الوحدة اليمنية من المكتسبات الوطنية الخالدة، والتي تحققت في ٢٢مايو 1990م ترجمة لتطلعات وآمال وأحلام كل اليمنيين الشرفاء في الشمال والجنوب ، والذين عانوا كثيرا من ويلات الانفصال والتشطير، وتجرعوا الغصص والآلام والمتاعب، فكانت الوحدة بمثابة المشروع الوطني الجامع لكل اليمنيين من صعدة إلى المهرة ، ومن شاهد الاحتفالات الفرائحية ومسيرات التأييد والمباركة الشعبية التي شهدتها مختلف المحافظات والمدن اليمنية غداة الإعلان عن تحقيق الوحدة اليمنية؛ يلمس ما الذي مثلته وما تزال الوحدة اليمنية لكل اليمنيين، وأنها ليست مجرد حدث عابر، أو مشروع قابل للتصفية، الوحدة ليست (شور وقول) كما يتصور البعض، الوحدة كانت ولا تزال وستظل قدر كل اليمنيين الشرفاء، وتكاد تكون الحدث الأبرز في تاريخ اليمن الحديث .
٣٣عاما من عمر الوحدة المباركة، هذا الحدث التاريخي الهام، لم ترتكب الوحدة أي جريمة، ولم تقترف أي ذنب، لم تنهب أرضا، ولم تتآمر على أحد، ولم تعمل على تصفية أحد، ولم تصادر حق أي أحد، لم يصدر منها أي فعل تستحق عليه كل هذا الحقد والتآمر، الوحدة كانت ولا تزال الحلم الجميل الذي تحقق بعد معاناة كابدها أبناء اليمن في شماله وجنوبه، هناك أخطاء وتجاوزات ارتكبها ووقع فيها بعض الساسة والعسكر وعلماء السلطة من أجل تحقيق مكاسب سياسية ومصالح نفعية وحزبية ضيقة، وهؤلاء ليسوا بأوصياء على الوحدة ولا يمثلونها، ولا ينتمون لقيمها النبيلة ومبادئها السامية التي قامت من أجل تحقيقها .
الأخطاء والتجاوزات التي أساءت للوحدة اليمنية يسأل عنها أصحابها وهم من يحاسب عليها؛ أما الوحدة فلا ذنب لها، وبالإمكان معالجة وتصحيح هذه الأخطاء والتجاوزات تحت سقف الوحدة، من خلال الحوار الوطني البناء والمسؤول الذي يضع النقاط على الحروف ويسمي الأشياء بمسمياتها بمعزل عن معايير المناطقية والنزعات الانفصالية الشطرية المقيتة، الوحدة لم تكن في يوم ما (غريما) لليمنيين لا في المحافظات الشمالية ولا في المحافظات الجنوبية، ومن عملوا على تشويه صورتها في الماضي، هم أنفسهم من يعملون اليوم على تشويه صورتها والتآمر عليها بكل جرأة ووقاحة وقلة حياء ؛ خدمة لأهداف ومخططات أعداء الوطن الذين يتربصون به وبوحدته المباركة الدوائر.
الأعداء يريدون الانقضاض على الوحدة وتمرير مشاريع تقسيم اليمن وتحويله من دولة موحدة إلى دويلات متصارعة متناحرة تحت يافطة الأقلمة، لا يريدون أن يظل اليمن موحدا، لأن ذلك لن يكون في مصلحتهم، هكذا أوصى الهالك عبدالعزيز آل سعود أولاده من بعده، تآمروا على الوحدة منذ وقت مبكر عندما عملوا على اغتيال الرئيس الشهيد إبراهيم محمد الحمدي -رضوان الله عليه- قبيل يوم من سفره للضالع للتوقيع مع الرئيس سالم ربيع علي اتفاقية الوحدة، واليوم يواصل آل سعود ومعهم صهاينة العرب من آل نهيان التآمر على الوحدة اليمنية من خلال أدواتهم القذرة من الخونة العملاء الذين يتدثرون بعباءة الجنوب والقضية الجنوبية من أجل تمرير مشروع الانفصال وتمزيق اليمن ونهب ثرواته واستغلال مقدراته والهيمنة عليه، في سياق المشروع الاستعماري التآمري الصهيو أمريكي الذي يستهدف اليمن ودول المنطقة .
بالمختصر المفيد: ٣٣ عاما من عمر الوحدة المباركة ظلت فيها عصية على مؤامرات الأعداء، وستظل عصية بإذن الله ومشيئته وعونه وتأييده، ومهما بلغ حجم المؤامرات التي تحاك ضدها؛ فإن مصيرها الفشل، فاليمنيون الشرفاء على قلب رجل واحد، وفي خندق واحد، مع الوحدة، يدافعون عنها، ويحمونها، ويحافظون عليها، وعلى استعداد تام كي يفتدونها بأرواحهم، فهي قدرهم ومصيرهم الذي لن يفرطوا به مهما حصل .
دام اليمن واحدا موحدا، وكل عام والوطن والشعب بألف ألف خير .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله.