اللواء/ خالد أبو بكر باراس لـ”الثورة “: الوحدة مكسب تاريخي لكل اليمنيين وما اختل في مسارها يجب إصلاحه وليس هدمه
أكد سعادة اللواء/ خالد أبو بكر باراس- رئيس مكون الحراك الجنوبي المشارك في مؤتمر الحوار الوطني الموقع على اتفاق السلم والشراكة، أن التحركات الأخيرة لما يسمى المجلس الانتقالي في مناطق الاحتلال وبالذات في المكلا تنفيذا لتوجيهات الإمارات، إعلان صريح عن بدء نهاية الانتقالي كظاهرة شغلت الناس ببيع الوهم خارج مصالح اليمن ووحدته واستقلاله، وأحرجت تحالف العدوان وبالأخص الإمارات التي اكتشفت حقيقة زيف سيطرة الانتقالي على كل المحافظات الجنوبية.
وتطرق اللواء باراس في حديثٍ صحفي أجرته “الثورة” معه لمجمل القضايا والملفات المتصلة بالوحدة اليمنية والمؤامرات التي تحاك ضدها، وأهداف التحالف العلنية والضمنية من حربه على اليمن، ومجريات الأحداث الأخيرة في حضرموت، والتحركات البريطانية والأمريكية في الجنوب، ومستقبل حماية الثروات الوطنية على ضوء حديث قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وغيرها من القضايا. إلى تفاصيل الحوار :الثورة / محمد إبراهيم
بداية سعادة اللواء واليمن تعيش أجواء الذكرى الثالثة والثلاثين للوحدة اليمنية المباركة، تتداخل القضايا والمشكلات المركبة في الساحة الوطنية، داخليا وخارجياً، فبعد ثمان سنوات كيف تقرأون مشهد الحرب والحصار على اليمن؟
الحديث عن مشهد القضايا والمشكلات المركبة في الساحة اليمنية، وعن مشهد الحرب العدوانية والحصار الظالم على اليمن، قد يطول ويتشعب فكل قضية لها وضعها في الساحة، ولها أبعادها محليا وإقليمياً ودولياً، لكنني سأختصر حديثي حول المشهد السياسي في المحافظات الجنوبية المحتلة، فكما أفهم أنا شخصياً وكما يفهم الأخوة في قيادة مكون الحراك الجنوبي المشارك في الحوار الوطني الموقع على اتفاقية السلم والشراكة، أن الحقيقة الماثلة التي لا جدال فيها، تتمثل في: “أنه محتل يغزو أرضاً إلا لمصلحةٍ يريدها هو، وعبر تجارب التاريخ لم يأت الغزاة لهذه البلاد أو أي بلد من أجل مصالح وخدمة أهلها” هذه حقيقة محسومة وواضحة.
وبتفصيلٍ أدقّ، إذا أخذنا وطبقنا هذه الحقيقة على الواقع اليمني من بداية العدوان الغاشم على البلاد في 26 مارس 2015م، فسيتجلى لنا أن دول تحالف العدوان لا تريد السلام والخير والتقدم لليمنيين، خصوصاً إذا ما تذكرنا أن العدوان بدأ مباشرة عندما اقتربت المكونات الأربعة الرئيسة (المؤتمر الشعبي العام وحلفاؤه، اللقاء المشترك وحلفاؤه، الحراك الجنوبي، أنصار الله) في الحوار الوطني في موفمبيك، من الوصول إلى الحل الذي كان يتمثل في الاتفاق على مجلس رئاسة مكون من رئيس وأربعة أعضاء، وحددنا الأربعة النواب للرئيس يمثلون كل المكونات الأربعة، وكنا مرنين ومنفتحين في النقاط، لكن المؤامرة السعودية الإماراتية كانت تترصد لليمن ولاستقلالها ووحدة أراضيها وشعبها…
مقاطعاً- قبل الحديث عن الوحدة، هل كنتم على قناعة بمعالجة القضية الجنوبية حينها..؟
بالتأكيد.. فالقضية الجنوبية نعتبرها -كمكون للحراك الجنوبي، وحتى المكونات الأخرى- قضية ذات بعد وطني، من الضرورة القصوى حلها ومعالجتها وجبر الضرر، وكان ذلك ممكنا، أما الآن فإن الحديث عن حل القضية الجنوبية أو غيرها من القضايا الوطنية ليس ممكناً في ظل الاحتلال، بل ومستحيلاً، وإلا سيكون حلها- أي القضية الجنوبية أو غيرها -كما يريد المحتل وبما يضمن مصالحه، ما يعني أنه لا بد من حل القضية الجنوبية بوجود دولة الوحدة (الجمهورية اليمنية) الدولة المستقلة برئاستها، بمجلس نوابها، بمجلس الشورى، بحكومة متوافق عليها وبإجماع سياسي وشعبي، هنا يمكن أن نبدأ بحل القضايا الوطنية ومنها القضية الجنوبية، ولا أنسى في هذا المقام كلمة كان لها تأثير كبير، قالها قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي حول القضية الجنوبية: سنعمل مع بعض على حل القضية الجنوبية، قضية الشعب اليمني في الجنوب بالعدل وما زاد عن العدل فهو ظلم وما نقص فهو ظلم”.
المساس بالوحدة اليمنية
من الملاحظ أن التحالف لا يزال يشيع للعالم أنه يحارب في اليمن حفاظا على وحدته واستقلاله، بينما تصرفاته على الأرض تقول عكس ذلك.. فكيف تنظرون لهذه المفارقة بين القول والسلوك؟
هذا الشعار مغالطة واضحة ومفضوحة للرأي العام العالمي، أما الرأي العام المحلي فلا ينطلي هذا الشعار إلا على شخص مرتزق لا خير فيه، هذا الشعار كشف عن سوءة تحالف العدوان وأهدافه التدميرية لليمن، ولا يقبل به اليمنيون الشرفاء الذين عندهم عزة وكرامة، الذي حدث من قبل ما كنا نسميهم الأشقاء، عدوان في وضح النهار، وليس له أي مسمى آخر في كل القواميس وفي كل اللغات، إلا أنه عدوان بربري طال كل مقومات الحياة، الأرض والإنسان، فكيف يصدق العالم زعمهم بأنهم أتوا عوناً لليمن من الأشقاء والجيران، ولماذا ؟ وبأي هدف؟ لإعادة الشرعية التي أنقلب عليها شعبها، ورفض حكم من جلب تحالف العدوان الأجنبي لتدمير مقومات اليمن والمساس بوحدته.
الوحدة اليمنية لا يستطيع أن يلغيها أحد، داخلياً كان أو خارجياً، وحدة اليمنيين الجغرافية والتاريخية والاجتماعية تعرضت للتشظي من قبل المحتل الإنجليزي والمحتل العثماني في زمن الاستبداد والاستعمار، وتمكن اليمنيون الشرفاء من إعادة تحقيقها في 22 مايو 1990م وما حدث من اختلالات واشكالات اعتورت مسارها الوطني، ستعالج بقرار داخلي وليس خارجي، الوحدة اليمنية مكسب تاريخي لكل أبناء اليمن، وما يجب علينا هو إصلاح وتقويم الاختلالات التي رافقت هذا المكسب وليس هدمه بمزاج أناس تسيرهم قوى الخارج كدمى لخدمة مصالحها، والأسوأ فيهم أنهم يريدون الانفصال حلاً ووفق انسلاخ عن الهوية اليمنية كلها، باعتبار أن هذا اليمن شيء، وهم شيء آخر، راحوا يتخبطون لاستعادة الدولة من الدولة، لاستعادة دولة الجنوب العربي والبحث عن هوية وهويتهم موجودة أمامهم، نحن اليمنيين في ثورة 14 أكتوبر 1963 -بقيادتها الواعية والمدركة للأخطار والمكونة من الشخصيات الوطنية- بذلنا التضحيات الجسام في سبيل الوصول إلى يوم 30 نوفمبر 1967م، وتم بعد ذلك تأسيس دولة هي أول دولة في جنوب اليمن، وما قبلها لم تكن دولة بل كان هناك احتلال بريطاني له أجندته ومصالحه، وله كيانات محلية معينة يستخدمها كأدوات لفرض هيمنته كاحتلال انتهى وانسحب مجبراً، وتشكلت بعده دولة اسمها «جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية» وفيها من الرموز الوطنية الكبيرة التي تمثل اليمنيين، وعلى أساس أنه عندما يتم ترسيخ النظام يتم التفاهم حول إعادة تحقيق الوحدة اليمنية وفق إطار أو نظام سياسي عادل يحكم كل اليمن، غير أن ظروف الصراعات أجلت ذلك إلى 22 مايو 1990م اليوم المجيد والخالد -الذي نشاهد اليوم في المحافظات الجنوبية الفصل الأخير من فصول المؤامرة عليه- في تاريخ انتصارات اليمن، وهو لا يزال راسخاً رغم المؤامرة الخطيرة التي بدأت علناً بالعدوان في 26 مارس 2015م لتدمر كل ما هو يمني شمالاً وجنوباً من منجزات ومقومات اقتصادية إنتاجية وصناعية، وبنى تحتية وطرقات وجسور وغيرها.
هل تقصد بالفصل الأخير في المحافظات الجنوبية تحركات عيدروس الزبيدي في حضرموت ؟
بلا شك أقصد ذلك، فهذه التحركات تأتي ضمن المخطط المشار إليه آنفا والذي كان يهدف لإخضاع اليمن وتفتيتها وشرذمتها، وتركيبها تركيبة خاصة وفق أعمال عدائية وتدميرية توصل المستعمر القديم -عبر أدواته المحلية (فصائل ما يسمى الشرعية والانتقالي) والإقليمية (السعودية والإمارات)- بالنهاية إلى الاستيلاء على اليمن خدمة لإسرائيل، بل الهدف الرئيسي من كل ذلك هو الوصول إلى التطبيع مع إسرائيل باسم الجمهورية اليمنية، وباسم الشعب اليمني كله.. لكن تضحيات قواتنا المسلحة والأمن واللجان الشعبية من المجاهدين من جميع المحافظات اليمنية، وصمودهم الأسطوري، أفشل هذا المخطط الخبيث، وأوقف العدوان عند حده، ولم يسمح للعدو التقدم خطوة لتحقيق تلك الأهداف، حتى اعترف العالم كله أنه لا حل عسكري في اليمن.
تحركات عيدروس الزبيدي والمجلس الانتقالي وتحركاته في حضرموت كما لاحظت وآخرون معروفون بمتابعة تفاصيل ما يجري في عدن وغيرها من المحافظات المحتلة، قفزة مباشرة وتحولات متسارعة: الانتقالي يهيكل نفسه، اقرار عقد الدورة الاعتيادية للجمعية الوطنية في المكلا بحضرموت، دخول مكونات هزيلة إلى الانتقالي، ميثاق جنوبي جنوبي تم التوقيع عليه بسرعة، انضمام قيادات جديدة إلى الانتقالي، تعيين شخصيات جديدة كنواب لرئيس الانتقالي هم في الوقت نفسه أعضاء في مجلس القيادة الرئاسي المشكل من الرياض، هم شرعية يدّعُون تمسكهم بالوحدة، وأصبحوا نواباً في المجلس الانتقالي الذي يريد الانفصال، ورئيسهم في الانتقالي نائباً في مجلس الرئاسة، وهكذا..
الجمع بين التناقضات
برأيكم ماذا تعني هذه الأحداث التي أتت دفعة واحدة وبتسارع مفاجئ للوحدة اليمنية؟
لا تعني شيئاً بالنسبة لثبات الوحدة اليمنية تاريخا وجغرافيا وشعباً، بل تؤكد هذه الأحداث حقيقة الجمع بين المتناقضات والأضداد، وانعكاساً واقعياً لفشل تحالف العدوان في التآمر على الوحدة وباسم الحفاظ على وحدة اليمن واستقلاله، فتحالف العدوان حرك الفصائل الموالية له وفق المخطط المرسوم، وفي كل تحرك جديد يفشل، الإمارات تحرك عيدروس الزبيدي الذي يمشي حسب توجيهاتها وينفذ ما تريده منه حتى بالتلفون ما عاد يحتاج الالتقاء بضباطها، كأنها أوعزت إليه تنفيذ هذه الخطوات المتسارعة والمتناقضة، وخلاصة هذا التناقض، يتجلى للمتابع أن التحركات الأخيرة لما يسمى المجلس الانتقالي في مناطق الاحتلال وبالذات في المكلا تنفيذا لتوجيهات الإمارات، إعلان صريح عن بدء نهاية الانتقالي كظاهرة شغلت الناس ببيع الوهم خارج مصالح اليمن ووحدته واستقلاله، وأحرجت تحالف العدوان وبالأخص الإمارات التي اكتشفت حقيقة زيف سيطرة الانتقالي على كل المحافظات الجنوبية.
هل انطوت هذه الحيل والمخططات على قيادات الحراك الجنوبي كلها في تلك المناطق أم رفضت..؟
الذين قدهم مربوطين مقيدين لا يستطيعون إلا الحفاظ على القيود، قدهم معروفين، الأهم في هذه المسألة أنه من الواضح أن فصيل الانتقالي الذي تحركه الإمارات يسير وفق ما توجهه به، يفقد الثقة يوما بعد يوم، وكلما تكشفت الحقائق خرج الناس من صفوفه عندما يستشعرون أنه لا قرار له سوى تنفيذ الإملاءات الخارجية.
وخلف ستار هذا المشهد تجد الإمارات هي الأساس وبدونها ستنقطع كل الحنفيات، وهي التي شكلت هذه المليشيات، وأعطتهم السلاح والمال وهي التي دعمت تأسيس المجلس الانتقالي، وهي التي تسيرهم وهي من أعطتهم المخطط التآمري والتصادمي وبث الكراهية بين اليمنيين، فتقول عدوكم هم الشماليون اقطعوا علاقتكم بهم، اعملوا كذا، طاردوا الشماليين، وكلها توجيهات يتلقاها الإماراتي من خبراء استشاريين بريطانيين لهم خبرة في تشتيت وتفكيك المجتمعات وتركيبها من جديد تركيبة خاصة تخدم مصالح المستعمر البريطاني بأدواته الإقليمية.
اختلاف الإمارات والسعودية
هناك من يقول إن الأجندة والمصالح السعودية والإماراتية بدأت تتصادم في اليمن، ما هو رأيكم في ذلك؟
بلا شك أن الإمارات والسعودية متفقتان على العدوان السافر على اليمن، لكنهما ستختلفان على مكاسب الحرب في اليمن، كما تتهمان بأنهما قد سيطرتا على الموارد مثلاً، وهناك مؤشرات كثيرة تقول إن السعودية تشعر بأن الإمارات لا تعمل لصالحها، فبدت ردة فعل السعودية في تشكيل قوات جديدة مثل ما يسمى العمالقة أو درع الوطن وكثير من المسميات التي لا تهمنا ونحن هنا لا نحلل الموقف ونقدم لهم النصائح، هم يعرفون أن صراعهم في اليمن ليس مشروعاً، فهم يتصارعون على ما ليس لهم حق فيه، ونحن علينا أن ندرك جيداً مصلحة اليمن، نحن نعرف ماذا يريدون! وعلى ماذا يختلفون، الإمارات تريد سقطرى، وقد سيطرت فيها حتى على المؤسسات الخدمية من المياه والكهرباء والمصائد البحرية وحاولت طمس الهوية اليمنية في تلك المؤسسات، وتريد تدمير الموانئ اليمنية في عدن وحضرموت لصالح موانئها، والسعودية تريد موطئ قدم في حضرموت والمهرة، وكل ذلك صراع على الثروات اليمنية التي لا تحق لا للإمارات ولا للسعودية مطلقاً، وسيتركونها لأبناء الشعب اليمني، وسيخرجون مجبرين كما خرج أسيادهم البريطانيون.
بالإشارة إلى حماية نفط اليمن، في خطابه الأخير بمناسبة الذكرى السنوية للصرخة، أعلن قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي، وتوسيع حماية الثروة ليشمل قرار الحماية ثروات المعادن.. كيف تنظرون لهذا الإعلان؟
ننظر إلى هذا الإعلان بأنه الصواب الذي يجب أن يكون، فإخواننا في القوات المسلحة والجيش واللجان الشعبية الذين ضحوا وصمدوا الصمود الأسطوري وأسسوا قوتهم من الصفر من سلاحهم الفردي إلى الصواريخ العابرة للحدود والعمق الجغرافي للعدو، إلى الطائرات المسيرة، الذين استطاعوا أن يوقفوا العدوان البربري وطائراته التي كانت تحوم على صنعاء وعلى كل الخارطة اليمنية، واستطاعوا أن يحموا ثروة اليمن من النفط والخام والغاز، فهل سيقبل هؤلاء أن تستقطع الإمارات أو السعودية جزءا من أراضي اليمن التي ضحوا من أجل حماية سيادتها وقدموا الشهداء والجرحى من كل أنحاء اليمن، نعم هذه ثروات الشعب اليمني لأنه شعب واحد، ودولته واحدة، وأرضه واحدة، وحمايتها تعني كل اليمنيين الشرفاء عبر التاريخ.
ما يتعلق بالتحركات البريطانية الأمريكية في حضرموت والمهرة وشبوة، لوحظ تصاعدها خلال الأشهر الأخيرة من زيارات وفود ونقاشات مسؤولين ومحافظين.. كيف تنظرون لهذه التحركات؟
صراحةً هذه التحركات تعكس حقيقة الوجود البريطاني والأمريكي على الأراضي اليمنية، وهي تحركات تعني بكل التفاصيل أن البريطانيين والأمريكان اتجهوا ميدانياً للاستغناء عن قفازاتهم وأدواتهم الإقليمية والمحلية، عندما شعروا باليأس أن هذه الأدوات فشلت في تنفيذ مخططهم، وليس كما يحاول الضباط الأمريكان والبريطانيون إقناع أدواتهم الإقليمية والمحلية بأن تواجدهم على الأرض اليمنية هو تطمين لتلك الأدوات باستمرار دعم لندن وواشنطن لها كحلفاء تشاركوا في جرائم القتل والتنكيل بحق الشعب اليمني، نحن نسمي هذا الموضوع مغالطة واضحة أو كما يقول المثل اليمني القديم: (الذي في الشبك أكبر من الوعل) ما يعني أنه ليس الهدف من وجود الأمريكان والإنجليز هو حماية الأدوات، بل جاءوا لاحتلال الأرض لفهمهم أن صراعاً دولياً سيحدث في المنطقة، ونظرا لأهمية الموقع الاستراتيجي لليمن على أهم الممرات الملاحية الدولية، فما عاد انتظروا للصراع بل حجزوا موقعهم من الآن، وكما لو أنهم توهموا بأن اليمن ستخضع لهم، وهذا مستحيل نحن لا نسمح أن تكون اليمن ساحة للصراع بين القوى الاستعمارية الدولية وإذا حدث وانقسم اليمنيون- كما هو حاصل اليوم من تشظ كارثي- فذلك مؤقتاً، فعبر التاريخ لم تستمر الانقسامات بين اليمنيين، خصوصاً مع اتضاح الرؤية للجميع، وهنا أجدد التأكيد بأننا سبق وأن نبهنا وقلنا بأن هناك مؤامرة وعلينا أن نستعد لهذا الموضوع.. ماذا سنعمل عندما تبدأ الكارثة ؟ لكن الإخوة تعاموا وانجروا وراء شعارات تحالف العدوان.
كيف تقرأون دخول الصين على خط الأزمة الدولية والإقليمية وسعيها للاتفاق بين السعودية وإيران؟
الصين تدرك جيداً من واقع مصالحها في إيران وفي الخليج وفي المنطقة، أن مصالح السعودية وإيران قائمة ولن تسمح هذه المصالح باستمرار الخصومة، فبادرت للدفاع بالمفاوضات بين طهران والرياض ووصلت إلى الاتفاق الذي يخدم مصالح إيران والسعودية والصين أيضاً.
مؤخراً كانت وزارة النفط في صنعاء قد وقعت مذكرة تفاهم مع إحدى الشركات الصينية وسرعان ما أعلنت الشركة الصينية تراجعها.. كيف تنظرون لذلك..؟
من المتعارف عليه أن الصينيين يعملون تجارياً وليس سياسياً ومخطئ من يظن غير ذلك، التقارب الذي حصل بين الرياض وطهران الذي تزامن معه استمرار الهدنة الأممية في اليمن، عوامل دفعت هذه الشركة لتوقيع الاتفاق في خطوة استباقية تنافسية للشركات التي ستأتي، لكن من الاحتمال أن ضغطاً سعودياً حصل على الصين فتراجعت الشركة، خصوصاً إذا ما أدركنا أن للصين مصالح استثمارية كبيرة وشركات في موانئ جيزان بالمليارات، ولهذا لا يمكن أن تجازف الصين بمصالحها في مناطق لا تزال غير مضمونة الجدوى بفعل تأثرها بالحرب.
أخيراً
كيف قرأت خطاب رشاد العليمي- رئيس ما يسمى المجلس الرئاسي بمناسبة الوحدة؟
صراحةً، لقد سئمنا متابعة الخلط بين كل المتناقضات مع بعضها والكلام المبعثر وبيع الوهم للناس، ولا نستطيع مواصلة متابعة الهذيان واللغة المطاطية التي لا تقدم حتى جملة مفيدة تخدم المصلحة الوطنية.