أصعب عملية بناء لأطهر العلاقات، هي تلك العلاقات التي لا يطمح أطرافها للكسب، ولا تهمهم الخسارة، وأعلى مراتب الإبداع هي أن تتمكن من استخراج النصر من قلب الهزيمة، وأن تكتشف الثغرة في جدار العدو لتنفذ منها، وأن تحول نقطة ضعفك لميزة قوة لك، وتحول ما يتميز به عدوك إلى نقاط ضعف له، هذا ما تعلمناه وعرفناه ولمسناه بشكل عام من نهج ومنهج المسيرة القرآنية، الذي نتمنى أن يخرج هذا المنهج العظيم للواقع الميداني الإداري والشعبي وأن يلمسه الناس حقا وصدقا وعدلا وقولا وفعلا في تصرفات ومعاملات وممارسات المسؤولين والشخصيات العامة في كل مفاصل حياتهم، وفي كل مرفق وإدارة ومؤسسة ووزارة، لكن يبدو أن عامل سوء الظن يجعل البعض يرون أنه لا بد على كل شخص أن يعتمد على خرائطه في معاملة الآخر حتى وإن كانت بعض تلك الخرائط من أعمال عيال إبليس الرجيم..
ما أريد قوله وبأكبر قدر من الوضوح هو أن شعبنا اليمني الواعي سوف يبقى دائما وأبداً على يقين يكسر أي شك بأن نهج المسيرة القرآنية وأنصارها المتقين، هي نظرية الهوية الثورية الإيمانية الحقه، وصحيح أن نقطة بدايتها اليمن ولكنها سوف تجتاح العقول العربية والإسلامية والإنسانية الحرة والشريفة آجلا وليس عاجلا، وأن الأنصاري الحقيقي هو من يقبل فيها ويلتزم بها وينميها بخبرة إيمانية تتجاوز كل ما انقضى من أعمال وممارسات وتصرفات الردة، طبقا لمنهجها القرآني العظيم، ابتداءً من منطلقاتها ووصولاً حتى غاياتها، اتباعاً لأسلوب وعيها وقيمها ومشروعها، وأن من يناقضها منهجاً أو منطلقاً أو غاية ً أو أسلوباً أو تصرفاً أو ممارسة لا يستحق على أي وجه أن ينسب نفسه إلى المسيرة القرآنية ولا للأنصار، ولن يثبت انتسابه إليها ولو كانت بيده شهادة موقعة ومختومة بإدارة كل المسؤوليات..
إن كل المواقف وكل الأحداث، وفي كل مفصل وكل مرحُلة تثبت مصداقية وعي وقيم ومشروع منهج المسيرة القرآنية، إنه مخرج الجميع الوحيد الصحيح من مستنقع الوحل السياسي والإداري والإعلامي والثقافي والاجتماعي والاقتصادي.. إلخ ، لهذا يفترض بنا وقبل أن نبحث عن مشاريع الرؤى والأفكار المستوردة لبناء الدولة، أو تكريس الدورات الشخصية لمسؤوليات الأفراد، علينا أن نختصر الوقت والجهد، باتباع وبولاء إيماني لنهج وعي وقيم ومشروع المسيرة القرآنية، فبهذا الاتباع بإذن الله سوف نتمكن من فتح أبواب منهجها العظيم والراقي والمثمر، لندخل من خلالها سويا ونخرج منها سويا برؤية و نظرية ثابتة ومرتبطة ارتباطاً وثيقاً بوعود الله بالنصر والعزة والتمكين لعبادة المؤمنين الصادقين الصابرين، بهكذا منهج سوف يتم تغيير واقع تصرفات الفشل الممل، وتنتهي معاملات سوء الظن، وتختفي كل الممارسات المعُلبة والشاذة، وتنكسر كل العلاقات المُجمدة، وتسقط كل المشاريع الفاسدة والمفسدة..
إن استعجال تقديم الحساب الختامي للمسيرة القرآنية، في غياب وتغييب نموذج منهجها عمليا وعلميا في المسؤولية والممارسة والتعامل والتصرف، خسارة فادحة، لهذا نسألكم بالله، أن تتقوا الله فينا وفي أنفسكم، وتعرفوا في قرارة أنفسكم أن لديكم أعظم منهج، تقابله مؤسسات الدولة للأسف بأتعس مخرج، فبحق هدى الله وكتاب الله ودماء الشهداء، كفو عن ممارسات وتصرفات ومعاملات سوء الظن وتعاملوا مع الآخرين بمنهج ونهج وعي وقيم ومشروع المسيرة القرآنية، حتى تأتي لكم الرؤية الأكثر وضوحا والأكثر نجاحا والأكثر مقدرة على فرز المشاريع الصحيحة وحتى فرز القوى والنفوس المختلطة من داخل المسيرة أو خارجها، لتخرجوا بنظرية ثابته نلتقي بها جميعا في قوة واحدة ولو كانت أقل عدداً، ويلتزم فيها الجميع بخطة واضحة ولو كانت أطول مدى، ونسلم جميعا لقائد وقيادة هذه المسيرة العظيمة، ليقودوا خطانا بثبات وصدق وثقة وقوة وهيبة وحرية وعزة وكرامة وتنمية، فهذا ما يجعلنا جميعا نتقدم حقاً وصدقاً وعدلاً بدلاً من عنتريات الارتباط بعلاقات القفز إلى الأمام مرة والعودة بالقفز إلى الخلف مرتين..