سياسة القتل بالتجويع والإرهاب الأمريكي خلال 3000 يوم من الحصار الاقتصادي الشامل
أكثر من 169 ألف حالة من ذوي الأمراض المزمنة يعيشون معاناة إنسانية كبيرة في ظل استمرار الحصار
على مدى ثلاثة آلاف يوم من العدوان والحصار الاقتصادي الشامل الذي فُرض على اليمن في مارس 2015م، تعرّض اليمنيون لأبشع وأقذر أساليب الحرب الاقتصادية من خلال الحصار البري والجوي والبحري وبما يخالف الأعراف والقوانين الدولية والإنسانية وبشهادة تقارير الأمم المتحدة والمنظمات الدولية نفسها التي تؤكد أن اليمن يعيش أخطر أزمة إنسانية في التاريخ وأن ملايين اليمنيين من الأطفال والنساء والمدنيين يعانون من نقص الغذاء والدواء بسبب فرض قوى العدوان مزيد من القيود التجارية على الواردات الغذائية والإغاثية ‹ بينما آلاف الأمراض يموتون بسبب عدم القدرة على السفر للعلاج في الخارج ناهيك عن قطع المرتبات عن اكثر من مليون و200 ألف موظف ما زالت قوى العدوان تراوغ وتماطل في دفعها من ثروات اليمن المنهوبة والمهدورة من قبل قوى العدوان والاحتلال ومرتزقتهم وهو الأمر الذي ضاعف المعاناة الإنسانية للشعب اليمني ..
الثورة / أحمد المالكي
وتؤكد التقارير الأممية أن هناك أكثر من 169 ألف حالة لذوي الأمراض المزمنة يعيشون معاناة إنسانية كبيرة في ظل استمرار الحصار الذي تسبب في نقص وشحة أدويتهم المنقذة للحياة، نتيجة حظر دخول الأدوية وإغلاق المنافذ البرية والبحرية وعدم السماح بدخولها عبر المطار.
تخفيض
وأصدرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أكثر من مرة تحذيرات من أن ملايين الأطفال اليمنيين يواجهون خطر المجاعة.
وتقول الأمم المتحدة أنه خلال 3 آلاف يوم من العدوان والحصار الغاشم تم تخفيض الحصص الغذائية لأكثر من ثمانية ملايين شخص في شمال اليمن إلى النصف، واضطرت الوكالات الإنسانية إلى وقف خدمات الصحة الإنجابية في 140 مرفقا، وتم قطع الخدمات الصحية أو تقليصها في 275 مركزا صحيا متخصصا آخر لعلاج المصابين بالكوليرا والأمراض المعدية الأخرى ناهيك عن أن آلاف الأشخاص الذين يعانون أمراضا مزمنة وخطيرة يموتون أو ماتوا بسبب عدم القدرة على السفر لتلقي العلاج في الخارج نتيجة استمرار الحضر على المطارات اليمنية.
خطر المجاعة
وحذّر مسؤول الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارك لوكوك، من أن نصف سكان اليمن (حوالي 14 مليون نسمة) يواجهون خطر المجاعة الذي أصبح وشيكا جدا.
كما حذّرت الأمم المتحدة مجددا من الوضع الإنساني في اليمن، حيث أعلنت منظمة اليونسيف أنه يموت طفل يمني واحد كل 10 دقائق بسبب الحرب والحصار وقالت إن ملايين الأطفال يواجهون مخاطر متزايدة بسبب سوء التغذية.
بينما دعت منظمات إغاثية إلى ضرورة تزايد الضغوط على دول تحالف العدوان من اجل إنهاء الحرب ورفع الحصار وقالت «إن أكثر من نصف مليون يمني قتلوا بشكل مباشر أو غير مباشر منذ بدء العدوان».
تداعيات
ووفقا لمهتمين بالشأن اليمني فإن تداعيات العدوان والحصار على اليمن لازالت مستمرة طيلة ثلاثة آلاف يوم من الحرب والحصار المفروضة على الشعب اليمني منذ يوم السادس والعشرين من مارس عام 2015م، وأن العديد من المنظمات الدولية والإغاثية أصدرت تقارير تحذر من انعكاسات الحصار الاقتصادي المتوازي مع الحرب العسكرية وقالت «إن البلاد أصبحت تواجه أسوء أزمة إنسانية على الإطلاق في التاريخ الحديث».
تحذيرات
إلى ذلك أصدرت عدد من المنظمات الإنسانية تحذيرات مشابهة حول الوضع الذي يعيشه اليمن وقالت المنظمات أن القيود التي فرضتها دول التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات واستمرار هذه القيود للعام التاسع على التوالي أدى إلى انعكاسات إنسانية خطيرة جدا وأن أغلب سكان اليمن باتو يعيشون أوضاعا إنسانية حادة ناهيك عن توقف صرف المرتبات لأكثر من مليون و 200 الف موظف في مؤسسات الدولة لأكثر من خمسة أعوام جراء نقل مهام البنك المركزي اليمني إلي عدن عام 2016م ‹ وما زلت قوى العدوان ومرتزقتهم يماطلون في دفعها من ثروات اليمن النفطية والغازية التي يسرقونها ويحولون إيراداتها إلى البنك الأهلي السعودي ‹ وإلى جيوب المرتزقة الذين كانوا مطية لمشاريع أمريكا الإجرامية دون أن يستفيد منها اليمنيون.
قيود
وأوضحت أن القيود الاقتصادية المفروضة أدت إلى منع وتأخير واردات الغذاء والدواء والوقود من دخول اليمن منذ ثمان سنوات ما يمثل جريمة حرب تسببت في أسوأ أزمة إنسانية في العالم وان التقارير تشير إلى مقتل ما يقارب من نصف مليون مدني بشكل مباشر أو غير مباشر معظمهم من النساء والأطفال.
خسائر
ووفقا لتقارير اقتصادية فقد بلغت الخسائر أكثر من خمسة مليار دولار كحد أقل جراء الاستهداف الممنهج للبنية التحتية لليمن منذ أكثر من ثمان سنوات من العدوان والحصار الشامل.
مفارقة عجيبة
وفي مفارقة عجيبة وغريبة يصمت المجتمع الدولي بشكل معيب إزاء استمرار قرصنة التحالف على سفن الوقود والغذاء والدواء، وما نتج عنها من أزمة خانقة أدت إلى شلل تام في عدد من المستشفيات، وانقطاع خدمات الماء والكهرباء، وتوقف حركة نقل البضائع وارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية، وانعدام الأدوية الخاصة بالحالات المرضية المزمنة والحرجة.
فيما تؤكد تقاريرها أنّ استمرار الحصار المفروض على اليمن يشكّل تهديدًا خطيرًا لأرواح ملايين اليمنيين، خاصة ملايين الأشخاص الذين يواجهون المجاعة، ويشكّل تهديدًا إضافيًا لأرواح آلاف المرضى.
منهجية أمريكية
ومما لا شك فيه، فإن سياسة التجويع والحصار الأمريكي على اليمن هي منهجية أمريكية في حربها وحصارها علي اليمن ولن تجلب سوى المزيد من الكارثة الإنسانية والفقر للشعب اليمني ولا تعبّر إلا عن الانحطاط الأخلاقي والسياسي الذي وصلت إليه أمريكا وأدواتها التي فشلت عسكريًا فاتجهت نحو سياسة التجويع والحصار وباستراتيجية إجرامية تنتهك كل الأعراف والقوانين الإنسانية».
جريمة حرب
واعتبر المجلس الأعلى لتنسيق الشؤون الإنسانية في اليمن أن «القيود غير المبررة على تدفق السلع والأدوية والوقود إلى اليمن وإعاقة دخولها إلى ميناء الحديدة رغم تصريحها من الأمم المتحدة يعتبر جريمة حرب مكتملة الأركان ضد شعب يعاني من عدوان ظالم وحصار جائر منذ أكثر من ثمانية أعوام».
كما حمّل المجلس «تحالف العدوان المسؤولية الكاملة لتردي الوضع الإنساني في اليمن والذي يهدد أرواح ملايين اليمنيين جراء تشديد الحصار وانعدام المشتقات النفطية وتداعياته الكارثية على القطاعات الصحية والخدمية»، داعياً «كل المنظمات العاملة في اليمن، القيام بمسؤولياتها وإدانة الحصار والعمل على إيقاف الحصار وإنقاذ أرواح ملايين اليمنيين».