طالعتنا الوكالة الفرنسية بمقابلة مع السعودي محمد آل جابر
طالعتنا الوكالة الفرنسية بمقابلة مع السعودي محمد آل جابر حول آخر مستجدات الحرب والعدوان السعودي على اليمن، وقد بالغ المذكور في حديثه عن السعودية التي شنت الحرب منذ أعلن سفيرها في واشنطن عادل الجبير عملياتها صبيحة 26مارس 2015م. وحتى وصول سفيرها آل جابر صنعاء لم تتوقف هذه الحرب.. وما هو واضح اليوم هو أن السعودية تريد فقط أن تُطلق على نفسها الوسيط بعد أن كانت قائدة التحالف العربي ومملكة عاصفة الحزم والعزم وغيرها من المسميات التي أطلقتها على نفسها لتمجيد حربها الإجرامية على الشعب اليمني.
لا تريد مملكة العدوان السعودية اتخاذ قرار بوقف الحرب الإجرامية التي تشنها على اليمن ولا تريد رفع الحصار الغاشم ولا تريد سحب جيوشها ومرتزقتها..تريد أن تستمر حربها وحصارها واحتلالها، وتريد ليس أن لا يقال عنها مملكة العدوان السعودية أو العدوان السعودي بل تريد أن تنزع عن نفسها صفة الطرف في الحرب وأن يتم منحها صفة الوسيط حتى وهي مستمرة في حربها!
وقد تكررت تصريحات السعوديين في هذه المسألة، وحسبنا ذلك محاولة منها لتغليف انصياعها وخضوعها وهزيمتها أمام الشعب اليمني الذي كسر عاصفة الحرب وأهدافها ومحاولة لتوصيف انخراطها في التفاوض بأنه وساطة وليس انصياعاً لإرادة الشعب اليمني..غير أن الإصرار السعودي على ترويج وصفها وسيطاً لا طرفاً لا يكشف عن محاولات السعودية النكوص والإفلات من مسؤوليتها القانونية والأخلاقية تجاه الجرائم والمذابح والتدمير والقتل الذي ارتكبته بحق الشعب اليمني بل وعن محاولات وقحة وجريئة لتزوير التاريخ والحقائق وتزييف الأحداث..كمن يقول بأن الشمس تشرق من المغرب وحين يضحك الناس منه يقسم بالأيمان المغلظة أنها تشرق من المغرب ويضيف وتغرب من المشرق.
ما يظهر من الإصرار السعودي على ترويج كذبة الوسيط هو أننا أمام زهايمر من نوع آخر.. هؤلاء كذبوا هذه الكذبة وروَّجوها، والظاهر أنهم قد باتوا مصدِّقين بل ومتأكدين تماماً لما يقولون كذباً وزوراً..والتاريخ يحدثنا عن أقوام كذبوا ووقعوا في فخ تصديق أكاذيبهم إلى أن استعصى على الرسل والأنبياء – عليهم السلام – أن يُبعدوا هؤلاء الأقوام عن أكاذيبهم التي روَّجوها فصدقوها وهم من أطلقوها.. وحال ملوك وأمراء السعودية لا يختلف..
طيب على فرض أنها أوهام الأمراء المعروفين بالزهايمر يمكن لأحمد عسيري أن يذكِّرهم بمؤتمراته أو المالكي أو حتى الإعلاميين السعوديين يمكن لهم أن يخبروا الملوك والأمراء أن السعودية قادت التحالف العربي والحزم والعزم ضد اليمن. وأطلقت أسراب الطائرات في سمائها للقصف وفعلت ما فعلت من المذابح..ويمكن للإعلاميين السعوديين أن يعيدوا تحديث ذاكرة ملوكهم بأحاديثهم عن صقور الجو ونسور السماء وعن وعن.
هكذا فلتة واحدة تريد السعودية أن تصير وسيطاً وحتى قبل أن توقف حربها وحصارها على اليمن تريد أن تكون وسيطاً..وثالثة الأثافي أن سفيرها آل جابر يتبجح بأنها على علاقات جيدة بكافة الأطراف بما فيها أنصار الله.
هذا الوهم السعودي ما مصدره..
إن لم يكن الزهايمر فعلى آل جابر أن يخبرنا عن ذلك!