رغم الحديث عن محادثات هدنة تجدد المواجهات العنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع وأعمال نهب في الخرطوم
عواصم / وكالات
تجددت المواجهات العنيفة بالأسلحة الثقيلة والخفيفة والطيران الحربي والدفاعات الأرضية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شمالي الخرطوم وسط تقدم الجيش السوداني عبر عدة محاور من ضاحية الحلفايا شمالي الخرطوم بحري صوب قوات الدعم السريع المتمركزة في شمبات وبقية الأحياء الجنوبية للمدينة منذ بدء الاشتباكات قبل 4 أسابيع.
وصاحب محاولات الجيش للتقدم قصف جوي مكثف من سلاح الجو السوداني على أهداف للدعم السريع في شمبات، حيث شوهدت أعمدة الدخان الكثيف تتصاعد من عدة مواقع.
كما أدت شدة الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع لانقطاع التيار الكهربائي.
يأتي ذلك فيما قال مسؤولون في الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة إن القائدين العسكريين المتحاربين في السودان على وشك التوقيع على إعلان مشترك يسمح بوصول المساعدات الإنسانية إلى العاصمة، مع احتمال نشر قوات من الاتحاد لتأمين مطار الخرطوم
وكان الجيش السوداني شن ضربات جوية مكثفة وسط المدينة أمس الأول الثلاثاء.. وذكر شهود أن الجيش نفذ قصفا جويا مكثفا في وسط الخرطوم وحول القصر الرئاسي.. وقالت قوات الدعم السريع إن القصر، الذي تقول إنها تسيطر عليه، أصيب في ضربة جوية ودُمر، لكن مصدرا بالجيش نفى ذلك.
كما تبادل الجيش السوداني وقوات الدعم السريع الاتهامات بارتكاب أعمال عدائية، بعد دخول الاشتباكات بين الطرفين أسبوعها الرابع.
وقال الدعم السريع إن قوات الجيش استهدفت عددا من المباني المدنية والأحياء السكنية والمصانع والمؤسسات الخاصة، مما تسبب في إصابة ومقتل عدد من المدنيين.
من جهته، قال الجيش في بيان إن “الموقف العملياتي مستقر بكل ولايات السودان (18 ولاية) عدا الأعمال العدائية والإجرامية للمليشيا المتمردة (الدعم السريع) ببعض مناطق العاصمة بما فيها المناطق السكنية”.
وأضاف أن قواتهم اشتبكت مع الدعم السريع أثناء تمشيط منطقة موقف جاكسون وسط الخرطوم “وتم تدمير عدد من العربات القتالية والاستيلاء على أسلحة وأسر عدد من المتمردين ولاذ البقية بالفرار، كما قامت قواتنا بتدمير شاحنة ذخيرة للمتمردين بالقرب من كوبري المك نمر”.
وفي إطار آخر، اتهم الجيش السوداني قوات الدعم السريع بنهب المزيد من البنوك والمحال وسرقة ممتلكات المواطنين، وقال في بيان مساء الثلاثاء “استمرت المليشيا المتمردة في أعمال نهب البنوك والمحال التجارية ومنازل المواطنين وتخريب مرافق الخدمات”.
وأضاف أن عناصر الدعم السريع قاموا “بمواصلة نهب محطة جمارك سوبا وبنك الخرطوم فرع حي العمدة واقتحام عدد كبير من المنازل وسرقة ممتلكات المواطنين ببعض الأحياء تحت تهديد السلاح”.
وعلى الصعيد الإنساني، دفع القتال الذي اندلع يوم 15 أبريل الماضي في الخرطوم مئات الآلاف من الناس إلى الفرار من ديارهم وتسبب في أزمة مساعدات، حيث ارتفع عدد النازحين بما يزيد على المثلين خلال أسبوع إلى 700 ألف، حسبما ذكرت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة.
ووسط تحذيرات من أن السودان على شفا كارثة إنسانية، قال متحدث باسم الأمم المتحدة إن مسؤول المساعدات بالمنظمة مارتن غريفيث اقترح أن يدعم الطرفان المتحاربان في السودان “إعلان التزامات” لضمان المرور الآمن لمواد الإغاثة الإنسانية، وطُرح الاقتراح في جدة للنقاش.