خرجت أنا وابني الصغير علي لنبحث له عن أحد الأندية كي يتمكن من ممارسة هوايته وهي لعبة تنس الميدان أو «كرة المضرب» حسب تعبيره، وعبثا حاولنا فقد بحثنا معا في كل الأندية الرياضية القريبة والبعيدة لكننا لم نجد ما نريد.
وخلال بحثنا كنا نمر في الشوارع ونشاهد تجمعات هنا وهناك لأطفال يلعبون كرة القدم وسط الطرقات، كيف يتعذب أبناؤنا الصغار وشبابنا في البحث عن ملاعب وأماكن يمارسون فيها هواياتهم الرياضية وكيف انهم يحاولون ابتكار تلك الأماكن ولو اقتطعوا جزءاً منها من طرقات مرور السيارات التي غالباً ما تقطع عليهم هوايتهم وهم في ذروتها ليسمحوا لها بالمرور ومن ثم يعاودون اللعب وهكذا يعيشون التعب والعذاب من الصغر، وحتى عندما يكبرون لا يجدون الملاعب المناسبة كباقي خلق الله.
ابني الصغير علي كان لا ينفك يسألني لماذا لا يوجد ملاعب لكرة المضرب في الأندية؟ وهل عندنا رياضيون يمارسون هذه اللعبة؟ وأين توجد ملاعب كرة المضرب؟ ولماذا لا يوجد ملاعب في كل مكان مثل الدول الأخرى مثلما نشاهد في التلفزيون؟ ولماذا لا يتم إنشاء ملاعب لكافة الألعاب الرياضية في كل مكان؟ وأسئلة كثيرة تدل على حسرة والم من هذا الطفل الصغير الذي تعلق بهذه اللعبة وهو لا يدري أنه في بلاد اليمن التي تغيب عنها الرؤية في كل شيء.
طبعا قلت له: يا صغيري الرياضي أنا كذلك يعتصرني الم شديد عليك وعلى براعمنا الذين لا يجدون أدنى حقوقهم ومنها مساحات كافية ليمارسوا هواياتهم الرياضية بسبب ضيق الأفق لدى مسئولينا الذين لا يعلمون أن هذه المساحات يمكن أن يتخرج منها الكثير والكثير من المبدعين في مختلف الرياضات حيث أن معظم دول العالم تهتم اهتماماً كبيراً بإيجاد ملاعب وساحات في المناطق والأحياء والحدائق بل وتنظم بطولات رياضية لمختلف الألعاب تقدم خلالها الجوائز التشجيعية فهذه الملاعب أنجبت نجوماً معروفين في مختلف الألعاب الرياضية، كما أنها تكون مقصداً لمن نسميهم نحن في عالم الرياضة بالكشافين الذين يتجولون بين هذه الملاعب وأعينهم مفتوحة تترقب أي موهبة لتلتقطها وتستقطبها.
رد ابني الصغير علي أنا أشاهد في التلفزيون الجميع يلعبون في الأندية الرياضية وفي ملاعب الشوارع والحارات لكن عندنا غير موجودة .. قلت له يا صغيري الرياضة كارثة في بلادنا.. هل تصدق أنني خلال زياراتي السابقة للكثير من دول العالم ملاعب تمتلئ بها الأحياء والمناطق والحدائق يمارس فيها الشباب وحتى الكبار هواياتهم وتعمل المجالس المحلية والبلدية في تلك الدول على حجز مساحات وتسويرها وإقامة ملاعب صغيرة عليها.
في ختام هذا الموضوع أصر ابني الصغير اصراراً عجيباً على توجيه رسالة لوزارة الشباب والرياضة والاتحادات والأندية الرياضية وأيضا المجالس المحلية ليقوموا بواجبهم تجاه الشباب والرياضيين والمبدعين أولاً من خلال إقامة ملاعب رياضية لمختلف الألعاب ومنها رياضته المفضلة كرة المضرب ،وحجز مساحات في الحدائق لهذا الغرض، حتى يتمكن شبابنا وأبناؤنا الصغار من ممارسة هواياتهم كبقية أطفال وشباب العالم وينطلقون من هذه الملاعب إلى التألق والإبداع والعالمية، وكذا إعادة تأهيل الملاعب الموجودة التي أهملت وتحولت إلى مراع للأغنام وبناء ملاعب جديدة واستغلال أموال صندوق رعاية النشء والشباب في دعم الشباب والرياضة في اليمن كما أصر توجيه رسالة خاصة لاتحاد تنس الميدان أو كرة المضرب بضرورة الاهتمام بنشر وتوسيع قاعدة اللعبة والانطلاقة من إقامة ملاعب لها في مختلف المناطق وعدم الاكتفاء بملعب واحد أو اثنين وفي أماكن بعيدة يصعب على الشباب والرياضيين أن يمارسوا هوايتهم، وأن يتم تشجيع الأندية على إدخال هذه اللعبة في برامجها وأنشطتها.