الشهيد القائد يؤكد أنهما السلاح الممكن في مواجهة أمريكا وإسرائيل (٢-٢)
الصرخة والمقاطعة الاقتصادية.. ثنائية القول والفعل في المشروع القرآني
– لا يجوز أن نسكت بل يجب أن نكون سباقين وأن نطلب من الآخرين أن يصرخوا
– المقاطعة الاقتصادية غزو للعدو إلى داخل بلاده فهي مؤثرة جداً وحتى لو لم يكن إلاَّ منطقة واحدة
في هذه الحلقة من حلقات “ثنائية الصرخة والمقاطعة” نناقش ، من ملف تلازمية الصرخة والمقاطعة الاقتصادية لكل ما هو إسرائيلي وأمريكي، قدمنا قراءة خاطفة لكيفيات استخدام الصرخة والمقاطعة بوصفهما السلاح الاستراتيجي الذي يبدو ممكناً وفي متناول شعوب الأمة الإسلامية، من وجهة نظر مؤسس المشروع القرآني الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، رحمه الله، مع تأصيل دلالي للصرخة، من وجهة نظر سياسية وأكاديمية، وأهمية تحويل المقاطعة إلى ثقافة مجتمعية واسعة في نجاحها، من وجهة نظر اقتصادية يمكن لها أن تساهم في ضرب مصادر التمويل التي يحصل عليها العدو من الشعوب العربية والإسلامية.
أما في هذه الحلقة فسنتناول الصرخة كركيزة أساسية في خطاب الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي، رحمه الله، وكيف قدمها كضرورة حتمية، للتعبير العلني عن موقف الرفض الواجب لكل أشكال موالاة اليهود والنصارى، والمقاطعة الاقتصادية كسلوك عملي يرفض كل منتج إسرائيلي وأمريكي بهدف إضعاف عوامل وأسباب قوة العدو، وفي الوقت نفسه عالج رضوان الله عليه إشكالية الفجوة السوقية المتعلقة بالطلب الاستهلاكي التي قد تحدثها مقاطعة السلع الأمريكية والإسرائيلية ؟.. إلى التفاصيل.
الثورة /إدارة التحقيقات
في مستهل الحلقة الثانية والأخيرة من ثنائية الصرخة والمقاطعة يجب التاكيد على أن الصرخة –التي هتف بها الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي رحمه الله، في يوم الخميس الـ3 من ذي القعدة 1422هـ الموافق الــ17 من يناير 2002م من مدرسة الإمام الهادي “عليه السلام” من مران محافظة صعدة- جاءت كضرورة حتمية في زمن الذل والتبعية والرضوخ العربي للهيمنة الأمريكية وتحركاتها العدوانية على الأمة العربية والإسلامية، حيث اعتبر الباحثون أن الصرخة-التي جاءت بعد أربعة أشهر من إطلاق الرئيس الأمريكي/ بوش حربه على الإسلام والمسلمين- ردا صارما وشجاعا على ما اعتبرته الإدارة الأمريكية حربا صليبية ضد الإسلام، في أول تصريح للرئيس الأمريكي بوش عقب حادثة تدمير برجي التجارة العالميين.
وجوب لعن اليهود والنصارى
شدد الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي رحمه الله في محاضرات ودروس «الصرخة في وجه المستكبرين»: على ضرورة عدم السكوت عن لعن اليهود والنصارى، تحت ما يشاع من تخويف ومصطلحات يحاول العدو وأدواته في الشعوب العربية والإسلامية كمصطلح «إرهابي» الذين يطلقونه على كل من يرفض الهيمنة الأمريكية والصلف الإسرائيلي.. مؤكدا على وجوب لعن اليهود والنصارى.
وقال الشهيد القائد: يجب – أيها الإخوة – أن لا نسمح لهذا التَّدجِين الـذي يـُراد لـه أن يكـون في اليمن وفي بقية شعوب البلاد العربية أن لا تتكلم ضد اليهود، ولا تتكلم ضد النصارى سيقولون إرهابيون، يضربوا هذا فتفرح، وتصبح أنت بوقاً إعلام يعجبك أن ضربوا، والحمد لله ضُربوا، ستخلق روحية يحمد الله الآخرون عندمـا تضـرب أنـت، ستعـزز في نفوس الناس كلمة: [إرهاب]، كلمة: [إرهابي]، سيقولون إرهابي، وأن يسكتوا عن أمريكا وإسرائيل، أن نسكت عن اليهود والنصارى {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ} (المائدة: من الآية78) من ذلك الزمان، ثم نسكت عن لعنهم فـي هـذا الزمـان؟ ونحـن مـن نصيـح تحـت أقدامهم من شدة الألم، من الخزي، من العار، من الذل؟
وأضاف الشهيد القائد: نسكت عن لعنهم؟ سنلعن اليهود والنصارى، سنلعن أمريكا وإسرائيل، سنلعن أولياءهم حتى تترسخ في أوساطنا في أوساط الشعوب في أوساطنا نحن اليمنيين، ما لنا وللآخرين صرخوا أو لم يصرخوا، وان لا نسمح -في أوساطنا- لوسائل الإعلام أن تعزز الهزيمة في أنفسنا من خلال ما تعرضه، لا نسمح – ولا للدولة نفسها – أن تطلب منا أن نسكت فنسكت، لا يجوز أن نسكت، لا يجوز أن نسكت أمام الله، وليس هناك أي مبرر إطلاقاً، ليس هناك أي مبرر ديني، وأتحدى. أتحـدى مـن يمكـن أن يخلق أي مبرر ديني في وضعية كهذه للسكوت أمام ما يحصل…
وتساءل الشهيد القائد: ألم تخرج مظاهرات في صعدة يوم زحف الأمريكيون وتلـك الـدول علـى العـراق؟ نحـن خرجنـا مظاهرة وصرخنا فعلاً، قبل سنوات في صعدة صرخنا فعلاً وأعلنا أننا مع الشعب العراقي، وأننا ضد التدخل الأمريكي، وصرخنا عندما تدخلوا ورفعنا أصواتنا، وقمنا بمسيرة كبيرة في الشارع العام بصعدة.
ونحـن سنصـرخ سـواء – وإن كـان البعـض منـا داخـل أحزاب متعددة – سنصرخ أينما كنا، نحن لا نزال يمنيين، ولا نزال فوق ذلك مسلمين، نحن لا نزال شيعة، نحن لا نزال نحمل روحية أهل البيت التي ما سكتت عن الظالمين، التي لم تسكت يوم انطلق أولئك من علماء السوء من المغفلين الذين لم يفهموا الإسلام فانطلقوا ليدجنوا الأمـة للظالميـن، فأصبـح الظالمـون يدجنوننا نحن المسلمين لليهود. أليس هذا الزمن هو زمن الحقائق؟ أليس هو الزمن الذي تجلى فيه كل شيء؟ ثم أمام الحقائق نسكت؟ ومن يمتلكون الحقائق يسكتون؟ لا يجوز أن نسكت، بل يجب أن نكون سباقين، وأن نطلب من الآخرين أن يصرخوا في كل اجتماع في كل جمعة.
وجوب المقاطعة
من وجهة نظر قرآنية تؤكد وجوب اتخاذ المسلم كل الوسائل الممكنة في محاربة العدو، تمثل المقاطعة الاقتصادية لسيل المنتجات الأمريكية والإسرائيلية، وبحكم أن هذه المنتجات تمثل سيلا عارما يغذي الأسواق العربية والإسلامية، فإنها تعود بسيل من الموارد والتمويلات التي تخدم أمريكا وإسرائيل في حربهما العدائية ضد الإسلام والمسلمين، لذلك يبين الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، رضوان الله عليه، أن المقاطعة الاقتصادية مؤثرة جداً على الأعداء، ويعتبر أنها غزو للعدو إلى داخل بلاده، ولشدة تأثيرها عليهم يعتبرون إعلان المقاطعة لبضائعهم حرباً عليهم، حيث يقول الشهيد القائد: “المقاطعة الاقتصادية، المقاطعة للبضائع مهمة جداً ومؤثرة جداً على العدو، هي غزو للعدو إلى داخل بلاده, وهم أحسوا أن القضية عندهم يعني مؤثرة جداً عليهم, لكن ما قد جرأت الحكومات العربية إلى الآن أنها تعلن المقاطعة، تتخذ قراراً بالمقاطعة, لأن الأمريكيين يعتبروها حرباً، يعتبروا إعلان المقاطعة لبضائعهم حرباً؛ لشدة تأثيرها عليهم”.
البدائل الناجعة
مع السياسات الاقتصادية الدولية التي ظل اللوبي الصهيوني يحركها من خلف صانعي القرارات الأمريكية على شكل تفاهمات واتفاقيات كبلت الدول العربية والإسلامية والنامية وحدت من قدراتها الإنتاجية غذائيا كزراعة القمح، وصناعياً السلع الغذائية المصاحبة للمحاصيل الزراعية وكذلك صناعات السلع الاستهلاكية؛ أصبحت أسواق هذه الدول معتمدة اعتمادا شبه كلي على المنتجات الأجنبية الغربية بصفة عامة والأمريكية والإسرائيلية بصفة خاصة، ما يعني أن فجوة كبيرة قد تحدث في الأسواق، خصوصا في الغذاء من حبوب القمح أو في السلع الأخرى التي ليست ضرورية لكنها استهلاكية بشكل كبير في المجتمعات العربية كالسجائر وغيرها.
هذه المعادلات لم تكن غائبة في أدبيات وخطاب المشروع القرآني للشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي عليه السلام، فقد شدد على ضرورة شحذ الهمم والعزائم في المجتمع وتوجيه طاقات الشباب إلى الإنتاج الزراعي والصناعات الغذائية ذات الجودة العالية النابعة من قيم ديننا الإسلامي الحنيف في الأمانة والإخلاص والإتقان، وهي أوامر شدد القرآن على الالتزام بها.
وأكد الشهيد القائد في اكثر من محاضرة من المحاضرات المؤطرة بدروس «من هدي القرآن»، في ما معناه: إن الأمة الإسلامية إذا لم تمتلك مقومات الحياة من الغذاء والدواء والملبس لا يمكن أن تصمد أمام عدوها من اليهود والنصارى الذين تملأ منتجاتهم الأسواق.. ومن خلال هذه الإشارة الهامة ندرك أن البديل الناجع الذي سيغطي الفجوة التي ستحدثها المقاطعة هو الإنتاج المحلي والقومي لأمتنا العربية والإسلامية وصولا إلى الاكتفاء الذاتي، ومقاومة إرادة أمريكا وإسرائيل في تحويل الأمة إلى شعوب استهلاكية لكل ما ينتجون.
وفي هذا السياق يقول الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي رضوان الله عليه: “هم يعملون أشياء أخرى ولكن لن تجد نفسك أكثر من متجول في سوق كبيرة تستهلك منتجاتهم، ولن تجد نفسك تتجول داخل مصانع يمنية، المصانع تتحرك، والأيدي العاملة تتحرك وتحركها، كلها تعمل معهم ليس هناك تنمية؟”.
ويضيف الشهيد القائد: “هم لا يريدون أن يصل الناس إلى مستوى أن يصنعوا لأنفسهم، أن يكتفوا بأنفسهم في مجال الزراعة، في مختلف شؤون الحياة، لا يودون لنا أي خير، يريدون منا أن نظل سوقاً استهلاكية نستهلك منتجاتهم”.. وتابع قائلا “في اليمن نفسه كم من الأراضي في اليمن تصلح للزراعة، ونحن نستورد حتى العدس وحتى الفاصوليا والقمح والذرة من أستراليا ومن الصين وغيرها؟ واليمن يكفي – لو زُرع – لليمن ولغير اليمن».
وأشار إلى أن: ”الدواء كذلك معظم الأدوية من شركات أجنبية وفعلاً نحن هنا في اليمن كمثال ناهيك عن بقية الدول العربية والمسألة هي واحدة طعامنا، لباسنا، أدْوِيَتُنا، مختلف الكماليات التي نستخدمها، الصابون، الشامبو مختلف المشروبات، مختلف العطور، الأشياء الكثيرة جداً جداً التي نستهلكها معظمها شركات أجنبية بأيدي اليهود”.
وتبعا لذلك فإن المقاطعة سيكون لها تأثير بالغ الأهمية، وسيتجلى في بُعْدين كلاهما إيجابي ومثمر، من وجهة نظر خبراء السياسة الاقتصادية، يتمثل البعد الأول في توجيه طاقات المجتمع البشرية ورساميله نحو الزراعة والإنتاج لخلق البدائل السلعية لكل المنتجات الأمريكية والإسرائيلية ضرورية كانت أو كمالية، فيما يتمثل الثاني في الحاق الضرر والخسارة بالعدو فتتكبد شركاته الكبرى خسائر كبيرة باهظة وكلما اتسعت المقاطعة عربياً وإسلامياً كانت الخسارة أشد وقد تصل إلى مئات المليارات من الدولارات.
ففي سياق البعد الأول، يشير الشهيد القائد- رضوان الله عليه- في محاضراته الموصولة بدروس من هدي القرآن، إلى ما تمتلكه الدول العربية والإسلامية من نعم وثروات طائلة ووفيرة يمكن أن تكون مصدرا للاكتفاء الذاتي بدلا من الاعتماد على الأعداء في كل ما نحتاج ونستهلك، موضحا الكيفيات التي ستغير من واقع الأمة الاقتصادي من مجتمع استهلاكي إلى إنتاجي.
وفي سياق البعد الثاني الموصول بخسائر العدو جراء مقاطعة منتجاته يبين الشهيدَ القائد -في الدرس الثاني من دروس «في ظلال دعاء مكارم الأخلاق،»- مقدار الخسائر التي ستلحق بالعدو -مثلا- في حال مقاطعة منتج “السجائر” فقط، حيث يقول:”بإمكاننا مثلا أن نستعيض بدل التدخين السجائر هذه – وكم يستهلك الناس من أموال كثيرة في السجائر – يمكننا أن نترك التدخين نهائيا, أو أن نستعيض عنها [بالتتن] ونعود إلى [المدايع] من جديد, ونترك التدخين تماما.. وكم سيخسرون فيما لو ترك الناس التدخين بمفرده. احسب كم سيستهلك أبناء هذه المنطقة من أموال في الشهر الواحد في التدخين وحده؛ لتعرف فيما بعد وأنت أمام سلعة واحدة من منتجاتهم كيف ستكون خسارتهم من منطقة واحدة”.
التجارب السابقة
أثبتت التجارب السابقة للمقاطعة العربية والإسلامية للبضائع الإسرائيلية تأثيرا اقتصاديا قاسيا على العدو، حيث قدرت جامعة الدول العربية خسائر العدو الإسرائيلي المتراكمة من المقاطعة العربية حتى نهاية عام 1999 بنحو 90 مليار دولار، منها 20 مليار دولار قيمة صادرات إسرائيلية للعرب و24 مليار دولار للاستثمارات المتوقعة في الدول العربية، فضلا عن 46 مليار دولار خسائر مباشرة وغير مباشرة جراء مقاطعة الشركات العالمية.
وبلغ حجم الخسائر الفعلية للشركات الأمريكية بالمنطقة العربية نتيجة لحملة المقاطعة الشعبية خلال 2002 فقط حوالي 250 مليون دولار، وإن هذه الخسائر عبارة عن انخفاض في حجم المبيعات بنسبة 10% في الأجهزة الكهربائية والإلكترونية الأمريكية، و50% في مطاعم الوجبات السريعة وبعض أنواع مستحضرات التجميل.
وحسب التقارير الاقتصادية بدأت الشركات الأمريكية – خاصة الصغيرة والمتوسطة – تستشعر الخطر من امتداد حملة المقاطعة الشعبية إلى أسواق إسلامية كبيرة مثل باكستان وإندونيسيا، وهذا الأمر دفع الشركات إلى المسارعة بتكليف شركات علاقات عامة ذات معرفة وثيقة بسلوكيات المستهلكين في الدول العربية والإسلامية، بتنظيم حملات إعلامية دعائية مركزة لتقليل حجم الخسائر الناجمة عن المقاطعة، بينما لجأ الوكلاء المحليون لمطاعم الوجبات السريعة إلى نشر إعلانات بالصحف المحلية في مختلف الدول العربية ينفون فيها ما يتردد عن تبرع بعض الشركات الأمريكية بإيرادات يوم كامل لإسرائيل.
وحسب التقارير تكبدت العديد من الشركات التي تقدم دعماً، مباشراً، أو غير مباشر، لدولة إسرائيل، خسائر فادحة بعد أن استجاب ملايين المسلمين والعرب لدعوات مقاطعتها الكثيرة، تأكيداً على تمسكهم بدعم ونصرة الفلسطينيين، ورفضاً منهم للمشاركة بطريقة أو أخرى في قتل إخوانهم.. كما أشارت إحصائية رسمية نشرتها الصحف البريطانية والأمريكية إلى تعرض الشركات الأمريكية والغربية في الدول العربية لخسائر كبيرة؛ نتيجة للمقاطعة الشعبية التي بدأت مع اندلاع الانتفاضة، حيث انخفضت الكوكاكولا بنسبة 20%، وانخفضت مبيعات الوجبات الأمريكية السريعة ماكدونالدز بحوالي 35%، فيما انخفضت مبيعات شركات ايريال الأمريكية للمنظفات بنسبة 25%، وأكدت الإحصائيات أن قيمة العلامة التجارية العالمية لشركة أمريكية أخرى تنتج مشروباً غازياً قد انخفضت بنسبة 13%، وكمؤشر إلى تأثر هذه الشركة بحملات المقاطعة في الدول العربية والإسلامية، فقد تجاوزت خسائرها في إحدى الدول العربية أكثر من نصف رأسمالها في هذه الدولة.
أخيرا
إن حلقة الوصل الواقعية بين الصرخة ومقاطعة كلما هو أمريكي وإسرائيلي تتمثل في إمكانية التطبيق العملي لهما، فالصرخة من وجهة نظر سياسية تمثل وسيلة ممكنة لكل شخص يريد الإسهام بموقفه في الحرب الكلامية ضد أمريكا وإسرائيل فهي تعبير علني عن الكراهية المشروعة والواجبة على كل مسلم لليهود والنصارى ليس لانتمائهم الديني، إذ لا مشكلة ولا عداوة بين الإسلام والديانات التوحيدية الأخرى، بوصفها الإسلامي، أي متى ما اتسقت مع الحقيقة البرهانية الربانية المنطلقة من قوله تعالى:{إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ} [آل عمران:19]، وإنما الكراهية لليهود والنصارى، لانتمائهم السياسي السلطوي الاستعماري المعادي للإسلام والمسلمين.