الثورة نت/ وكالات
ما تزال الولايات المتحدة الأمريكية بين الفينة والأخرى تصدر التوجيهات والأوامر لحليفها النظام السعودي بضرورة تطبيع علاقاته مع كيان العدو الصهيوني في خطوة تنم عن تأييد راسخ للكيان الغاصب للأراضي الفلسطينية المحتلة بعيداً عن مصلحة الطرف الآخر.
ويرى كيان العدو الصهيوني أن الضمان الأهم لاستمرار وجوده على أراضي فلسطين المحتلة هو أن يكون مقبولا في المنطقة كجزء لا يتجزأ منها وأن يتم التعامل معه كدولة لها الحق في الوجود والعيش بسلام وفي علاقات اعتيادية مع الآخرين كأي دولة أخرى في المنطقة.
ويعمد كيان العدو الصهيوني منذ احتلاله للأراضي الفلسطينية إلى البحث عن وسائل انفراج مع دول المنطقة وإقامة علاقات غير عدائية بل واعتيادية معها.
وفي هذا الإطار، اعتبر وزير خارجية الولايات المتحدة أنتوني بلينكن الأسبوع الماضي في خطاب أمام منظمة “أيباك” المؤيدة لكيان العدو الصهيوني أن تطبيع العلاقات بين النظام السعودي والكيان يندرج ضمن المصالح الأمنية للولايات المتحدة.. على حد قوله.
وجدد بلينكن في خطابه أمام المنظمة في واشنطن دعم الولايات المتحدة “الراسخ” للحليف الصهيوني الذي تقدم إليه واشنطن سنويا مساعدات بمليارات الدولارات.. قائلاً: “لدى الولايات المتحدة مصلحة فعلية على صعيد الأمن القومي في إرساء تطبيع بين الكيان والسعودية”.
وأضاف: “نستطيع وعلينا أن نؤدي دورا كاملا للمضي قدما في هذه المسألة”، لكنه تدارك أنه “ليس لديه أي أوهام لجهة إمكان القيام بذلك سريعا أو بشكل سهل”.
وفي خطابه الإثنين، جدد بلينكن دعم الولايات المتحدة “الراسخ” للحليف الصهيوني الذي تقدم إليه واشنطن سنويا مساعدات بمليارات الدولارات.
كما قال بلينكن “العنف يجب أن يتوقف”.. مشدداً من جهة أخرى على أن جهود تطبيع العلاقات بين دول عربية وكيان العدو الصهيوني “يجب ألا تكون بديلا لتحقيق تقدم بين الصهاينة والفلسطينيين ويجب ألا تبذل على حساب ذلك”.
وطبعت دول عربية عدة بينها الإمارات والبحرين علاقاتها مع كيان العدو الصهيوني في إطار الاتفاقات الإبراهيمية، بدفع من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.. وقد حذا حذوها المغرب.. وتواصل إدارة بايدن بذل جهود في هذا الاتجاه منذ سنتين.
التطبيع خيانة للأمة:
يعيش كيان العدو الصهيوني حالة من العزلة السياسية والدبلوماسية في المنطقة العربية والعالم عموما.
وينظر له العالم بالكيان المغتصب للأراضي الفلسطينية، ويمارس عليها إرهاب فاضح ضد أبناء الشعب الفلسطيني، في انتهاك القيم الإنسانية، ولا يقيم وزنا لها ضد شعب أعزل، تنكر وتخلى عنه العرب من المساندة والدعم، والوقوف إلى نصرة قضاياه واستحقاقاته التاريخية لأراضيه ما قبل 1967.
وتركزت جهود كيان العدو الصهيوني منذ احتلاله للأراضي الفلسطينية عام 1948م على الشعوب العربية والحكام معا في حين رأى الكيان أن قبوله كدولة في المنطقة من قبل القادة والحكام والزعماء العرب لا يكفي كضمان لاستمرارها بسبب عدم استقرار الحكم في الوطن العربي، فالقبول من قبل هؤلاء يتهاوى مع تهاوى زعاماتهم وحكوماتهم، ومن السهل أن يقلب القبول إلى رفض إن لم تكن الشعوب قد سارت في ركب القبول.
لكن القادة والحكام والزعماء وصلوا إلى تلك النقطة منذ زمن ولم يكونوا قادرين على البوح بها وتبنيها علنا وهي نقطة التطبيع مع كيان العدو الصهيوني أو قبولها وأيد هؤلاء القادة التطبيع والاعتراف بالكيان الصهيوني ومنهم قادة دول خليجية وغيرها.
ويرى مراقبون أن تطبيع العرب مع كيان العدو الصهيوني قضية مخزية، وخيانة كبرى للشعب الفلسطيني وللأمة العربية والإسلامية.
ويؤكدون أن الشعوب العربية والإسلامية ترفض التطبيع مع العدو الصهيوني بكافة صوره، وهو ما يعزز فكرة أن الأنظمة التي انخرطت في مسار “اتفاقيات أبراهام” التطبيعية أنظمة معزولة شعبياً، ولا تحظى خطواتها تجاه العدو بالحد الأدنى من الشرعية الشعبية، وأنه لو توافرت بيئة ديمقراطية في أنظمتها السياسية، لما أقدمت تلك الأنظمة على إبرام اتفاقيات التطبيع.
وهنا يتساءل المراقبون عن مدى استجابة النظام السعودي للفاعل الأمريكي والحليف الاستراتيجي لكيان العدو الصهيوني الغاصب للأراضي الفلسطينية المحتلة للانخراط في مسلسل الخيانة والتطبيع.