"الثورة " زارت مركز الحشحوش الصيفي والتقت القائمين عليه
النشاط الصيفي يتواصل بوتيرة عالية وأنشطة متعددة
يتواصل في العاصمة صنعاء وغيرها من المحافظات النشاط الصيفي تحت شعار “علم وجهاد” للعام 2023، الذي يهدف إلى بناء جيل واع يحمل ثقافة القرآن الكريم ومحصناً من المفاهيم الدينية والثقافية المغلوطة والأفكار الهدامة حيث تقام في هذه المراكز العديد من الأنشطة الصيفية المختلفة، من هذه المراكز مركز الحشحوش الصيفي بمدرسة السمح بن مالك في منطقة الجراف الغربي مديرية الثورة والذي تأسس قبل ما يقارب العشرين عاماً وتخرج منه العديد ممن يدير العملية التعليمية حالياً بما فيها مراكز صيفية مختلفة.
“الثورة” زارت المركز، والتقت القائمين عليه بالإضافة إلى عدد من الطلاب وأولياء الأمور، كما تعرفَت على الأنشطة المقامة وكل ما يخص المركز وخرجت بالحصيلة التالية…استطلاع وتصوير / احمد السعيدي
في البداية قمنا بجولة برفقة مدير المركز الأستاذ منير العمري للاطلاع على سير العملية التعليمية والتعرف على الخدمات التي يقدمها مركز الحشحوش الصيفي، حيث زرنا بعض الفصول الدراسية المكتظة بالطلاب بأعمار مختلفة، ثم شاهدنا حائط الصور للأنشطة المقامة في المركز للسنوات الخمس الأخيرة ،وأثناء مرورنا المتزامن مع خروج الطلاب في فترة الراحة استوقفنا مشهد توزيع وجبة الإفطار اليومية لجميع الطلاب بعد ذلك زرنا معرض الإبداعات واختراعات الطلاب التي كانت رائعة ومتنوعة وتحاكي الصمود والبأس اليمني الكبير عبر مجسمات كرتونية للصواريخ اليمنية والطائرات المسيرة والمعارك الملتهبة مع العدوان السعودي، وأخيراً أطلعنا مدير المركز على المسابقة الثقافية اليومية والتي تتمثل بسؤال ثقافي يتم تعليقه ثم تجمع الإجابات وبالقرعة يفوز طالبان بجوائز عينية.
مركز نموذجي
زيارتنا للمركز تزامنت مع زيارة تفقدية للأستاذ محمد المأخذي-المشرف التربوي بمديرية الثورية وعضو اللجنة الفرعية للمراكز الصيفية والذي تحدث لـ”الثورة” عن أهمية المراكز الصيفية ونسبة الانضباط في مركز الحشحوش الصيفي:
« تكمن أهمية المراكز الصيفية في الارتقاء بأبنائنا الطلاب وتعويض ما فقدوه من قصور خلال العام الدراسي وهي حصاد لأبنائنا الطلاب من ضياع الأوقات والاتجاه إلى الشوارع والأماكن العامة ومقاهي الأنترنت ،كذلك هي ترسيخ للقيم والأخلاق كما هي ارتباط بالله سبحانه وتعالى وحفظاً لكتاب الله وسنة رسول الله الصحيحة المتطابقة مع كتاب الله تعالى، كما رأينا للمراكز الصيفية أثرا كبيراً وقبولاً واسعاً من أولياء الأمور، حيث دفعوا بأبنائهم لاستغلال الفترة الصيفية الطويلة، فهي في حدود ثلاثة اشهر، لثقتهم في المشروع القرآني الذي يقوده أعلام الهدى الذين كان فيهم جدية وإن كانت هناك معوقات تتلاشى مع مرور الأعوام وتتحقق الأهداف الواقعية وفق الرؤيا المرسومة …نحن اليوم في زيارة في مركز عبد الله بن عباس بالحشحوش في مدرسة السمح بن مالك وتعد هذه المدرسة من المدارس المعروفة ولها سمعة طيبة في السنوات الطويلة السابقة واليوم لاحظنا أثناء حضورنا في فترة الراحة أن هناك إعداداً كبيرة وكادر يستشعر المسؤولية وسعة في الفصول وتعدداً في الأنشطة التي ابرزها المعرض الإبداعي الذي أقيم ويعتبر من مخرجات المركز.
مركز تاريخي
مدير المركز الصيفي، الأخ منير مصلح العمري، كان له أيضاً حديث عن مركز الحشحوش الصيفي منذ التأسيس وحتى هذا العام كونه أحد المتخرجين منه قبل سنوات طويلة حيث قال:
« تكمن أهمية المراكز الصيفية في غرس الهوية الايمانية لأن الأعداء متجهين لضرب هويتنا الايمانية في نفوس أطفالنا وشبابنا عبر الأنترنت والحلقات الماجنة وغيرها ولذلك وانطلاقاً من توجيهات قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي انخرطنا للعمل في المراكز الصيفية للمحافظة على العقائد والثقافات الصحيحة المنبثقة من الثقافة القرآنية وسيرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الصحيحة لأنها تعرضت لثقافات مغلوطة أنتجت إساءات للرسول في الدول الأوروبية مثل الدنمارك والسويد وغيرها، اما بالنسبة لمناهج المراكز الصيفية والمواد التي يتم تدريسها فهي لا تخفى على أحد، بل منهج يوزع للطلاب ويعودوا به للبيوت بعكس ما يروج له العدوان من أشياء أخرى ولعل هذا أكبر محفز لنا للاستمرار في المراكز الصيفية حيث ان صراخهم وعويلهم واستهداف إعلامهم لهذه المراكز يدل على أننا في الاتجاه الصحيح، كونهم ينفذون تلك الحملات نيابة عن أسيادهم الأمريكان والصهاينة الذين يتخوفون من إقامة هذه المراكز ولو يعلم الأعداء مدى اخلاصنا نتيجة صراخهم لما صرخوا، وبالحديث عن هذا المركز الحشحوش الصيفي فقد تأسس منذ زمن بعيد من أكثر من عشرين عاماً، حيث شارك في تأسيسه في مسجد الحشحوش الشهيد القائد حسين الحوثي سلام الله عليه والدكتور طه المتوكل، حيث كان هناك دورات مغلقة وأخرى مفتوحة وكنت أنا أحد طلبة المراكز المفتوحة وتخرجت على يد الدكتور أمين حجر وقاسم الحمران نائب وزير الإدارة المحلية وماجد المطري وشهداء استشهدوا في الحرب الأولى سبق وأن درسوا هنا أمثال على موسى القيسي وأخيه حسن ولي الشرف أن اتولى إدارة المركز للعام الرابع توالياً، حيث شهد المركز هذا العام فهو كبير، لكنه اقل من السنوات السابقة والسبب فتح مراكز مغلقة كثيرة الطلاب انتشروا وتوزعوا فيها وهذا شيء مبشر، حيث عدد الطلاب في المركز هذا العام 500 إلى 550 طالب وافتتحنا التسجيل في المركز منذ التاسع من شوال وتنتهي في 30 ذي القعدة، حيث نزل الإعلان في 20 رمضان ولا زال التسجيل مستمر حتى يومنا هذا للطلاب الذين انتهوا من اختبارات الأساسية والثانوية ورسالتي لأولياء الأمور أن لا يقلقوا ولا ينجرّوا وراء شائعات العدوان وأنه يطلعوا على الكتاب المخصص والذي فيه فقط القرآن الكريم مع التجويد وأيضاً سيرة النبي صلوات ربي عليه وكذلك الأخلاق الفاضلة ومنهل السعادة وبعض سير الإمام علي والصحابة واهل البيت، كما رسالتي لهم أن باب الزيارة مفتوح ليتابعونا، حيث تشكل لنا الزيارات معنويات مرتفعة تعيننا على مواصلة الإبداع»
الكادر التدريسي
أما فيما يخص الكادر التدريسي لمركز الحشحوش الصيفي، فقد أكد الأخ حيدر البغدادي –نائب مدير المركز والمسؤول الإعلامي أن عدد الكادر يصل إلى خمسين أستاذاً منهم من يقوم بالتدريس ومنهم يتولون جوانب إدارية، وجميعهم جاؤوا متطوعين في المركز استجابة لدعوة السيد القائد عبد الملك الحوثي الذي دعا للتوجه للمراكز الصيفية والمشاركة في إنجاحها، كما اعتبر البغدادي المراكز الصيفية البوابة الرئيسية للتعليم الصحيح الذي من خلاله يتمكن الطالب أولاً توسيع مداركه وثانياً كسر حاجز الخوف عند الطلاب الصغار لحفظ كتاب الله ومعرفة سيرة النبي الكريم وكذلك تنمية مهاراته في الجوانب الإبداعية التي تفتقر اليها المدارس الحكومية والخاصة، وأوضح البغدادي أن أغلب الكادر جديد هذا العام، حيث أن بعض المدرسين في العام الماضي أصبحوا مدراء مراكز أخرى وآخرين انتقلوا في مراكز مجاورة.
طلاب وأولياء أمور
صوت الطلاب وأولياء أمورهم كان حاضراً في هذا الاستطلاع، حيث سألنا الطالبين خالد محمد الهاشمي وهاشم إسماعيل المؤيد عن سبب التحاقهم في المركز الصيفي وما هي الاستفادة التي تحقق حتى الآن فأجاب الأول:
« سجّلت في المركز الصيفي، استجابة لقول الله تعالى « وقل رب زدني علما» وقول رسول الله صلى الله عليه وآله: «طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة» واستجابة لدعوة السيد القائد عبد الملك الحوثي، واستفدت كثيراً على كل المستويات منها الفقه ودروس أوقات الصلاة وكيفية الوضوء وأيضا التفسير للسور الصغيرة وادعو أخواني الأطفال الذي هم في الشارع ولم يلتحقوا بالمراكز الصيفية أن يستغلوا هذه الفرصة العظيمة التي لا تفوت ولا تقدر بثمن»
وأضاف الطالب الآخر: «سجلت في المركز الصيفي من أجل تعلم القرآن الكريم وعلومه حتى نكبر ونكون اقويا نستطيع مواجهة أعداء الله مع السيد عبد الملك الحوثي لنرضي الله سبحانه وتعالى ورسوله وندافع عن الإسلام والمسلمين في فلسطين وغيرها».
ومن جانبه التقينا الحاج إبراهيم ذياب-أحد أولياء الأمور والذي حضر لمتابعة ابنه حيث عبّر لـ”الثورة” عن سعادته بدخول أحفاده في المركز الصيفي، متمنياً أن يكون لها وقتاً أطول خلال العام الدراسي، كون هذا العلم هو العلم النافع الذي يفوز به المرء بخير ثواب الدنيا والآخرة.
الأنشطة المتعددة
وعن الأنشطة التي تُقام في مركز الحشحوش الصيفي، قال الأستاذ إبراهيم شرف الدين –مسؤول الأنشطة:
« للأنشطة الصيفية أهمية كبيرة – كما قال السيد عبد الملك الحوثي، باعتبار أنها مواكبة للعملية التعليمية وتجعل استيعاب الطالب أكبر وتكسر حاجز الملل، حيث نقيم في مركز الحشحوش الصيفي أنشطة منها ثقافية لرفد الجانب التعليمي ومنها أنشطة رياضية وترفيهية مثل الزيارات التي تنقسم إلى علمية وتاريخية، الزيارات العلمية مثل المعاهد والجامعات والمصانع ليستفيد الطلاب في الجانب العلمي والزيارات التاريخية فكانت إلى المتحف والجامع الكبير واطلع الطلاب على تاريخهم وحضارتهم العريقة، فمن لا ماضي له لا حاضر له، ونقيم أنشطة رياضية تنمّي مهارات الطالب في مجال كرة القدم والكرة الطائرة وهناك مسابقات رياضية متنوعة للبراعم، كما أقمنا أنشطة زراعية وتعليمهم كيف يتم زراعة المشاتل والبذور بشكل عام، وأيضا لدينا النشاط الإعلامي لتعليمهم كيف يكونوا مراسلين ومقدمي برامج، ولدينا أنشطة مهمة في جانب المواهب، حيث نحدد لهم يوم معين للخطابة والإلقاء ويوم للمنشدين ويوماً للرسم ثم نختار الأفضل من بينهم ويتم تكريمه على مستوى المدرسة»
ختام ممتع
وقبل مغادرتنا المكان تم دعوتنا من الطلاب للاستمتاع بالمباراة النهائية والتكريم لدوري كرة القدم الأول والتي أقيمت بعد عدة مباريات من بداية المركز حيث تم إقامة نشاط رياضي لكل فصل ثم اختيار الأفضل ليمثلوا الفصل في الدوري العام ووصل للمباراة النهائية المستويات العالية الأساسي والمتوسط، حيث التقى فريق أول عالي بفريق ثاني متوسط وانتهت بفوز أول عالي بثلاثة أهداف لهدفين وتم التكريم بكأس البطولة والميداليات وبالفعل استمتعنا بالمواهب الجميلة المشاركة في هذه المباراة والتي تعكس اهتمام قيادة المركز بدعم المواهب وتفعيل الأنشطة.