذه الشريحة، فهذه من أقدس الأعمال لأنها رفعت سمعة اليمن عالياً وفاخرت بنا بين الشعوب، وحققت لنا أسمى معاني الحرية، وأعطت لليمن قيمته ومدلوله العظيم.
نساء الشهداء
أمهات الشهداء وزوجاتهم كان لهن نصيب من الاهتمام الحكومي في عيد الأضحى المبارك، والدة الشهيد مصطفى -التربوية الفاضلة كانت إحدى المستفيدات من برنامج مؤسسة الشهداء والهيئة العامة للزكاة للتمكين في الخياطة ودعمها حيث قالت: «عيد الأضحى المبارك لهذا العام مميز بعد أن قدمت لي مؤسسة الشهداء قبل العيد بنصف شهر ماكينة خياطة ضمن برنامج لتمكين 200 امرأة من زوجات وأمهات الشهداء لتكون أسراً منتجة بدلاً من أسرٍ تنتظر المساعدة، وفي الحقيقة استطعت الاكتفاء بهذا المشروع لكي أتمكن من إعالة الأسرة التي كان يعولها الشهيد مصطفى الذي ترك خلفه أماً وأخوة عند قيادة سياسية وثورية تقدر تضحيات الشهداء، فشكرا لهم على ما قدموه من عيدية واضحة ومتابعة مستمرة عبر القطاع النسائي لتكون أسرة الشهيد نموذجاً في العطاء ومدرسة تقتفي أثر الشهيد وتحمل مشروعه القرآني».
الترفيه
وبالحديث عن أبسط ما يمكن تقديمه لأبناء الشهداء وخصوصاً الأطفال منهم مع حلول الأعياد والمناسبات الدينية والوطنية، حيث قالت زوجة الشهيد وليد المرتضى الذي ترك لها اثنين من الأطفال «محمد وسليم» إنها لمست الكثير من الأشياء الإيجابية التي تقدم لأبناء الشهداء ومنها على سبيل المثال تعاون المسؤولين على الحدائق العامة والمنتزهات مع أطفال الشهداء، فقد زارت حديقتي الثورة والسبعين مصطحبة معها كرت أسرة الشهيد ولمست تجاوبا كبيرا في الاهتمام بالأطفال وفتح الألعاب مجانا لهم في بادرة أسعدت الأطفال كثيراً ، كما شكرت أم محمد الجهات الحكومية التي عممت على الحدائق بالتعاون مع أبناء الشهداء، متمنية أن يشمل ذلك التعاون الحدائق الخاصة أيضاً.
تلمس احتياجاتهم
وأثناء تفقدنا لأسر الشهداء في منطقة الجراف الغربي التي قدمت مئات الشهداء، التقينا المجاهد علي الكوكباني الذي سار على خطى أبيه الشهيد زيد للدفاع عن الأرض والعرض وقد عبر عن امتنانه للخدمات المقدمة لأسر الشهداء بهذه الكلمات: «في البداية لا بد من القول إن الشهداء العظماء قدموا ما قدموه ولم ينتظروا جزاءً أو شكوراً فهم انطلقوا في سبيل الله للدفاع عن البلاد مؤكدين على التجارة مع الله، ومتوكلين عليه سبحانه وتعالى، وموقنين بأن الله لن يضيعهم ولا يضيع أولادهم أو زوجاتهم أو آباءهم وأمهاتهم الذين من المفترض أن يحملوا روحياتهم ولا ينتظرون من أحد شيئاً ويسألون الله من فضله الذي اصطفى منهم شهيداً ومع ذلك نرى أن الجانب الحكومي والمتمثل بمؤسسة الشهداء لم يقصر مع أسر الشهداء وذويهم، فقد بذلت مؤسسة الشهداء ما تستطيع تقديمه، فأتذكر قبل خمسة أعوام عندما استشهد والدي وعمري 14 عاماً كانت المؤسسة تأتي بالكسوة والعيدية وتحرص على السؤال عني وعن أمي باستمرار والآن وبعد أن بلغت 19 عاماً وصرت مجاهداً في الجبهة التي استشهد فيها أبي، ها هم يجهزون حفل زفافٍ جماعيٍاً لأبناء الشهداء وأنا من ضمنهم، وباختصار الاهتمام يلامس الاحتياجات وهذا ليس بغريب على سيدي ومولاي السيد/ عبدالملك بدرالدين الحوثي -حفظه الله- الذي أولى الشهداء مكانة كبيرة عكس ما يفعل المرتزقة مع صرعاهم».
مطالب
فرحة أسر الشهداء وذويهم في عيد الأضحى المبارك كانت مختلطة بين الرضى والمطالبة بالمزيد والاستمرارية وأشياء أخرى أكدها بعض من التقيناهم وعلى رأسها الدعم المجتمعي الذي لا بد أن يتزامن مع الدعم الحكومي لتكون هناك نتائج مبهرة ترد ولو القليل من الدَّيْن الذي يحمله الوطن وأبناؤه الأحرار لهؤلاء الشهداء العظماء الذين كانوا هم النور في زمن الظلام والساعد الذي يحمي والزناد الذي يصد الأعداء، فقد أكد البعض على أهمية أن يتحلى المجتمع بالمزيد من الوعي تجاه فلذة كبد الشهيد وأن يعتبره احد أبنائه من خلال المتابعة المستمرة والدعم والتشجيع والافتخار بما قدمه الشهيد ليكون ابن الشهيد رافعاً رأسه بما قدمته أسرته، ومن المطالبات أيضا التي لمسناها تجاه الجانب الحكومي أن يستمر الدعم طوال العام وليس في الأعياد فقط وأن لا تتأخر المساعدة المادية للشهيد وأن تشمل الخدمات الحكومية الجانب الصحي الذي يوجد فيه تقصير تجاه أبناء الشهداء وزوجاتهم وآبائهم ومن المطالبات أيضا تنمية قدرات ومواهب من تركه الشهيد ليكون يوما ما منتجاً يستطيع كسب المال ولا ينتظره.

قد يعجبك ايضا