الجريمة البشعة التي ارتكبها العدو الإسرائيلي – فجر أمس في مدينة غزة، مستهدفا القادة في الجهاد مع عوائلهم وأطفالهم الذين استشهدوا بالغارات الحربية التي نفذها العدو الصهيوني – تضاف إلى آلاف المذابح التي ارتكبها هذا العدو الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني طيلة عقود وأوغل هذا العدو في الإجرام.
وكعادته اختار العدو اليهودي ليلة أمس لتنفيذ جريمته فجرا، ليقتل الأطفال والنساء في وقت سكينتهم بمنازلهم وبيوتهم، وتعمد استهداف الشهداء القادة وهم مع عوائلهم ليقتل الجميع، وتلك هي سيرة هذا العدو المجرم الذي ينتهج أساليب إجرامية بشعة ووحشية.
ولا تقف وحشية هذا العدو اليهودي عند حد معين، إذ يستعمل هذا الكيان اليهودي اللقيط كل أساليب القتل والإجرام، متعمدا استهداف الأطفال والنساء، كأسلوب انتقامي إرهابي وحشي لإرضاخ أبناء الشعب الفلسطيني وإخماد جذوة المقاومة لديهم، وكثيرة هي المجازر والمذابح التي ارتكبها هذا العدو المجرم، منذ بدأت العصابات اليهودية في اجتياح فلسطين في 1948 وقبلها، وإلى اليوم، ومن جنين إلى القدس إلى أريحا إلى رام الله واللد وغزة، إلى لبنان وبيروت، الذاكرة مليئة بالمذابح التي ارتكبها هذا العدو بحق شعوبنا وأمتنا وشعبنا الفلسطيني، ولا شيء أوقف هذه العربدة والهمجية إلا السلاح والسلاح.
وقد شكّل الأطفال والنساء العدد الأكبر في قائمة الشهداء الذين استهدفهم العدو الصهيوني فجر أمس في قطاع غزة، مع ثلاثة قادة من سرايا القدس، الذين استشهدوا مع عائلاتهم باستهداف منازلهم في رفح جنوب القطاع.
تماما كما شكل الأطفال والنساء العدد الأكبر في كل المذابح التي ارتكبها العدو الصهيوني طيلة عقود في فلسطين وخارجها، حيث يتعمد استهداف الأطفال والنساء بهدف زرع بذور الهزيمة لدى الشعب الفلسطيني، إذ يحفل تاريخه بمجازر لا حد ولا حصر لها، راح ضحيتها مئات الآلاف وجُلهم من الأطفال والنساء العزّل.
بالتأكيد لن يرضخ شعب الجهاد والمقاومة فلسطين، وهذه المذابح إنما تحفز الشعب الفلسطيني ومعه كل أحرار الأمة في المضي نحو إزالة هذا الكيان ومحوه من الوجود، وذلك هو السبيل الوحيد لينام الأطفال والأمهات آمنين في بيوتهم، وذلك هو الهدف الذي يجب أن يحتشد حوله كافة المسلمين وأحرار العالم.
ومن المفيد أن يدرك المطبعون اليوم أن أوهامهم التي لهثوا بعدها بالاتفاقات مع هذا العدو لن تعفيهم من مكره ومؤامراته ومن عداوته المتأصلة في أصل هؤلاء اليهود وعقائدهم الباطلة والمحرفة، فمن قتل أنبياء الله ورسله – بدون حق – لن يسلم أحدا من العرب والمسلمين وحتى من البشرية، إن اليهود يعتبرون وجود العرب والمسلمين – والشعب الفلسطيني في المقدمة – مدعاة للمجازر والمذابح.
وبقدر ما تشهد هذه المذبحة وألف ألف مذبحة وجريمة ارتكبها هؤلاء اليهود الأشقياء الملعونين في كتاب الله وعلى ألسنة أنبيائه ورسله – عليهم الصلاة والسلام – على عدوانية هؤلاء المارقين، فإنها تكشف عن سفه المطبعين معهم من العرب وقبحهم وعلى خسارتهم وعلى أنهم إنما يسلمون رقابهم وبلدانهم إلى قوم لا قيم ولا أخلاق ولا إنسانية ولا مبادئ يحملونها، عقيدتهم الشيطانية تعادي كل عربي ومسلم، وتبغض كل إنسان على هذه البسيطة.