التآمر الشيطاني الجديد القديم لمشيخة الإمارات العربية المتحدة على اليمن العظيم

محمد عبدالمجيد الجوهري

 

ملاحظة أولية قبل الدخول بقراءتي المتآنية لمحتوى المقال وهي:-*

إنني كنت افضل في البدء استبدال مفردة (رسالة) بكلمة (تحذير) فهي اشد وقعاً وحسماً يقينياً لوقف مراوغة رعاة الإبل وفهلوتهم في اللعب مع الكبار في منطقتنا والذي يتموضع (اليمن في صدارتهم)، وكذلك استبدال مفردة (أكذوبة الحوار) بمفردة (إفك الحوار) لحيث هي أفخ وأشد وأقوى دلالة من سابقتها التي تكررت في مقال أو مقالين سابقين، وكاتبنا الفذ لا يفتقر خزين اللغوي للكلمات والمفردات الأكثر بلاغة مما لدنا بمراحل وتلك حقيقة ولا مجال للمجاملة والتزلف بشأنها.

بالعودة إلى المقال الذي كتبه صديقي الدكتور / عبدالعزيز صالح بن حبتور- رئيس وزراء حكومة الإنقاذ الوطني في الجمهورية اليمنية / صنعاء، الذي يربط بين حضور العربان غير المعلن وبين (الكوميديا الهزلية) التي جرت وقائعها بين جنبات (فندق كورال) بخور مكسر- عدن، وهو ربط حصيف وموفق للغاية من حيث تقريبه لصورة المشهد السياسي الذي أراد صانعوه أن يجعلوا منه تظاهرة سياسية مهمة في (لحظة فارقة) هي لحظة الجنوح الحقيقي للسلم من قبل المملكة العربية السعودية قائدة تحالف العدوان بعدما فكت قيادتها بفطنة (كود الشيفرة) الجهنمي الهادف إلى توريطها في تنفيذ ما لا يستطعون إنجازه، رغبة من التحالف الانجلوسكسوني- الصهيواماراتي توريطها في مستنقع اليمن العظيم مقبرة الغزاة، كما رغب مشائخ الإمارات استمرار العدوان في تنفيذ أجندتهم الخبيثة بدون دفع اثمان مكلفة على جميع الصعد والمستويات، سوى ضخ ملايين أخرى من الدولارات التي لا تعني لهم شيئا، لا سيما وعقلية حكامهم الذين يوصمون بسفه الإنفاق العبثي لأموال شعب أرعبوه بقبضة أمنية قاهرة لتطلعاته الوطنية الراشدة.

لقد اجتهد صديقي الكاتب الفطن بكل ما امتلك من حصافة أن يكون متزنا، بالرغم من وجع التناول لموضوع (التآمر الشيطاني) الهادف إلى زحزحة قناعات شعبنا إن لم نقل تغييرها، ليس لجهة السير في إجراء مراجعات تصحح مسار وحدة البلاد وتضمن امن واستقرار الإقليم بكليته، حيث رأيناه ينبري بالكتابة على عجل كي لا يترك المواطن فريسة للانخداع (بإفك تخرصاتهم) وزيف ما يدعون، من خلال تلك (الكوميديا الهزلية) كما اشرنا اليها سلفا، وبرغم استعجال الكاتب في التفاعل ردا وتوضيحا فإننا لم نجده مشاتما ولا سبابا أو لاعنا، بل وجدناه متزنا نزاعا إلى تقديم الدلائل والاسانيد لإثبات زيف الباطل الذين يريدون به دحض حقائق التاريخ والجغرافيا، مستحضرا وقائع تصريحات وتقولات قدمت كوعود يغازلون بها محدودي الوعي والجمهور غير المسيس (بتشديد الياء)، ساحبا من ثنايا تقريرهم المقدم للمؤتمرين، دليل يفضح كذب ما يروجون من مساعي (استعادة الدولة) وكأنهم سيجلبون لنا (المدينة الفاضلة أو الكاملة) التي راجت بذكرها اساطير العجم والعرب، بل إن صديقي العزيز دولة رئيس وزراء حكومة الإنقاذ الوطني بصنعاء أ. د. عبدالعزيز صالح بن حبتور، لم يناكفهم بتعييرهم إهمالهم مواطني العاصمة عدن التي يدعونها عاصمة لدولتهم المفترضة، والتي يقطنها اكثر من ثلاثة ملايين نسمة، والذين يغرقون بالظلام جل ساعات المساء ويشتوون بحر وهجير الصيف القائض في كل نهاراتهم، ناهيكم عن افقارهم الممنهج، بينما يتم ضخ ملايين الدولارات لشراء ذمم الأدعياء من مرتزقة الجنوب و(خجفانه) بالعربي اغبيائه كرواتب لهم بالعملة الصعبة وهبات ورشى وصرفيات لهم و لأطقم حمياتهم المدججين بالمدرعات والأسلحة على اختلاف أنواعها.

لإثبات صدق ما سلف ترونا نتتبع حقيقة استرساله المتسائل باستغراب ضاما معه تساؤلات المواطن اليمني، بالنص (أين ذهبت تحضيراتهم ونتائج زياراتهم الخارجية والداخلية، وأين تبخرت تلك الوعود التي روجوا لها)؟، حريصا على إقامة الحجة عليهم فقط، وذلك سلوك مترفع عن سفائف الردح بين الخصوم كأكاديمي ورجل دولة يحترم ذاته.

بل استمر الكاتب في تساؤلاته حول أين ذهبت مفاعيل تلك فقعات الإعلامية واللقاءات والمناضرات المتلفزة وجعجعة الضيوف؟ وماذا تم تحقيقه من تلك التقولات التي انتفخت بها أدواجهم على مدى الثمان سنوات انصرمت دونما جديد لا شحيح ولا وازن لمسه أو لربما يلمسه في القريب المنظور من طحين تلك الجعجعات التي تزيد عن كونه خطاباً سياسياً لا محتوى له غير وهم يدغدغ مشاعر (الموطن الملهوف) والمثقل بأعباء حياتية تبدأ من تكاليف معيشته وصولا إلى اهم الضرورات الحياتية مثل الكهرباء والماء والصحة والتعليم وغيرها من الأساسيات لا تقبل التسويف بالوعود الكاذبة، وهي التي تنصح بممارستها تركيعا لشعب عظيم يستعصي على رعاة الإبل فهم سيكولوجية شعب بنى الحضارات وقاد الفتوحات شرقا وغربا، عنجهية وغطرسة فائض أموال البترودولار لا تؤسس حضارات وإن تطاولوا ببناء شاهقات المباني، فهم طارئون على السياسة فكيف لهم ان يرسموا سياسات أو يخططوا لبناء أنظمة وهم لا يزالون يسيرون بلادهم وفق توجيهات الخواجة الإنجليزي، ومثلما اسلفنا عن ترفع الكاتب رقياً وفطنة قد رأيناه مبتعدا عن الخوض في تفنيد ماهية تلك المكونات الـ230 مكوناً، جلها دكاكينو البنيان، أعضاؤها وقوامها في احسن الأحوال لا يزيدون عن عدد أصابع اليد الواحدة، وهي التي انخرطت في ذلك المؤتمر الحواري الذي اشترك الإنجليز في صياغة مدخلاته وصممت مخرجاته التي لم تفاجئنا، حيث عاش مثيلها شعبنا عشية الاستقلال حين رفع شعار (كل الشعب جبهة قومية) “فما أشبه الليلة بالبارجة”.

ولكي يبرهن الكاتب على صحة ومصداقية ما استعرضه من سرد، فقد ذهب كما اعتاد إلى بناء سبعة مرتكزات كأدلة حسية من واقع السلوك والممارسة العملية لرعاة الإبل، وهي أدلة لا تحتاج إلى شرح أو توضيح من لدنا لبلاغة محتوها وبنيانها، لذلك سنذهب للخلاصة التي لم يعنونها صراحة.

انكشاف مخز وقع في ثناياه رعاة الإبل فهم قد عجزوا عن المجيء بذلك الجمع الذي استقطبته المملكة العربية السعودية عشية اطلاق ما سمي بـ(عاصفة الحزم)، بل استرخصوا شراء ما طفح به سوق النخاسة في زمن البوار وكثرة التهافت والتزاحم لعرض الذمم للبيع، فمن تم شراؤهم لا يقوون على الحفاظ لما بين أيديهم من حيازات على اختلاف كينونتها حتى في قراهم، فكيف الأمر بوطن عظيم بحجم الجنوب اليمني المجيد، خسئوا وخسئت بضاعتهم فهم لا يعقلون.*

ذلك هو مبلغ إحاطتنا الذي بلغناه من قراءتنا المتأنية لمقالكم اخي الكريم.*

مدير عام الأنشطة الطلابية في جامعة عدن

 

 

 

 

 

 

قد يعجبك ايضا