في أجواء مفعمة بروحانية الهوية والثقافة القرآنية:طلاب مركز بدر الصيفي: نتلقى دروسا في الوعي والبصيرة لمواجهة الحروب الصهيو-أمريكية الناعمة

 

في زيارة إلى مركز بدر العلمي والثقافي بأمانة العاصمة بصحبة مجموعة من قادة وفرسان العمل التنموي بمؤسسة بنيان التنموية وعدد من المسؤولين في أمانة العاصمة، سنحت لنا فرصة الطواف بحلقات الدرس التي يتجاوز عدد طلابها عن 420 طالبا.
وخلال الطواف في جنبات هذا الصرح العلمي العظيم، استعرض لنا القائمون على المركز نبذة عن سيرة الشهيد الدكتور المرتضي المحطوري، وعن الدور التوعوي الرائد الذي اضطلع به المركز والتمكن بوعي وبصيرة من استبدال تلك الثقافات المغلوطة التي حاول البعض بها ومن خلالها طمس الهوية الإيمانية لشعب الإيمان والحكمة بالأصول والمبادئ السامية للثقافة القرآنية ودحض الثقافات.
مشيرين في ذلك إلى النعمة التي اختص الله سبحانه وتعالى بها هذا الشعب العظيم والصابر بنعمة القيادة الربانية المتمثلة في علم الزمان ومنقذ الأمة من براثن الضلالة سماحة الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي، سلامه الله عليه، وفي قائد الثورة العلم السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، رضوان الله عليه.
من جهتهم، ثمن الزائرون الجهود المثمرة للقائمين على المركز، تفاعل الطلاب والمجتمع مع هذه الدورات الصيفية لتعليم الطلاب الثقافة القرآنية والتربوية والإيمانية والثقافة المحمدية والجهادية ليعرف الأعداء أننا أمة تبني رجالها وأجيالها وأبناءها على ثقافة القرآن الكريم. استطلاعا في أوساط القائمين على المركز والطلاب، فكانت « الثورة » وبالمناسبة، أجرت الحصيلة ما يلي:
الثورة / يحيى الربيعي

البداية مع الثقافي أسامة المحطوري، والذي أوضح أن مركز بدر من المراكز المتميزة في أدائها، مشيرا إلى أن الشهيد القائد، سلام الله عليه، أشاد به في عدد من دروسه ومحاضراته ولأكثر من مرة، منوها بأن الشهيد أوضح كيف أن المركز كان يقلق الأمريكيين في تلك الآونة، فما بالك باليوم، وهو يرسخ في أبنائنا الطلاب الروحية الإيمانية والجهادية، كي يحملون الوعي الكامل بخطر أعدائهم، ويحملون الوعي الذي يحتاجونه في مواجهة جل التحديات في هذه الحياة، خصوصا أن أبناءنا الطلاب مستهدفون من كل جانب من خلال الجوالات والتلفزيون ورفاق السوء.. تهديدات كثيرة ومتعددة ومتوسعة، فكان لابد من هذه الدورات، وإن لم تكن كافية، ولكن مركز بدر مستمر في التدريس.
ويواصل «حتى بعد الدورات الصيفية لمن يريد الاستمرارية ويجمع بين الدروس العلمية الدينية، وبين الدروس المدرسة الرسمية، فالحمد لله هناك أنشطة متعددة، هناك أمسيات، هناك أنشطة ثقافية رياضية ترفيهية، إضافة إلى الدروس الأساسية التي يتلقونها في هذا المركز، وبفضل الله سبحانه وتعالى على الرغم من كثرة الطلاب».
ويضيف «إلا أن الله سبحانه وتعالى يعين ويوفق ونلمس رعاية إلهية، ونلمس تفاعلا من الطلاب وتركيزا واهتماما، نسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لما يرضيه.
ويهيب بالأخوة في مؤسسة بنيان التنموية هذه المؤسسة الرائدة والتي يشهد لها الواقع بالإنجازات العظيمة والمهمة، والمؤمل فيها، بعون الله، إلى المزيد من التطورات والتقدم في عدة مجالات.
مؤملا من كوادرها تخصيص برامج توعوية وتعليمية للمراكز الصيفية بشكل عام، تزرع لدى طلابنا عوامل مهمة جدا تبعثهم على النهضة الحضارية والتي من أساسياتها الزراعة والنهضة الاقتصادية بشكل عام، وخصوصا أن لهم تجربة رائدة ومباركة من السيد القائد يحفظه الله في هذه المجالات وأن يعدوا مثل هذه الأنشطة والبرامج الخفيفة والهادفة، والتي هي ضرورة ملحة ومهمة لجميع أبنائنا الطلاب.

الصرح العلمي
بدوره، أوضح الأستاذ/ عبد اللطيف علي علي السراجي، أحد معلمي بدر الصيفي: وفقنا، بحمد الله، لأن نكون ممن يتعلم ويعلم كتاب الله الكريم، مشيرا إلى أن هذا الجيل الصاعد الذي يدرس في المدارس الصيفية وغيرها، ويتعلم ثقافة القرآن الكريم، هو الذي سيقض مضاجع الأعداء عما قريب بقوة الله.
منوها بأن الدورات الصيفية تأتي في مرحلة، الأمة تواجه فيها مخاطر جمة تهدد أبناءها وبناتها، وفي مقدمة تلك المخاطر الحرب الناعمة التي يصنعها الأعداء ويتكالب الأعداء من خلالها على هذا الشباب ليردّوهم من بعد إيمانهم كافرين.. لينقلوهم من الفطرة السليمة إلى الفطرة المتعفنة.. الفطرة التي انحرف بها الكثير من شباب الأمة الذين انحرفوا عن منهج القرآن، وعن تعاليم كتاب الله الكريم التي لا تدرس إلا في مثل هذه المدارس الصيفية.
وأكد أن المراكز الصيفية هي مراكز تحصيل للمعلمين، وللأبناء ذكورا وإناثا.. تحصيل لكل أبناء الأمة، لأن الكل في هذه الصروح العلمية يتعلم تلاوة القرآن، ويتعلم الفقه، والسيرة النبوية وسيرة أعلام الهدى، يتعلمون من كتاب الله سبحانه وتعالى أن العمل برهان العلم، وليس العلم للتمظهر كما يحلو للبعض.
سائلا من الله سبحانه وتعالى أن يوفق الجميع لتنمية مثل هذه المراكز العلمية وإعمارها بالمعلمين والمتعلمين، وأن يتحمل الجميع المسؤولية، مسؤولية الآباء في الدفع بأبنائهم إلى المراكز الصيفية، ومسؤولية الأبناء الذين لم يلتحقوا بالمدارس الصيفية أن يلتحقوا، لأنها مراكز تحصين من الثقافات المغلوطة والسلوكيات الهابطة التي بات الصغار والكبار يتلقونها عبر الجولات والشاشات والسمعيات وغيرها من أدوات اللهو وإضاعة الوقت فيما ضره أقرب من نفعه على الفرد والأمة.

أعظم النعم
وعن فضائل الالتحاق بالمراكز الصيفية، استعرض الطالب إبراهيم حسن عبد العظيم الهاشمي، أحد طلاب قسم الخطابة بمركز بدر الصيفي: «الحمد لله الذي أنعم علينا بنعمة الالتحاق بهذه المراكز العظيمة التي نتعلم من خلالها القرآن الكريم، وهذه هي أعظم نعمة أنعم بها الله علينا.. جئنا لندرس القرآن الكريم، ونتدبر آياته، كما نتعلم من خلال هذه المراكز فنون الخطابة والشعر والتلاوة، ونقرأ الأحاديث والسيرة النبوية والكثير من الأنشطة».
موضحا «نقول لإخواننا الذين لم يلتحقوا: عليكم أن تلتحقوا بهذه المراكز، لأنها نعمة عظيمة وفضل عظيم، على الجميع أن يلتحق بها، وبالذات في مثل هذه المراكز، التي تذكرنا بالشيء الكثير عن مؤسّسه الشهيد الدكتور المرتضى المحطوري الذي أقامه في ظروف حرب، وعلّم فيه الطلاب في ظل الحرب، لكنه جاهد واستمر في إقامة نهج القرآن، يخرج الطلاب، ومنهم الشهيد الرئيس الصماد، وغيره ممن هم الآن يشغلون مناصب قادة، ومنهم من اصطفاهم الله بالشهادة».
مشددا «يجب علينا أن ننصح الطلاب الذين لم يلتحقوا بهذه المراكز كي يتسلحوا بكيفية خوض الحروب، والتي من أخطرها الحروب الناعمة التي أفسدت عقول الكثير والكثير من المسلمين ومن العلماء، هذه الحروب الناعمة التي تفسد الأطفال والشباب والرجال والبنات والنساء، من خلال أدواتها الترفيهية مثل التلفونات والكمبيوترات والتواصل والقنوات»، داعيا إلى المسارعة والمبادرة في الالتحاق، وترك التسويف، لأنها التسويف ثقافة مبّطلة للعزائم ومهبطة للهمم العالية».

أكبر المشاكل
الطالب محمد حسين حميد الدين من مركز بدر العلمي والثقافي تحدث عن أكبر المشاكل قائلا: من أكبر المشاكل التي تعيشها الأمة الإسلامية، أن ما يربط الكثير من حكوماتها ومكوناتها الأساسية والفاعلة في الساحة من أحزاب واتجاهات فقهية وسياسية وعشائرية بالقرآن الكريم هي علاقة ضعيفة جدا، فيما تربطهم بأعداء الأمة من أهل الكفر والضلال والمفسدين في الأرض علاقة تبعية، مطالبا الحكومات والفعاليات الاجتماعية والسياسية إلى العودة إلى القرآن وتوثيق العلاقة بالثقافة القرآن والهوية الإيمانية، فليس غير القرآن شيء يهدي إلى الصراط السوي والمستقيم.
ويتفق معه في الرأي الطالب «علي الشامي»، مضيفا انطلقنا من قول الله تعالى « وَأَعِدُّوا لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لَا تُظْلَمُون)، ونحن هنا في صروح العلم، نتعلم، كما قال الإمام زيد «البصيرة البصيرة، ثم الجهاد»، ونقول لأمريكا وإسرائيل، كما قال السيد «الويل لكم من هذا الجيل الصاعد» ونقول للقدس.. إنّا قادمون، قادمون بإذن الله.
وفي الزيارة، سنحت لنا الفرصة في الاستماع إلى أحد الطلاب والتعرف على موهبته في إجادة التلاوة العطرة والمجودة لآيات من الذكر الحكيم، وإلى مواهب كثيرة في قراءة الحديث، وفي فنون الخطابة، واللغة، وكذا الاطلاع على حلقات الدروس المتنوعة في مختلف العلوم القرآنية واللغة… إلخ.

قد يعجبك ايضا