يوم عرفة

يكتبها اليوم / حمدي دوبلة

يوافق غدا الثلاثاء يوماً عظيماً من أيام الله، يوم عرفة الذي اختصه الله بالعديد من المحاسن والفضائل وكرمه سبحانه وتعالى على سائر الأيام وجعل منه محطة إيمانية لعباده وفرصة أمامهم لمضاعفة الحسنات والتكفير عن الذنوب والمعاصي.
-بعيداً عن ضجيج الدنيا وضوضاء الأحداث والمستجدات الساخنة في مشارق الأرض ومغاربها يقف اليوم نحو مليونين وثلاثمائة ألف حاج على صعيد عرفات الطاهر حيث يباهي الله بهم ملائكته المسبِّحة بحمده كما ورد في الحديث الشريف على صاحبه وآله أفضل الصلاة وأزكى التسليم .
-إنه يوم إكمال الدين وتمام النعمة وفيه نزلت الآية الكريمة (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الْإِسْلَامَ دِينًا) ويستحب في هذا اليوم المبارك الإكثار من الطاعات والذكر والتسبيح والتهليل والتكبير والاستغفار وكل أعمال الخير والإحسان وفي مقدمتها الأعمال التي تدخل السرور على الآخرين.
-ورد في الحديث الشريف «إن خير ما قلته وقاله الأنبياء من قبلي في يوم عرفه لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير» كما روي عن النبي عليه وعلى آله أفضل الصلاة والسلام قوله» خير الدعاء دعاء يوم عرفه» وقال كذلك «(ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة) والكثير الكثير من الأحاديث المبيّنة لفضل ومكانة هذا اليوم العظيم.
-إذا كان ضيوف الرحمن وقد وفقهم الله عز وجل لشرف أداء فريضة الحج والوصول إلى الديار المقدسة وحيازة النصيب الأكبر من فضل وخيرات يوم عرفة فإن جميع المسلمين في اليمن وغيرها من بقاع الأرض ممن عجزوا عن أداء المناسك لصعوبات وعراقيل يعرفها الجميع ليسوا محرومين من هذا الخير ومن نفحات هذه المنحة الربانية وبإمكان كل من يوفقه الخالق من أبناء أمة الإسلام نيل الجزء الكبير من الخير ومشاركة الحجيج عظيم الأجر والثواب.
-نحتاج كثيرا في بلاد الحكمة والإيمان التي تكالبت عليها المحن وتآمر على شعبها المؤمن الأشقاء والأشقياء وباتت ميدانا لمؤامرات ومآرب الخارج ومطامع وأهواء الداخل، نحتاج إلى مثل هذه الأيام المباركات والمواسم الربانية للتقرب إلى الله أكثر بالطاعات وتلمس أحوال بعضنا ومحاولة مواساة الفقراء والمحتاجين قدر المستطاع والالتجاء إلى رحمته ورفع الأكف بقلوب صادقة خاشعة تسأله سبحانه وتبتهل وتتضرع إليه بثقة المؤمن التسريع بتحقيق النصر وأن يفرّج عنا ما نحن فيه من الكرب والبلاء وأن يغيّر أحوالنا إلى أحسن حال ويؤلف بين قلوب أهل اليمن ويوحد كلمتهم ويجعل بأسهم على عدوهم وأن يرد كيد الأعداء إلى نحورهم وأن يجعل تدبيرهم في تدميرهم إنه ولي ذلك والقادر عليه، فليس لها من دون الله كاشفة وهو السميع المجيب.

قد يعجبك ايضا