أولهم في إب وآخرهم في ذمار مسيرة راجلة للقوات المسلحة ورسالة للأعداء

د. علي محمد الزنم

 

في صبيحة الـ 20 من يونيو الجاري وأنا في مدينة إب عاصمة اللواء الأخضر والسياحة اليمنية وباخضرارها وطيب أهلها، استقبل الجميع سيلا عارما من أبناء قواتنا المسلحة من المنتسبين إلى المنطقة الرابعة وهم في مسيرة راجلة أولهم في إب وآخرهم في مدينة ذمار علي، حاملين أعلام الجمهورية اليمنية بيد والبندقية وأدوات الدفاع عن هذا الوطن باليد الأخرى مهللين ومكبرين بأصوات العزة والكرامة ورؤوسهم مرفوعة وهاماتهم لا تنحني إلا لبارئها، في وجوههم ملامح النصر، وفي صدورهم القرآن والهدي المحمدي، وفي أقدامهم وخطواتهم المتسارعة نحو قمم الجبال وبطون الأودية وفي السواحل والجزر اليمنية نحو الحدود والممرات المائية، استعداد تام للتضحية والفداء وقطع اليد التي تمتد إلى اليمن أرضا وإنسانا .
نعم هذا ما قرأته في وجوه رجال الرجال وهم تحت حر الشمس وتقلبات الأجواء مطرا ورياحاً وغباراً وهم كتلك الجبال التي لا تتزحزح، أي جيش أنت وفي أي مدرسة تعلمت وعلى يد من وأي عقيدة تمتلكونها وأي ظهور مشرف في صبيحة يوم مجيد من أيام الله؟ يعجز اللسان حديثا وتعبيرا عنكم أيها الأبطال، أنتم المعادلة الحقيقية التي غيرت وجه الكون بعد قوة الله وتوفيقه .
اليوم وأبناء إب يستقبلون أبناءهم وإخوانهم فرحين مستبشرين بأن هؤلاء هم من سيجلبون السلام والأمن والاستقرار ويردعون كل من تسول له نفسه الاقتراب من أسوار الوطن اليمني الكبير، فلا تراهنوا أيها الأعداء على تحالفكم ومرتزقتكم وكل قوى الأرض ما دام وهناك رجال إيمانهم بوطنهم كالجبال، فلا تتعبوا أنفسكم، وندعوكم من موقع القوة إلى السلام الشامل وأن تتصالحوا مع هذا الشعب الأبي المجاهد المقاوم الصابر المحتسب عليكم يا قوى الشر، اندحروا واذهبوا بعيدا ولا تقتربوا إلا بنوايا السلام معنا، ها نحن نحج اليوم ونعتمر كما وعدناكم ونحرم ونلبي ونهلل في شعاب مكة والمدينة ونطوف حول البيت ونسعى بين الصفاء والمروة (ونرجم الشيطان الأكبر عن قرب).
فهل هناك عزة وكرامة وإباء يحملها أحد مثل شعبنا اليمني وقيادته وجيشه وأمنه؟ لا أظن، جربتم معنا ثمان سنوات وقذفتم كل حممكم وحقدكم علينا، فنزلت بردا وسلاما على اليمن ورددنا عليكم بمثلها في الرياض وجدة وأرامكو وأبوظبي ودبي، فكل منا جرب الآخر، فدعونا هذه المرة نجرب لغة السلام والتصالح والتسامح والمحبة بين شعوبنا ونجعل المرحلة القادمة مرحلة سلام حقيقي وندخل في تفاهمات تخدم المنطقة والعالم ولا تزيدوا الطين بلة وتتذاكوا علينا بمراوغات ولغة ناعمة وأنتم تلعبون من تحت الطاولة.. دعونا من كل ذلك لأن ألعابكم باتت مكشوفة ولن نترك وطننا في منطقة ضبابية لا حرب ولا سلم بل الخيار لكم، أما نحن فإننا مددنا يد السلام وبالمقابل لنا اليد الطولى في الحرب والدفاع عن شعبنا.
وختاما تحية إجلال وإكبار للقوات المسلحة ولرجال المنطقة الرابعة على هذا العرض العسكري المبهر وللقائد المجاهد العزيز اللواء عبداللطيف المهدي وكل من معه وأهلا وسهلا بكم في محافظة الإباء والسلام والوئام.. فدرسكم اليوم بليغ للأعداء ورسالتكم تقرب للسلام وتشحذ الهمم لأي خيارات أخرى.
ولن ترى الدنيا على أرضي وصيا ..

*عضو مجلس النواب

قد يعجبك ايضا