الإجرام الصهيوني والتصهين العربي

عبدالفتاح البنوس

 

يواصل كيان العدو الصهيوني غطرسته وتسلطه وتوحشه وإجرامه بحق أبناء شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة ورفح من خلال استهداف منازل المواطنين بصورة مباشرة ، حيث فجرت جريمة استهداف القادة العظماء في حركة الجهاد الإسلامي الشهيد جهاد الغنام والشهيد خليل البهتيني والشهيد طارق عز الدين وعوائلهم الذين ارتقوا شهداء على إثر غارات غادرة لطيران العدو الصهيوني استهدفتهم وهم نيام ، براكين الغضب في أوساط حركات المقاومة الفلسطينية التي ردت بكل قوة على هذه الجريمة وما أعقبها من سلسلة جرائم واعتداءات غاشمة تطال قطاع غزة وعدد من المدن الفلسطينية في تصعيد صهيوني خطير ، دفع حركات المقاومة إلى إعلان حالة الطوارئ والإلتحام في جبهة واحدة وتشكيل جبهة موحدة لمواجهة هذا التصعيد بغية الرد عليه بالطرق والوسائل الممكنة الكفيلة بردع وتأديب هذا الكيان المحتل الغاصب .
العدوان والحرب الصهيونية القائمة على قطاع غزة وبقية المدن الفلسطينية والتي تحظى بمباركة وتأييد وإسناد الولايات المتحدة الأمريكية ، قوبلت بحالة من الخذلان والصمت العربي من قبل أنظمة البترودولار ، أنظمة العمالة واليهودة والتصهين وفي مقدمتها دول الخليج العربي وعلى رأسها السعودية والإمارات ، حيث شاهدنا القنوات الفضائية التابعة لهما تتماهى وتتبنى الروايات الصهيونية فيما يتعلق بالعدوان الصهيوني على الأراضي الفلسطينية ، وكأنها قنوات تابعة للكيان الصهيوني ، وسط حالة من الصمت العربي المطبق ، وهو ما يشجع هذا الكيان على الإغراق في غيه وإجرامه وتوحشه ، والذهاب نحو ارتكاب المزيد من الجرائم والإعتداءات الإجرامية على مرأى ومسمع العالم الخانع المنافق المرتزق .
جامعة الدول العربية ، ومنظمة المؤتمر الإسلامي ، وما يسمى باتحاد علماء المسلمين ، وغيرها من الكيانات والهيئات المحسوبة على العروبة والإسلام والممولة من الخزانة السعودية والإماراتية وقفت متفرجة أمام هذا العدوان الصهيوني على قطاع غزة ورفح وبقية المدن الفلسطينية ، والجرائم الوحشية التي طالت قيادات بارزة في حركات المقاومة الفلسطينية ، ولم تنبس ببنت شفاه ، فيما ذهبت السلطات المصرية إلى منح الكيان الصهيوني تطمينات بإيقاف صواريخ المقاومة ضمن ما أسمته عملية التهدئة ، التهدئة التي دائما ما يتم الإعلان عنها عقب ارتكاب الكيان الصهيوني جرائم وحشية وانتهاكات صارخة في حق أبناء شعبنا الفلسطيني ، ولا أعلم ما الذي يخيف هذه الكيانات العميلة من التعبير عن إدانتها واستنكارها للعدوان والإجرام الصهيوني على الأراضي الفلسطينية والتي تعتبر تصعيدا خطيرا يتحمل هذا الكيان المسؤولية الكاملة عن التداعيات والآثار الناجمة عنها.
يطعنون المقاومة من الخلف ، ويتآمرون عليها مع الكيان الصهيوني ، ويجندون العملاء والخونة للتجسس على قادتها وعناصرها ، ويدعون أنهم مع فلسطين والقضية الفلسطينية ، أفعالهم تخالف أقوالهم ، فلم يصدر منهم أي موقف داعم أو مساند لفلسطين والفلسطينيين ، يتحركون وفق السياسة والتوجيهات السعودية والإماراتية التي تصب في مصلحة الكيان الصهيوني ، وليتهم اكتفوا بذلك ؛ بل ذهبوا لاستعداء الأنظمة والقوى والمكونات الثورية التي تقع في نطاق دول محور المقاومة الإسلامية على خلفية مواقفهم العدائية تجاه هذا الكيان الغاصب ، والتحريض ضدها والتشكيك في مواقفها الداعمة والمساندة للقضية الفلسطينية ، والتي تندرج في سياق الحرب الإعلامية المساندة للكيان الصهيوني التي تقودها قناتي العربية والحدث .
بالمختصر المفيد، الإجرام الصهيوني المتواصل على أبناء الشعب الفلسطيني ، ينبغي أن يقابل بمواقف منددة ومستنكرة على الأقل من قبل الأنظمة العربية الغارقة في وحل العمالة والخيانة واليهودة والتصهين ، ولكنها لا تجرؤ على ذلك ؛ لأن قرارها بيد الأمريكي الذي يفرض عليها خيار التصهين والانحياز للكيان الصهيوني ، لذا لا نريد منهم حشد جيوشهم وعتادهم للقتال إلى جانب أبطال المقاومة الفلسطينية ، ولا تسليحهم وتمويلهم ، فهم أجبن من القيام بذلك ، و ما نريده منهم أن يتركوا فلسطين وأهلها ومقاومتها في حالهم ويكفوا عنهم أذاهم وخيانتهم وتآمرهم ، ويكفوا عن الطعن في الظهر ، ولو من باب الحياء الذي يفتقرون له .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله.

قد يعجبك ايضا