الدورات الصيفية والذخيرة الإيمانية

نوال أحمد

 

 

القرآن الكريم هبةٌ وهديةٌ عظيمةٌ من الله -سبحانه وتعالى- وهو مصدرٌ عظيمٌ لا مثيل له فيما يشتمل عليه من العلوم والمعارف والهداية، وفي القرآن نفسه آيات مباركة تبين لنا سعة هذا الكتاب فيما اشتمل عليه من المعارف والعلوم التي الإنسان بحاجةٍ إليها في شؤون حياته وفي مسيرة حياته، القرآن الكريم الذي هو كتابٌ للحياة، يتصل بكل شؤون حياة الإنسان، ويرتبط بها ارتباطاً وثيقاً، فهو نورٌ يهتدي به الإنسان في مسيرة حياته، ليس فيه أي ضلال، ولا أي أفكار خاطئة، ولا أي مفاهيم مغلوطة أبداً، تقدم إلى الإنسان ليتمسك بها ، قد يعرض ما عليه الآخرون من ضلال ثم يفنِّده، ثم يزهقه، ثم يبطله، لكنه يقدِّم للناس النور والهداية الواسعة التي تمتد إلى مختلف شؤون الحياة، وتواكب كل زمن، وتلامس كل مرحلة، وتأتي إلى كل ظرفٍ يعيشه الإنسان، فيبقى القرآن الكريم الكتاب الذي لا يماثله كتاب، ولا يرقى إلى مستواه كتاب، وليس هناك من مصدرٍ مثيلٍ له في المعرفة، والعلم، والنور، والبصائر، والهداية الواسعة.
فالمسؤولية تقع على عاتق الجميع في تحصين أبناءنا وبناتنا وشبابنا وشاباتنا ومجتمعنا اليمني بشكل عام ضد ثقافة التدجين والانحراف التي يعمل الأعداء على نشرها في أوساطنا، ونحن اليوم نعيش في مرحلة هي من أصعب و أهم المراحل والتي تفرض علينا جميعاً التركيز فيها بشكل كبير على الارتباط الوثيق بالقرآن الكريم كمصدرٍ أساسيٍ ورئيسيٍ للمعرفة والوعي والفهم، كمصدرٍ للنور والهداية، وهي مرحلة أساسية ومهمة للتحرر من كل تبعيةٍ ثقافيةٍ وفكريةٍ، ومن المهم أن ينتشر وأن يسود في أوساط شبابنا وأبنائنا، في أوساط أمتنا مبدأ التحرر الفكري والثقافي، والخلاص من كل أشكال التبعية لأعدائنا في هذا المجال؛ لأن ما يقدمه لنا أعداؤنا هو في سياق الاستهداف لنا، في حربهم التضليلية الرامية إلى خداعنا وتضليلنا وإفسادنا، والرامية إلى السيطرة علينا والتحكم بنا، إذا امتلك شبابنا هذا الوعي، وترسَّخ لديهم هذا المبدأ؛ سَتُقفَل في قلوبهم، وفي وجدانهم، وفي مداركهم كل نوافذ التأثير والتأثر بأعدائنا، سواءً في مواقع التواصل الاجتماعي، أو في كل مجال من المجالات، وفي كل حقلٍ من الحقول المعرفية، فلا يتأثرون بباطل، ولا ينخدعون بكل تلك الأفكار الظلامية، ولا يتأثرون بكل تلك المفاهيم المغلوطة والخاطئة التي تستهدفهم.
هذه الدورات الصيفية هي من تسهم إسهاماً كبيراً في تنوير هذا الجيل فهي تأتي كعملية تعليمية وتربوية تبنيهم البناء الإيماني والقرآني في أخلاقهم وسلوكياتهم، فيحملوا أثر القرآن المبارك الكفيل بتربية هذا الجيل التربية القرآنية العظيمة ، التربية الإسلامية الحقيقية، التي تبنيه جيلاً حراً واعياً مسؤولاً، وتبنيه حراً متمسِّكاً بأخلاق القرآن، متمسِّكاً وثابتاً على تلك المبادئ الإلهية العظيمة والسامية، من هنا نضمن سلامة جيلنا وسلامة عقولهم من التلف والتشتت الذهني الفكري، بهدى القرآن ونوره وعلومه وبصائره سيتحصن أبناؤنا وبناتنا، فالقرآن هو الدرع الواقي الذي يقيهم من استهداف الأعداء ويحميهم من الانحراف والضياع، فأجيالنا هم ذخيرة هذا الوطن و أساس حاضره و مستقبله، ومسؤوليتنا تجاههم هي الحفاظ عليهم من أسلحة الأعداء التكنلوجية و التدميرية الموجهة إليهم والتي تستهدفهم في هويتهم وأخلاقهم وقيمهم ومبادئهم، واجبنا نحوهم حمايتهم وأن نحصنهم بدروع الهُدى و الوعي والبصيرة، وقوة التمسك بالهوية الإيمانية، أمام مكائد الأعداء ومخططاتهم الشيطانية بات من المتوجب علينا جميعاً أن نسلح أبناءنا بسلاح الوعي والإيمان وثقافة القرآن، فننشئ جيلاً قرآنياً قوياً مرعباً للأعداء بعلمه وثقافته، مواجهاً لهم بسلاح الإيمان، و متصدياً لأفكاهم الظلامية ومخططاتهم الشيطانية بالوعي والبصيرة ، مزهقاً باطلهم وكاشفا زيفهم بأنوار الهداية والحقائق القرآنية.

قد يعجبك ايضا