قبل أن يكون هناك حديث عن الشعار بمشروعه القرآني وأهميته ودلالاته وأهدافه وآثاره وفاعليته ودوره في تحصين الأمة من الداخل من أي اختراق.
لابد أن نتعرف على تلك المرحلة التي أطلق فيها الشهيد القائد السيد حسين بدرالدين الحوثي -رضوان الله عليه-، وكيف واجه أولئك الذين هتفوا بشعار الحرية، شعار البراءة من أعداء الأمة، من أعداء البشرية، من أعداء الله، وتحركات المنافقين لتكميم الأفواه وإسكات هتاف الحرية.
طلب الشهيد القائد -سلام الله عليه- من الجميع أن يرددوا شعار البراءة والمتمثل في العبارات المعروفة:
الله أكبر
الموت لأمريكا
الموت لإسرائيل
اللعنة على اليهود
النصر للإسلام
أن يرددوا هذا الشعار في مختلف المناسبات، وفي مناسبة يوم الجمعة، بعد الخطبة لصلاة الجمعة، وكذلك في مختلف المناسبات الدينية والاجتماعية والعامة؛ لأنه موقف مهم تتطلبه الظروف، وتفرضه المسؤولية.
هتف الشهيد القائد -رضوان الله عليه- وأولئك المؤمنين الذين معه بهذا الشعار بطريقة سلمية، رافق ذلك توعية للناس وتثقيفهم بالثقافة القرآنية، ودعوة إلى مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية، وكان ذلك في آخر خميسٍ من شهر شوال، في العام ألف وأربعمائة واثنين وعشرين للهجرة النبوية، بعد قرابة أربعة أشهر من أحداث الحادي عشر من سبتمبر التي حصلت في نيويورك بأمريكا، والتي أعقبها تحركٌ أمريكيٌ واسع لتوظيف تلك المؤامرة بالاستهداف الشامل للأمة الإسلامية في كل بلدانها، وفق خطةٍ كبيرةٍ، وخدعةٍ رهيبةٍ، جاعلة لها غطاء زائفاً تحت مسمى محاربة ما يُسمى بالإرهاب للسيطرة على بلدان الأمة الإسلامية بكلها.
لم يكن التحرك في بدايته تحركًا مسلحًا، ولم يكن الشعار كما هو معروف يتوجه إلى السلطة آنذاك، رغم أنها كانت سلطة عميلة لأمريكا، ولم يحمل في طياته عداء للطوائف الإسلامية، ولكنه موجهً بشكل أساسي ورئيسي إلى عدو الأمة الإسلامية أمريكا وإسرائيل، وكان المفترض بالسلطة اليمنية وكل الحكومات العربية والإسلامية أن تتحرك بهذا المشروع كونها المسؤولية الكبرى ملقاة على عاتقها.
لكن الذي حصل أن سلطة عفاش وبتوجيه من السفارة الأمريكية قامت بمواجهة هذا المشروع ومنع الهتاف بهذا الشعار، ومع انطلاق هذا الشعار بدأت المضايقات بأشكال كثيرة، وحملات الاعتقال لمن يهتف بهذا الشعار، وإيداعه في سجن الأمن السياسي، كانت تتم اعتقالهم بقسوة وغلظة، مصحوبة بالضرب المبرح حتى ينزف البعض بدمائه.
من يصرخ بشعار البراءة يُسجن ويُطارد ويُلاحق، والبعض يُقتل فقط لأنه يحمل شعار البراءة أو يهتف به، توسعت دائرة المضايقات لتشمل قطع المرتبات على الموظفين الذين يهتفون بهذا الشعار، والبعض فصلوا من وظائفهم، كانت زمرة نظام عفاش العميلة تعتقل حتى الأطفال، إذا شاهدوا الشعار معه في ملابسه، أو في ميدالية، أو ملصق فيه شعار الصرخة، والبعض قتلوه في نقاط أمنية، والبعض في الأسواق لأنهم رأوا معه ملصق الشعار، والبعض اعتقلتهم السلطة الظالمة من جامع الإمام الهادي بصعدة، ومن الجامع الكبير بصنعاء، فيعذبونهم ويضطهدونهم ويتعاملون معهم معاملة قاسية.
وحينما فشلت السلطة الظالمة من تكميم الأفواه ومنع الهتاف بهذا الشعار اتجهت وبتوجيه مباشر من أمريكا إلى الحروب العسكرية، وفتحت السلطة حربًا عسكرية شاملة عام 2004م، استخدمت السلطة فيها – آنذاك- كل ما بيدها من إمكانات عسكرية، السلاح الجوي، والسلاح البري، والقوة العسكرية بكل عتادها وإمكاناتها، فدمرت معظم القرى تدميرًا كليًا في المناطق المستهدفة، وقتلت النساء والأطفال وارتكبت أبشع الجرائم الوحشية في حق الأهالي، ودمرت منازلهم، وهجروا من منازلهم، ستة حروب شاركت السعودية بشكل مباشر في الحرب السادسة، تخلل هذه الحروب حروب جزئية أكثر من عشرين حرباً، في هذه الحروب على محافظة صعدة استخدمت السلطة العميلة كل أساليب الاستهداف والتعذيب، سحلت المواطنين والمكبرين في شوارع مدينة صعدة، وأحرقت جثث البعض، والبعض يدهسونهم بالدبابات بعد أن يضعوهم أمامهن.
وبعد فشل منافقي الداخل أتى منافقو العرب ليواصلوا استهداف المشروع القرآني من خلال عدوانهم على اليمن، محاولة منهم وأد هذا المشروع، وليطفئوا نور الله والله متم نوره ولو كره الكافرون والمنافقون.
حملة الشعار هم الذين يقفون اليوم بصدق وجد وإخلاص مع الشعب الفلسطيني، ومسيرات الأحد في المحافظات اليمنية المتحررة بشعار (الله أكبر – الموت لأمريكا – الموت لإسرائيل – اللعنة على اليهود – النصر للإسلام) شاهد على أهمية هذا الشعار في صناعة المواقف الإيمانية والنخوة العربية والنجدة اليمانية.