الناشئون.. وحلم الـ 20 عاماً

د. محمد النظاري

 

 

علق اليمنيون كل آمالهم على منتخب الناشئين، الذين يخوضون نهائيات كأس آسيا بتايلاند، حيث يتمنى اليمنيون أن يكرر منتخب السعادة ما فعله منتخب الأمل، حينما تأهلوا لكأس العالم بفنلندا، قبل عشرين عاماً.
وبالرغم من الإحباط المتولد عقب الخسارة من البلد المستضيف (تايلاند) وقبلها الفوز بفارق هدف وحيد أمام لاوس، واللتين بددتا البداية القوية برباعية أمام ماليزيا.. برغم ذلك كله، ما زالت الجماهير تعلق آمالا كبيرة على ناشئينا، لتكرار الحلم الذي ينتظرونه منذ عشرين عاماً.
بعيدا عن الظلم التحكيمي الذي تعرض له منتخبنا أمام تايلاند، بإلغاء هدف صحيح لمنتحبنا، واحتساب هدف من تسلل واضح في الرمق الأخير من المباراة، بعيدا عن ذلك، فمنتخبنا لم يكن في يومه، بل إن مستواه تراجع في المباريات الثلاث، بصورة أفقدته صدارة المجموعة.
قياسا بالمجموعات الأخرى، فقد كان منتخبنا محظوظا، بمجموعة سهلة، وإلا فإنه كان سيعاني كثيرا لو جاء في مجموعة أخرى، ولهذا فإن عليه ظهر الغد، اللعب بطريقة مغايرة تماما، خاصة وأنه سيلاقي منتخبا قويا كإيران.
نظرا لأن المنتخب الإيراني أفضل من منتخبنا، ومستواه في نسق مرتفع، ويلعب كرة سريعة وجماعية، ويعتمد على طول قامة لاعبيه، واندفاعهم نحو المنافس، معتمدين على القوة الجسمانية، وكل ذلك يصعب المهمة أمام لاعبينا، ولكنها ليست مستحيلة.
من المهم جدا عدم تلقي هدف مبكر، والابتعاد عن المغامرة في منطقة جزاءنا، خوفا من أي ركلة جزاء قد تحتسب، ويكون انعكاسها سلبيا على ناشئينا.
الإفراط في اللعب الفردي، لن يجدي نفعا أمام منتخب كإيران، يلعب كرة جماعية، كما أن الالتحامات الفردية ستكون لصالح الإيرانيين، لاعتمادهم على القوة البدنية .
الحذر من الكرات العالية الساقطة في منطقة جزاءنا، كون طول القامة يساعد المهاجمين الإيرانيين على استغلالها، وتشكيل خطورة مستمرة على مرمانا.
على المدرب البعداني، إبعاد اللاعبين عن الضغط النفسي، خاصة فيما يتعلق بالذهاب لكأس العالم، كون هذه المباراة هي التي تحدد ذلك، ولهذا فإن المهمة لن تكون سهلة على البعداني نفسيا وتكتيكيا.
على وسائل الإعلام تقبل أي نتيجة، فكرة القدم قابلة لأي نتيجة، والتعامل بتوازن مع النتيجة، فاللاعبون الصغار في حال القسوة عليهم قد يتركوا لعب الكرة، ولهذا دائما نحذر من الإطراء الزايد لهم، والذي يجعلهم ينصدمون نفسيا مع أي نقد حاد.
منتخب الناشئين توفرت له كل مقومات الإعداد الجيد، والمباريات المحلية والعربية والدولية، والمعسكرات الداخلية والخارجية، ولهذا فإن تحميل الاتحاد مسؤولية أي إخفاق يحدث لا قدر الله، ليس منطقيا، خاصة إذا الفضل في حال التأهل سينسب فقط للمدرب ولاعبيه .
الحماس المعهود عن اليمنيين، خاصة في هذه المرحلة السنية، هو ما نعول عليه للفوز، وبالتالي تحقيق الحلم الذي طال انتظاره، في التأهل مجددا نحو كأس العالم… كل التوفيق للاعبينا وجهازهم الفني .

قد يعجبك ايضا